وجد صناعيو منطقة "شهبا" أنفسهم أمام معضلة كبيرة أجبرتهم على العمل طوال الليل لكي يتابعوا عملهم ويلبوا طلبات زبائنهم، وبات الحصول على ساعات كافية من الكهرباء هاجسهم الدائم.

مدونة وطن "eSyria" التقت العامل "علي شروف" يوم السبت الواقع في 6 حزيران 2015؛ الذي تحدث عن مشكلته بالقول: «أشتغل في مصنع أخي المتخصص بإنتاج أكياس النايلون، ومنذ أن افتتحنا خطوط الإنتاج التي تعتمد على الطاقة الكهربائية وقعنا بمشكلة التقنين في المنطقة الصناعية، فالكهرباء تأتي من الساعة التاسعة ولمدة خمس ساعات متقطعة حتى الخامسة مساء، وفي الليل تأتي ساعتين فقط، وفي بعض الأحيان تبقى مقطوعة حتى الصباح، وأمام هذه الحالة كنا نعمل بطاقة أقل من الربع لأن الآلات المخصصة لإنتاج الأكياس تحتاج إلى الإحماء مدة لا تقل عن الساعة ونصف الساعة؛ وهو ما يكلفنا الكثير من الخسائر وعدم تلبية طلب الزبائن بالمواعيد المحددة، هذا عدا أجور العمال والورديات، والفواتير العالية والضرائب، وهذا الأمر ينطبق على أغلب المصالح هنا، خاصة أن الكهرباء جزء أساسي لكافة المصالح من النجارة إلى المعامل المتنوعة حتى للمطاعم والورشات الصغيرة».

نحن ندفع فواتير عالية جداً يصل الكيلو واط الواحد إلى 28 ليرة سورية؛ وهو ما يجعلنا نعمل بطاقة كبيرة حتى نصمد أمام الغلاء والأسعار المتقلبة ومحاولة كسب الزبائن لكون المنافسة شديدة، وجاء التقنين غير العادل لكي يزيد من معاناتنا، وأنا لا أستطيع العمل ليلاً كبقية المصالح لأن مهنتنا مزعجة كثيراً وتصدر عنها أصوات عالية، وأقترح أن تخصص محولة للمنطقة الصناعية مهما كان ثمنها، فالعائدات لمؤسسة الكهرباء تكون مضاعفة، وأرباحها عالية، وإذا لا تسمح الظروف الحالية بذلك، فعليهم استثمار خط التوتر الذاهب إلى قرية "نمرة" لتزويدنا بساعات متواصلة غير منقطعة في النهار أسوة بما فعلوه في مناطق أخرى في المحافظة

ويتابع الصناعي "يوليان عامر" صاحب إحدى المخارط في صناعية "شهبا" بالقول: «أحياناً نؤجل العمل حتى اليوم التالي لقطعة تتطلب منا ربع ساعة فقط بسبب انقطاع الكهرباء، والأمر أننا نختلف قليلاً عن غيرنا لأن المنطقة الصناعية تساهم في تشغيل مئات العمال الذين بدورهم يطعمون مئات الأشخاص، عدا دورها في تلبية حاجات الناس اليومية من إصلاح للآلات المختلفة، وكذلك الأغذية والأدوات الحياتية اليومية، ولم نطلب يوماً أن نعامل معاملة خاصة أسوة بصناعية "السويداء" التي لا تنقطع عنها الكهرباء في النهار، فقط نطالب بتجميع ساعات الكهرباء وإعطائنا إياها دفعة واحدة حتى نعرف كيف نعمل، فليس مقبولاً أن نأتي كلما كان هناك ضغط علينا لنعمل بعد الواحدة ليلاً، وقد تعرض أحد الصناعيين لحادث كبير كاد أن يقتله لأن الليل خلق للنوم وليس للعمل، ورغم مطالباتنا اليومية وطرق باب ذوي الشأن من أجل إيجاد حل عادل لمشكلتنا إلا أن كل ذلك ذهب أدراج الرياح».

معامل بحاجة إلى الطاقة الكهربائية

أما معلم الصواجة "حكمت الشاهين" فقد اقترح جلب خط كهرباء منفصل من الكهرباء الذاهبة إلى قرية "نمرة" لكون طريقها قريباً من المنطقة الصناعية، وفصل الخط عن مدينة "شهبا" في حال تعذر، وقال: «نحن ندفع فواتير عالية جداً يصل الكيلو واط الواحد إلى 28 ليرة سورية؛ وهو ما يجعلنا نعمل بطاقة كبيرة حتى نصمد أمام الغلاء والأسعار المتقلبة ومحاولة كسب الزبائن لكون المنافسة شديدة، وجاء التقنين غير العادل لكي يزيد من معاناتنا، وأنا لا أستطيع العمل ليلاً كبقية المصالح لأن مهنتنا مزعجة كثيراً وتصدر عنها أصوات عالية، وأقترح أن تخصص محولة للمنطقة الصناعية مهما كان ثمنها، فالعائدات لمؤسسة الكهرباء تكون مضاعفة، وأرباحها عالية، وإذا لا تسمح الظروف الحالية بذلك، فعليهم استثمار خط التوتر الذاهب إلى قرية "نمرة" لتزويدنا بساعات متواصلة غير منقطعة في النهار أسوة بما فعلوه في مناطق أخرى في المحافظة».

مدير مؤسسة الكهرباء في مدينة "شهبا" المهندس "كمال اشتي" أفرد القانون الخاص بالمناطق الصناعية لجهة الكهرباء، وقال: «لا شك أن أصحاب المنشآت الصناعية لهم الحق بالكهرباء لكونها الأساس في أعمالهم، لكن المادة 26 من قانون نظام استثمار توزيع الكهرباء يقول إذا تعذر تزويد طالب الاشتراك أو تجاوزت الاستطاعة المطلوبة 3000 ك ف أ، يتم التزويد من خلال مخرج خاص 20 ك.ف أ، وخطي 20 ك.ف من محطة أو محطتي تحويل عامة أو مشتركة؛ حيث يستوفى من طالب الاشتراك عدد من المطالب، وبالمختصر إن الخط الخاص مطلوب في المنطقة الصناعية، ويجب أن يكون هناك اعتذار عن عدم تزويد الكهرباء؛ وهذا البند غير موجود لأن المنطقة منارة بالكامل أو إذا زادت على 3000 ك ف أ، وهنا أيضاً غير محققة لأن "المنطقة الصناعية" بالكامل لم تتجاوز 1000 ك.ف أ؛ وهو ما يعني تكلفة وعبئاً على المواطن، حتى شركة كهرباء "السويداء" خصصت فترة 9-12 صباحاً لتزويد الكهرباء لمدينة "شهبا" وخاصة "المنطقة الصناعية" خلال هذه الفترة لمساعدة الحرفي والصناعي في المنطقة؛ رغم يقينها بأن 75% منها سكني وليس صناعياً أو حرفياً، فالمنطقة الصناعية في "شهبا" هي مركز إيواء رقم واحد في المدينة والثانية في المحافظة بعد معسكر "رساس"».

المهندس كمال اشتي