أعلن شهر كانون الثاني عن ساعاته الأولى، فكست الثلوج وللمرة الأولى "جوبة صبيح"، وارتفعت إلى ما يزيد على نصف المتر في قرية "عين القضيب"؛ معلنة قوة الطبيعة التي تكيف معها الإنسان.

ففي قرية "جوبة صبيح" التابعة لمدينة "الشيخ بدر" والقريبة من سد "الصوراني"؛ كست الثلوج ولساعات طويلة الأرض الجبلية بحسب حديث الحرفية "روجيه إبراهيم" ابنة القرية، حيث أضافت لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 5 كانون الثاني 2016: «اعتدنا في فصل الشتاء وخاصة في شهر كانون الثاني هطول الثلج، لكن في هذا العام كانت الهطولات غزيرة مترافقة مع موجة برد قارسة؛ وهو ما أدى إلى ثبات تلك الهطولات لأيام متعددة، وهو ما يحدث للمرة الأولى في قريتنا، الأمر الذي انعكس على فرحة الناس بهذه الظاهرة الطبيعية، فراح الناس يلهون ويمرحون بالثلج لساعات طويلة.

اعتدنا كسكان انقطاعنا عن المجتمع المحيط بنا، فترانا متهيئين للأمر بما يلزم، من تحضير أعلاف الماعز التي اعتادت الرعي الطبيعي، وتأمين مؤن الخبز والحاجيات الأساسية

فرحة الناس رافقتها مخاوف لدى بعض المزارعين من انعكاسات بقاء الثلوج على مزروعاتهم التي أغلبها قمح وشعير، لكن حديث المعمرين في القرية بدد مخاوفهم بعدم تأثر المزروعات، بل قد تخلّصها الثلوج من بعض الأمراض والحشرات، كما أنها تقتل الكثير من حشرات التربة والذباب و"الناموس"، وتساهم بمكافحة فطريات أشجار الحمضيات المزروعة على جانبي مجرى النهر».

الحرفية روجيه إبراهيم

وتتابع: «بطبيعة الحال يعتمد سكان القرية مدافئ الحطب الذي يحضرونه من بقايا الأشجار المتكسرة بفعل عوامل الطبيعة وعمليات التقليم التي يقومون بها، وهذا لا يعني عدم وجود حالات فردية للقطع الجائر؛ حيث إن مدافئ الحطب هي الأكثر جدوى في عملية التدفئة؛ لذا التكيف والتأقلم مع الطبيعة بالنسبة للأهالي كان حاضراً لهذا الشتاء».

المحامي "وائل صباغ" من "مشتى الحلو" قال: «اعتدنا في كل شتاء هطولات ثلجية، لكن الهطولات هذا العام كانت مميزة بكثافتها، التي كانت فرحة بالنسبة للأهالي وخاصة أصدقاء "دلبة مشتى الحلو" وأعضاء الملتقى العائلي، وهو الأمر الذي دفعنا للإعلان عن مسير الثلج، وفعلاً قمنا بالمسير إلى موقع "رحم الغابة"، وكان مميزاً.

خضار تكسوها الثلوج

إن أغلب المشاركين بالمسير شاركوا نتيجة الحالة والظاهرة الطبيعية التي أدت إلى كثافات كبيرة في الثلوج؛ وهو ما أضاف متعة كبيرة إلى المسير الذي اعتدنا القيام به في الأحوال المناخية العادية كالأيام المشمسة مثلاً».

الفنان والكاتب "علي حمدان" من قرية "عين القضيب" التي ترتفع نحو 1100 متر عن سطح البحر، أكد أن ثخانة الثلوج هذا العام تجاوزت المعدلات المعتادة مقارنة مع زمن الهطولات الثلجية وموعدها، وهو الأمر الذي انعكس على الحالة المعيشية للناس في القرية، مضيفاً: «اعتدنا كسكان انقطاعنا عن المجتمع المحيط بنا، فترانا متهيئين للأمر بما يلزم، من تحضير أعلاف الماعز التي اعتادت الرعي الطبيعي، وتأمين مؤن الخبز والحاجيات الأساسية».

من مسير الثلج في مشتى الحلو