أسست "هيام زريفة" مشروعها الخاص بالاعتماد على مؤونة منزلها التي أخذت تروج لها وتبيع من منتجاتها؛ محققة شهرة واسعة مكنتها من تأسيس مطبخها الخاص في قريتها "قنوات".

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 4 نيسان 2015، التقت "هشام أبو سعد" من أهالي قرية "قنوات"؛ الذي تحدث عن منتجات استفاد منها من إنتاج السيدة "هيام زريفة" التي فرضت حضورها على ساحة المدينة والقرية بفعل التنوع والحرص على تقديم المنتج الطبيعي، وقال: «عرفت هذه السيدة بعملها المتميز لكونها تعد الخبز العربي وأنواعاً مختلفة من الأكلات التراثية والشعبية، لكنها لم تقف عند هذا الحد وخاصة عندما تكررت المشاريع النسائية للخبز العربي والأكلات التراثية، لتجدها تضيف إلى منتجاتها أنواعاً جديدة من الحلويات مثل: "المعمول المرشم، والمخللات، والسمن العربي"، وتلبية طلبات المناسبات الاجتماعية من أي نوع من الوجبات.

حالة نسائية متميزة لكونها باشرت العمل بمراحل مبكرة لتقدم جهدها لخلق مشروع يعود عليها وأسرتها بالخير، وهي وغيرها من النساء المنتجات قدمن للمجتمع خدمات كبيرة ليكون للمأكولات الشعبية حضور لا يتوقف على من لديهن الخبرة لإنتاج هذه الأنواع التي تحتاج إلى الخبرة والمهارة؛ لتنتج وفق صورتها المعتادة والقديمة وساهمت بإحياء هذه الأكلات، وما قدمت من منتجات إضافية كان إضافة حقيقية للعمل لتجد لديها تنوعاً كبيراً من منتجات منزلية تطلبها السيدات إلى جانب تميزها بتحضير حلويات الأعياد التي تطلب بمواسم محددة واشتهرت بها، ورسالتها الواضحة العودة إلى الطبيعة

فقد استطاعت استثمار مواهبها بالطبخ وفتحت مطبخها الخاص الذي اشتهر في مدينة "السويداء" وقرية "قنوات"، حيث تقصدها ربات المنازل في الأفراح واللقاءات الاجتماعية المختلفة، واللافت أنها حافظت على أسعار مناسبة مع العلم بتميز المواد المقدمة التي تجهزها بطريقة طبيعية خالصة كما تعد مؤونة أسرتها».

السيدة هيام زريفة تقدم فطائر القمح الكامل

عشرون عاماً من العمل والجهد كللت اليوم باستقرار ونجاح تعزيه هذه السيدة لإتقانها للمهنة التي أسستها من مؤونة منزلها البسيطة وتكسب فرصتها في العمل؛ كما حدثتنا "هيام زريفة" وقالت: «تعاونت وزوجي على أمور الحياة وكان يسافر لفترات إلى دول الخليج لكن المردود كان ضعيفاً، ولأنني أحب العمل ولدي حاجة ماسة لإنتاج ما هو جديد؛ باشرت العمل من خلال المنزل بما توافر لدي من البرغل والطحين والسمن و"الزبيب" وخل التفاح وكل المنتجات الطبيعية المرغوبة، وخلال الأشهر الأولى كانت ربات المنازل يقصدنني لتحضير أنواع مختلفة من الأكلات التراثية ومن بعدها المؤن كـ"الكشك والدبس" ومختلف الأنواع التي تعتمد على المنتج الزراعي، كل هذه الأعمال عرفت عني ولمست سريعاً عائدية هذا العمل الذي بدأت تظهر آثاره على ظروف أسرتي وتأمين احتياجاتنا المختلفة.

وكان إنتاجي للسنوات العشر الأولى للأكلات التراثية، لكن بعد أن دخلت نساء كثيرات سوق العمل وأخذن ينتجن هذه الأكلات عملت على طريقة جديدة اقتضت تطوير المنتج لأحافظ على ما سبق، وألبي الطلبات إلى جانب إدخال أفكار جديدة تنسجم مع تطورات العصر والطلب الكبير على المخللات الطبيعية بالاعتماد على خل العنب والتفاح من دون استخدام أي مواد كيماوية، والحلويات بدبس العنب الطبيعي بأنواعها، وباتت هذه المنتجات تدعم العمل إلى جانب إنتاج السمن العربي ومنتجات الألبان والأجبان على الطريقة المتوارثة، وكل ذلك ساعد في تحسين العمل وزيادة المردود المالي، وخلال هذه الفترة أسست مطبخي الخاص في مدينة "السويداء" وحققت شهرة كبيرة، وأصبح مطلوباً من الزبائن، وكنت لفترات أبيع منتجاتي لموزعين من "دمشق" ومدن مختلفة؛ وهذا عاد علي بخير كبير، لكنه في ذات الوقت حملني مسؤولية كبيرة لأنني أقدم منتجاً تراثياً ولا بد أن يكون بمستوى جيد؛ ليقدم على نطاق واسع ويطلب لمرات ومرات».

هشام أبو سعد

عن مشاركتها بالمعارض وأسواق المنتجات تضيف بالقول: «شاركت في عدد كبير من المعارض على ساحة المحافظة وخارجها، تلك المتخصصة بالمرأة الريفية والمنتجات الطبيعية، فقد ساعدت هذه المعارض في تحقيق شهرة إضافية للعمل، وكانت مجالاً واسعاً للمنافسة بين المنتجات، ومع استمرار التجربة كنت حريصة على تطوير العمل بالمعدات والمكان ومختلف الاحتياجات لضمان تلبية الطلبات، اليوم انتقلت بمطبخي إلى قريتي "قنوات"؛ وبقي الزبائن على تواصل معي، وبذلك حققت استقراراً وراحة في العمل لكوني أعمل في مطبخ خاص تابع للمنزل على أمل التطوير للتحول إلى مطعم للمأكولات الشعبية، وهذا المشروع أخطط له اليوم مع أولادي؛ ليكون منسجماً مع طبيعة قريتنا التراثية».

الفنانة "هويدا أبو حمدان" تحدثت عن ميزة المنتج وإعجابها بعمل هذه السيدة وقالت: «حالة نسائية متميزة لكونها باشرت العمل بمراحل مبكرة لتقدم جهدها لخلق مشروع يعود عليها وأسرتها بالخير، وهي وغيرها من النساء المنتجات قدمن للمجتمع خدمات كبيرة ليكون للمأكولات الشعبية حضور لا يتوقف على من لديهن الخبرة لإنتاج هذه الأنواع التي تحتاج إلى الخبرة والمهارة؛ لتنتج وفق صورتها المعتادة والقديمة وساهمت بإحياء هذه الأكلات، وما قدمت من منتجات إضافية كان إضافة حقيقية للعمل لتجد لديها تنوعاً كبيراً من منتجات منزلية تطلبها السيدات إلى جانب تميزها بتحضير حلويات الأعياد التي تطلب بمواسم محددة واشتهرت بها، ورسالتها الواضحة العودة إلى الطبيعة».

حلويات طبيعية تنتجها حسب الطلب

الجدير بالذكر، أن "هيام زريفة" من مواليد 1968، لديها أربعة أولاد، وهي من الأسماء المعروفة في قريتها والمدينة بفضل تخصصها بهذا النوع من المأكولات والمؤن.