تعد ملحقات الزواج في "حمص" أساسية منذ قرون، و"جهاز العروس" جزء أساسي من هذه الملحقات التي يحافظ عليها الأهالي؛ باعتباره تقليداً ومتتماً لمراسم الزواج؛ وذلك بما يوائم تطورات العصر الحالي.

مدونة وطن "eSyria" التقت وبتاريخ 5 حزيران 2015، ربة المنزل "روعة سلوم" التي كوّنت خبرة طويلة من هذه المناسبات لكونها من سكان "حمص"، وحدثتنا بالقول: «يعرف "جهاز العروس" بأنه عبارة عن ملبوس بدن ثياب للعروس، يقدمه أهل العريس، وتتم مراسيمه بوجه عام بالاتفاق بين الطرفين، هكذا جرت العادة في المدينة منذ القدم وما تزال مستمرة حتى يومنا هذا.

بالنسبة للجهاز الخاص بي، فقد أحضر أهل زوجي كل شيء بالاتفاق مع أهلي، من ثياب، وغرفة النوم، والسرير الذي يعد ضرورياً في الجهاز وذهبت برفقة أهلي إلى بيت أهل زوجي، ورتبت كل شيء وقدمنا الضيافة ملتزمين بالتقاليد كاملة

فقد كان فيما مضى يحدد الجهاز يوم الثلاثاء حصراً قبل العرس بيومين فقط، وسبب ذلك عدم وجود صالات للأفراح في ذلك الوقت، حيث يقدم أهل العريس ثياباً وآلات كهربائية ومنزلية من دون رؤية العروس، كما جرت العادة، ليأتي أهل العريس ويأخذون أهل العروس ليعرضونه على الضيوف».

روعة سلوم

وتضيف: «هناك ما يسمى "السرقة" وهي عبارة عن "زريعة" أو إبريق وكأس، يأخذها بيت العريس يوم الجهاز "مرجوعها" للعروس، كعادة موروثة، يرافق ذلك "بدلات" سهرة مع الجهاز بكل الألوان، والأساسي الطقم الأبيض و"البدلة السودة".

بالنسبة للفروق التي حدثت في هذه الأيام تقول "السلوم": «في الوقت الحالي، أيضاً يتم الاتفاق بين الطرفين بوجه أساسي على التفاصيل، لكن الأيام لم تعد محددة، حيث توافرت صالات الحجز، لكن ما يهم هو المدة قبل العرس، أي يومين فقط بين الجهاز والعرس.

كتاب عادات ومعتقدات في محافظة حمص

وبالنسبة للعروس فقد أصبحت تذهب مع أهلها وأهل العريس لترتب ثيابها بنفسها، وترتب أغراضها وأدواتها الكهربائية والمنزلية وتضعها حيثما تريد، فالأجهزة أصبحت اليوم أهم وأكثر من الثياب، و"البدلات" لم يعد مهماً توافر جميع الألوان، المهم توافر الأبيض والأسود مع الثياب العادية.

وهناك شيء مهم وأساسي لم يتغير أبداً، وكأنك تعيش الزمن نفسه، وهو "الخلعة" عبارة عن قطعة قماش أو قمصان نوم "غلابيّات"، تخرجهم العروس يوم الجهاز وتوزعها على أهل العريس، من "الحماية"، و"السّلايف"، و"بنات الحماية".

ويقدّم في هذه المناسبة العصير أو الشاي أو "البوظة" بحسب الفصل أو الجو العام، إضافة إلى غناء بعض الأغاني والأهازيج الشعبية الخاصة بالمناسبة من قبل النساء».

"سلاف الشعار" وهي أم لطفلين تزوجت قبل عدة سنوات وتعد من الجيل الحديث، تقول: «بالنسبة للجهاز الخاص بي، فقد أحضر أهل زوجي كل شيء بالاتفاق مع أهلي، من ثياب، وغرفة النوم، والسرير الذي يعد ضرورياً في الجهاز وذهبت برفقة أهلي إلى بيت أهل زوجي، ورتبت كل شيء وقدمنا الضيافة ملتزمين بالتقاليد كاملة».

الباحث "خالد الأحمد" في كتابه الخاص بعادات وتقاليد أهل "حمص" عن "جهاز العروس الحمصية" يقول: «مظاهر عصرية كثيرة دخلت إلى زينة العروس وجهازها، أو في أشكال الاحتفال ومفرداته، فـ"الماشطة" التي كانت تقوم بتزيين العروس فـ"ترجّل" شعرها وتزيّنها بأصناف الحلي و"الحلل والشكول"، استعيض عنها بصالونات الزينة النسائية ومراكز التجميل الحديثة التي تجعل من "المكنسة ست النسا"؛ كما يقول المثل الشعبي، كما أخلت الخاطبة التي كانت تدور من بيت إلى آخر لتوفيق الرؤوس على مخدة الحلال دورها للكمبيوتر».