يعدّه أهالي منطقة "فيروزة" وحي "الحميدية" في "حمص" أباً وملهماً ومرجعاً روحياً واجتماعياً؛ لمتابعته همومهم ونشاطاتهم الدائمة منذ تسعينيات القرن الماضي وإلى اليوم.

مدونة وطن "eSyria" التقت الأب "زهري خزعل" في منطقة "فيروزة" بريف "حمص"، بتاريخ 29 شباط 2016، حيث حدثنا عن حياته الملأى بالأنشطة والفعاليات بالقول: «ولدت في منطقة "القريتين" بريف "حمص" عام 1971، ودرست في مدارسها وتدرجت فيها، حيث تربيت -بحكم قساوة المنطقة الصحراوية- على مواجهة أصعب الظروف وأقساها منذ الصغر، ثم دخلت الثانوية الصناعية وحصلت على شهادتها، وحتى اليوم ما زلت أعشق المهن المتعلقة بها.

هو شاب نشيط موثوق لدى الناس، لأنه يخدمهم بصدق وأمانة، وأهم ما يميزه أنه جريء بمحاولاته الدائمة لحل أي أزمة أو مشكلة تواجهه، والمهم لديه أن يصل إلى الحل ومساعدة الناس، إضافة إلى أنه محب وخلوق؛ لذلك كان اتكالنا عليه كبيراً لقدرته على التواصل والحديث مع الناس بروح مرحة، حتى أصبح وجهاً معروفاً ومقبولاً لدى الناس

خلال ذلك كان لي نشاطات كثيرة في فرع الشبيبة؛ أمسيات شعرية، ومسرحيات كوميدية وهادفة، فأساتذتي كانوا أصدقائي؛ حيث كنت أتابع معهم موضوع تبادل الكتب ومناقشتها، ولدي الآن مكتبة منوعة بكل أنواع كتب العلوم والأديان والأدب من كل أنحاء العالم».

الأب أنطون جرادة

ويضيف حول مرحلة الشباب: «تتلمذت على يد سيدنا "برنابا" عام 1995 لأصبح كاهناً بعمر الخامسة والعشرين، وبدأت النشاط في مدينة "حمص"؛ حيث كنت سكرتيراً له بالمطرانية التي تعد مركزاً لكافة القرى المحيطة بريف "حمص" و"حماة"، وفي تلك الفترة قمنا بتأسيس مراكز اجتماعية ورابطة للشمامسة، فساهمت بإقامة "ريستال" ديني في "حمص" كلها، وأقامة معارض كتب للتبادل والمنفعة بين الناس، إضافة إلى الأنشطة العلمية والثقافية في "حي الأرمن"، ودورات تعليمية لطلاب الشهادات الإعدادية والثانوية بغية مساعدتهم، كما قمنا باستثمار أرض في "حي الأرمن" لبناء مركز ثقافي يكون بمنزلة تجمع يقدم الفائدة المعرفية والعلمية، وما زال العمل مستمراً فيه، فهو يمثل الحلم الذي بدأ يتحول إلى حقيقة.

أما كنيسة "أم الزنار" فهي الأم لحياتي الشخصية بالكامل، واهتمامي كان كبيراً فيها، حيث قمنا بإنشاء "مهرجان أم الزنار" من عام 2000 حتى 2010، وتضمن محاضرات اجتماعية وعلمية وطبية، مع دعوة فنانين ووجوه مختلفة من "حمص" وخارجها، وتكريم أصحاب الإنجازات العلمية، حيث كان الاهتمام كبيراً بهذا المهرجان على مستوى عدة بلدان عربية.

إضافة إلى كسب خبرة بالمجال الإغاثي أثناء تهجير إخوتنا اللبنانيين في "حرب تموز"؛ حيث قمنا بمساعدة الوافدين إلى "سورية"، وقبلها كان مع الإخوة العراقيين خلال الغزو الأميركي لـ"العراق"».

ويتابع: «بالنسبة لأهالي "حي الحميدية" فتعلقي بمبادئي وتربيتي المنزلية تفرض عليّ أن أكون متعاوناً مع جميع الناس، وباب بيتي لا يغلق أبداً لأنه من المعيب أن يعود أحد فارغ اليدين بعد طلبه أي شيء مني أستطيع أن أحققه له، إضافة إلى رفضي فكرة السفر خارج البلاد، وتعلقي بمساعدة الجميع لزيادة ارتباطهم ببلدهم، كما أنني أحب الروح المرحة والبسيطة؛ فلا أعتقد أن هناك مشكلات غير قابلة للحل، على العكس تماماً أنا دائم التفاؤل بوجود حلول ولا يوجد بقاموسي كلمة مستحيل، لذلك أعمل دائماً لحل أي مشكلة تعترضني».

معلمه ومدرّسه الأب "أنطون جرادة" تحدث من خلال خبرة العمل معه عبر سنوات عديدة؛ عن أبرز ما يميّز الأب "زهري" في تعامله مع الناس بقوله: «هو شاب نشيط موثوق لدى الناس، لأنه يخدمهم بصدق وأمانة، وأهم ما يميزه أنه جريء بمحاولاته الدائمة لحل أي أزمة أو مشكلة تواجهه، والمهم لديه أن يصل إلى الحل ومساعدة الناس، إضافة إلى أنه محب وخلوق؛ لذلك كان اتكالنا عليه كبيراً لقدرته على التواصل والحديث مع الناس بروح مرحة، حتى أصبح وجهاً معروفاً ومقبولاً لدى الناس».

الشاب "بهجت العلي" من أبناء حي "فيروزة" الذي اعتاد قصد الأب "زهري"، تحدث عن العلاقة التي تربطه به، فقال: «أقصده كل مدة؛ طلباً لمساعدة أناس في مواضيع مختلفة، وفي كل الحالات التي أعرفها يرفض الإدلاء باسمه أو أن يعرف الطرف الآخر به، وهو فقط يأخذ المعلومات المطلوبة، وبعد مدة يتصل بي ويخبرني بتطورات الموضوع، واللافت أن الأشخاص الذين أعرفهم ليسوا فقط من "حمص"، بل من أماكن متعددة.

المميز بالأب "زهري" أنه يعدّ أي مشكلة تعرض عليه مسؤولية وواجباً وكأنها تخصه، ويصبح لحوحاً ومتابعاً للموضوع حتى يحلّه، هو وأمثاله يمثلون ركيزة أساسية لأبناء حيّي "الحميدية" و"فيروزة"».