تجارب حرفية يدوية لتصنيع الأثاث المنزلي من خشب الزيتون، طاولات وكراسٍ وتحف و"كلوبات" قابلة للاستخدام المنزلي أخذت تفرض حضورها في الأسواق المحلية.

التجربة طبقت بأيدٍ شابة وبحرفية عالية من خلال ورشة أسسها الشاب "ربيع الجباعي" الذي قدم هذا النوع من المنتج اليدوي، وقد حاولت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 17 حزيران 2015، تسليط الضوء عليها لكونها مبادرة عملية نالت استحسان الزبائن، وفق حديث "مثقال الجرماني" صاحب متجر للتحف والجلديات، الذي استفاد من إنتاج الورشة في الحصول على تصاميم متميزة تختلف عن المنتج الآلي من الخشبيات المتوافرة في الأسواق، وقال: «أفكار عملية طبقها "ربيع الجباعي" بالاعتماد على خشب الزيتون وهذه إحدى الأفكار الحديثة في منطقتنا، وقد تابعت عمل الورشة التي أنتجت تصاميم تتلاقى فيها مزايا الجمال والفنية إلى جانب قابلية الاستخدام المنزلي، وهذا من وجهة نظري ما جعلها الأقرب إلى التداول، حيث لبت غاية الزبائن، وكانت البداية مع "الكلوبات" وأدوات الزينة المنزلية وقواعد الشموع والأطباق والصواني، وقطع صغيرة الحجم، ومنمنمات من الخشب الصرف تحفر يدوياً وتطبق بطرائق أنيقة ميزتها عن منتجات حرفية آلية توافرت بالأسواق.

عملت في مجال نجارة الخشب بالاعتماد على المعدات الحديثة، ومن خلال تجربة بسيطة ومحاولات للاستفادة من خشب الزيتون، اتجهت إلى عمل يختلف عن السابق مع العلم أنني أقوم بعمل خاص يرتبط بقيادة الآليات الثقيلة وعلاقتي مع الخشب بدأت من الهواية التي أجهد اليوم للمحافظة عليها، خاصة بعد أن لاقت الرواج والطلب. ومنذ عدت أشهر أنجزت الخطوة الأولى في هذا المجال؛ حيث اشتريت ورشة لتكون مخصصة لهذا العمل وحاولت الحصول على كمية كبيرة من أخشاب الزيتون المعمرة من محافظات الساحل، لتكون رصيداً للمرحلة القادمة، لأننا في البداية ننتقي نوعاً خاصاً من الأخشاب التي تعود إلى أشجار معمرة هنا نستفيد من تموج الألوان وطبيعيتها وصلابة الخشب، ونقوم بعملية المعالجة التي تتطلب البقاء على الأخشاب لمدة تزيد على ستة أشهر في مكان مظلم للتخلص من الرطوبة ولتكون صالحة للاستخدام

وبالنسبة لي فقد تعاملت مع الورشة منذ انطلاقتها قبل عدة أشهر، وانتقيت عدداً كبيراً من التصاميم؛ وُزِّعت بنطاق واسع، واليوم نتابع الأفكار الجديدة لتصنيع الأثاث المنزلي مثل الكراسي والطاولات بمختلف الأحجام لتظهر حرفة يدوية جديدة نتوقع لها مستقبل جيداً لكونها تطلب لندرة التصاميم وعدم تكرارها، إذ تنجز وفق تصميم وحيد لا يتكرر؛ وهذا عمل تتخصص به الورشة لغاية تقديم العمل اليدوي بصورته الحقيقية والفريدة التي يطلبها زبون له اهتمامات معينة».

مثقال الجرماني

أتقن مهنة النجارة، وانطلق منها للتعامل مع أخشاب أشجار الزيتون المعمرة، ليطرح أفكاره الحرفية وينشرها من خلال تصاميم حديثة واكبت الحياة العصرية، وحافظت على صيغة العمل اليدوي؛ كما حدثنا "ربيع الجباعي" مؤسس الورشة بوصفها أول ورشة تتخصص بهذا النوع على مستوى المحافظة، وقال: «عملت في مجال نجارة الخشب بالاعتماد على المعدات الحديثة، ومن خلال تجربة بسيطة ومحاولات للاستفادة من خشب الزيتون، اتجهت إلى عمل يختلف عن السابق مع العلم أنني أقوم بعمل خاص يرتبط بقيادة الآليات الثقيلة وعلاقتي مع الخشب بدأت من الهواية التي أجهد اليوم للمحافظة عليها، خاصة بعد أن لاقت الرواج والطلب.

ومنذ عدت أشهر أنجزت الخطوة الأولى في هذا المجال؛ حيث اشتريت ورشة لتكون مخصصة لهذا العمل وحاولت الحصول على كمية كبيرة من أخشاب الزيتون المعمرة من محافظات الساحل، لتكون رصيداً للمرحلة القادمة، لأننا في البداية ننتقي نوعاً خاصاً من الأخشاب التي تعود إلى أشجار معمرة هنا نستفيد من تموج الألوان وطبيعيتها وصلابة الخشب، ونقوم بعملية المعالجة التي تتطلب البقاء على الأخشاب لمدة تزيد على ستة أشهر في مكان مظلم للتخلص من الرطوبة ولتكون صالحة للاستخدام».

ربيع الجباعي

ولتوضيح مراحل العمل لتصنيع أي نوع من القطع وواقع التسويق أضاف "ربيع" بالقول: «عملية انتقاء الخشب مرحلة أولى؛ حيث نقصها من الحقول بعد الشراء من صاحب الكرم، ونستفيد من معامل الرخام منأجل القطع الضخمة وتحويلها إلى قطع مستوية وكبيرة، وبعد المعالجة بالمواد الكيماوية نقوم بعملية القص اليدوي والتركيب، حيث نستخدم اللاصق للتحف والقطع الصغيرة، ولتركيب قطع الأثاث نعتمد على طريقة يدوية قديمة تسمى "التلسين"؛ أي حفر تداخلات وترك بروزات في القطع لتركب بطريقة الضغط، وهنا لا نكون بحاجة إلى لاصق أو أي نوع من البراغي أو المواد المعدنية؛ لتكون القطعة كرسياً أو طاولة عبارة عن خشب خالص قد يضاف إليه الزجاج أو نوع من المرايا للتزيين، وتبقى القطعة طبيعية من حيث الشكل والمضمون.

وبالنسبة للتسويق فقد كانت عملية العرض من خلال متجر الصديق "مثقال الجرماني" بداية التعريف بهذه الحرفة؛ وعليه أخذت تردنا طلبيات من عدد جيد من الأشخاص والمهتمين بهذا النوع من العمل، ولدي اليوم عدد من الطلبيات لغرفة طعام وأطقم كراسٍ بتصاميم خاصة طلبها أشخاص لهم ذوق خاص في هذا النوع من القطع الفريدة، كما نفذنا عدداً من القطع المفردة وفق حاجة الزبون؛ وكانت كتعريف بما يمكننا تقديمه لنشر هذه الحرفة على ساحة المجتمع الذي تعامل معها بوقت قياسي دفعنا للاستمرار والسعي لتوسيع العمل».

من مشغولات الورشة

قطع متقنة الصنع للإضاءة وإطارات للصور العائلية حصل عليها التاجر "هادي غبرة"؛ الذي تحدث عن الحاجة إلى هذه النماذج من الحرف اليدوية التي تجسد لاستخدام الخشب كبيديل طبيعي عن اللدائن الصناعية المختلفة، وقال: «انتقيت من القطع بعض "الكلوبات" التي صنعت من قطع صغيرة شغلت بعناية ودقة، ووجدتها مناسبة لكونها مصنعة من مادة أولية طبيعية تختلف عن أغلب الأنواع التي تنتجها المعامل، بالتالي قد تكون بديلاً مناسباً عن اللدائن الصناعية التي بتنا نعرف مخاطرها، خاصة قابليتها للاشتعال السريع، وقد يكون هذا النوع من الخشب أكثر أماناً.

ومن الناحية الجمالية فإن لونها طبيعي وينسجم مع الأنواع المختلفة من المفروشات، وقد استخدمتها في غرف الأطفال، وجذبتني بعض الإطارات الخشبية للصور العائلية والمرايا ووجدتها متميزة، وفي ذات الوقت فإن السعر مناسب، مع العلم أننا نحصل على قطعة من الخشب الخالص، وتعدّ طريقة الصنع يدوية من الألف إلى الياء، وهي من الأفكار والمبادرات الحرفية التي تحتاج إلى الدعم للتعريف بها أكثر؛ لكونها تحقق غاية الاستفادة من أخشاب حقول الزيتون المعمرة بتكريس نماذج فنية وجمالية قادرة على الاستمرار لعهود طويلة، ولا تكون أشجار الزيتون حطباً وبقايا رماد».

تحتفل الورشة اليوم بالزوار الذين باتوا يتوافدون للاطلاع على طريقة العمل والاستفادة من منتجاتها.