اعتمدت الطالبة "سالي حمدان" في موهبتها الفنية عناصر بسيطة، وميزتها بطابع إيجابي من خلال المواضيع التي شكّلتها، وكان للألوان حكاية مع الفرح والتفاؤل في لوحاتها ورسمها على الحجارة، تاركة لحسّها الفني الحرية في نشر الطاقة الإيجابية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 13 تشرين الأول 2020 طالبة الهندسة الزراعية "سالي حمدان" لتتحدث عن بدايات موهبتها الفنية، حيث قالت: «بدأت هوايتي بالرسم قبل أن أدخل المدرسة، ورافقتني منذ الطفولة ولمست معلمة الرسم موهبتي واختلافي عن أقراني، فأخذت تهتم بي وتحاول صقلي بتكثيف مشاركاتي وتوجيه الملاحظات في هذا المجال، عندها عملت على تطوير موهبتي بشكل ذاتي، وكان الأقرب للوحتي ما تراه عيناي وخاصة أن تجربتي في الرسم لم تكتمل بشكلها النهائي، ولكنني وصلت لمرحلة جيدة تقودني إلى مستقبل في الفنّ التشكيلي، حيث بدأت بشكل فعلي منذ ثلاث سنوات، وكان الهدف من صقل موهبتي وتكثيف العمل الاعتماد على نفسي مادياً، فسجلت في دروس الرسم لأطور موهبتي وأقدم الفنّ الإيجابي».

كان "سوق الضيعة" من المحطات الهامة التي أعرض بها فني بشكل أسبوعي، حدث ذلك عن طريق المصادفة، حين كنت من زوّار السوق، ثم جئت ولم يكن لدي تصور عن العمل ولم تكن أعمالي كثيرة ومخيلتي لا تحمل الشيء الكثير، لكني شعرت بكمية الإيجابية التي يحملها المشاركون في السوق، وهو يشبهني ويلامسني، بالإضافة لروح الفريق في ذلك المكان، كما شاركت بمعرض الزهور ومعارض مختلفة في حديقة "العروبة"

كانت الطبيعة من العناصر الحية التي تحفزها على الرسم بالإضافة لتأثرها بوالدتها، وأضافت عن ذلك: «الطبيعة غنية بالكثير من الأشياء التي يمكن استثمارها في الفن وتشكيلها بروح جمالية تنبض بالحياة، حيث الأحجار على شاطئ البحر ملأى بالحياة ولكنها تحتاج للمسة فنية لتظهر وتخرج من صمتها، وكل محتويات الطبيعة تبث طاقة إيجابية، وهذا سبب اقترابي من الطبيعة أستقي منها الإيجابية والتفاؤل اللذين شكّلا بصمتي الفنية، كما تعلمت النجارة بسبب حبي للخشب وتأثرت بوالدتي التي تمتلك موهبة فنية أيضاً، وأعتمد عليها بتشكيل القطع الخشبية من تحف ولوحات، ثم أقوم بتلوينها والرسم عليها، وننجز لوحات فنية مشتركة من خلال تقاطعات تقوم على حسّ فنّي مشترك، واستثمرت دراستي في كلية الهندسة الزراعية بزراعة الصباريات وتفريخها، فهي نباتات جميلة ومتنوعة، وغنية بالطاقة».

رسم وكتابة على الحجارة

تحاول الطالبة "سالي حمدان" أن تضفي طابعاً إيجابياً بفنّها، حيث قالت: «مشهد الأحجار واللوحات التي أعرضها غنيٌّ بالعبارات التي تحمل الفرح والجمال، أختارها بعيداً عن السوداوية والكآبة، أكتب العبارات على الحجر وأعطيها اللون الذي يحمل مضمونها بطريقة تنسجم مع بعضها لتترك أثراً في نفس المتلقي، وحبي للألوان يجذبني دائماً لأفكار جميلة بسيطة، وبمجرد أن يرى الزوّار أعمالي في المعرض أو السوق الذي أعرض به أجد ابتساماتهم تتلو نظراتهم ما يجعلني واثقة من تحقيق الهدف بنشر الجمال».

وعن المعارض التي شاركت بها قالت: «كان "سوق الضيعة" من المحطات الهامة التي أعرض بها فني بشكل أسبوعي، حدث ذلك عن طريق المصادفة، حين كنت من زوّار السوق، ثم جئت ولم يكن لدي تصور عن العمل ولم تكن أعمالي كثيرة ومخيلتي لا تحمل الشيء الكثير، لكني شعرت بكمية الإيجابية التي يحملها المشاركون في السوق، وهو يشبهني ويلامسني، بالإضافة لروح الفريق في ذلك المكان، كما شاركت بمعرض الزهور ومعارض مختلفة في حديقة "العروبة"».

سالي حمدان في سوق الضيعة

الفنان التشكيلي "نبيل صبح" تحدث عن أعمال "سالي"، ورأيه بها، فقال: «نشأت في أسرة مهتمة بالفنّ خاصة والدتها التي تمتلك نزعة فنّية ورثتها ابنتها عنها ومارستها، فتوالفت الحالة الفنية مع الاهتمام والمتابعة، كانت بحاجة للتوجيه فقط من خلال إنجازها للأعمال التدريبية حتى تتمكن يدها من أن تكون على مستوى حسها الفني.

لاحظت قدرتها على التمييز الجمالي، وهي سريعة التلقي بالنسبة للأسود والأبيض بالملاحظة والقدرة على التجاوز، لديها طموح وحسها الفني ساعدها على التطور والتعلم، كما أن المرحلة العمرية وطبيعتها الشخصية صبغتا فنها بطابع التفاؤل والفرح، وعلاقتها مع العناصر علاقة مباشرة».

أمل شعبان

أما "أمل شعبان" والدة "سالي" فتحدثت عنها قائلة: «برزت موهبتها منذ طفولتها، وكانت الألوان متناثرة في كل مكان حينئذٍ، حاولت توجيهها للموسيقا ولكن ميولها للرسم سيطرت عليها وأصبحنا نعمل معاً، حيث طلب أحدهم منا مجموعة تشكيلات، فكنت يداً لها وشكّلت كل القطع الخشبية المطلوبة بواسطة المشرط، تعتمد التشكيلات الخشبية الطبيعية استخدام موجودات الطبيعة وتسخيرها بشكل فنّيّ وإيجابي، وكانت سبب انطلاقتي لأشياء كثيرة، خاصة أنني أحمل اهتمامات فنية».

يجدر بالذكر أنّ "سالي حمدان" طالبة في كلية الهندسة الزراعية بجامعة "تشرين" في السنة الرابعة من مواليد عام 1998، قرية "المقاطع" – "برج القصب" التابعة لمحافظة "اللاذقية".