يحاول المهندس الزراعي "كمال العيسمي" تصحيح الفكرة السائدة عن طرائق ومواعيد مكافحة "دودة الحمص" في القرى الغربية؛ لتخضع للدراسة قبل اتخاذ قرار المكافحة المكلف وما يحمله من مخاطر على البيئة.

وفي حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 27 أيار 2015، التي حاولت رصد الموسم؛ شرح لنا "العيسمي" عن الطرائق العلمية لاكتشاف انتشار الدودة وآثارها وطرائق المداواة، قائلاً: «من السائد لدى مزارعي الحمص في المحافظة أن ظهور عدد بسيط من الفراشات في الحقل كفيل بالتحضير لمشروع المكافحة، لكن ومن وجهة نظري والمتابعة السنوية العلمية لظهور هذه الدودة والنصيحة التي أحاول نقلها إلى كل المزارعين ترتكز على التأني في اتخاذ قرار المكافحة؛ ليكون قائماً على دراسة علمية دقيقة يمكن للمزارع القيام بها لتجنب التكلفة الاقتصادية للمكافحة ومخاطر هذه المبيدات على الحقل، فالمكافحة تدرس وفق العتبة الاقتصادية.

في السابق كانت تكفي جولة في الحقل وتلمس أجراس الحمص الطرية لاكتشاف وجود هذه الدودة، وقد تعودنا ظهورها في هذه المرحلة من العام في مناطقنا، حيث يزرع الحمص "البدري" كما يقال وفق التعبير الدارج، وهذا النوع أكثر عرضة لهذه الدودة لكننا في هذه الأعوام استعنا بتجربة المهندس "كمال العيسمي" وأجرينا الاختبار الذي لم يسجل ظهوراً قوياً لهذه الدودة؛ فكان الخيار عدم المكافحة وتخفيف أعباء مادية كبيرة نسبة لارتفاع الأسعار الكبير في هذه الفترة، وكنا في سنوات سابقة نقوم باستخدام المبيدات آلياً ودون الرجوع إلى الاختبارات

ومن المفيد هنا أن نذكر أن ترقب هذه الدودة يكون في المرحلة التي تصل فيها درجة الحرارة إلى 18 درجة مئوية وما فوق وليس بالنظر فحسب، هنا على المزارع أن يحصل على عشرة عروق من الحقل خاصة بجانب "الرجم" أي المناطق الوعرة وأطراف الحقل التي نسميها الحدود ونضعها فوق ورق أبيض لنحصي عدد الفراشات التي تظهر، وإذا تجاوزت الثلاث لا بد من المكافحة، وإذا كانت أقل منذ ذلك فالمكافحة لا حاجة إليها.

المهندس الزراعي كمال العيسمي

وبوجه عام، فإن هذه الفراشات ليلية تتلاقح وتضع البيوض بجانب "الرجوم" والأماكن الوعرة، ويمكن من خلال استخدام الضوء الليلي رصدها ووضع وعاء ماء بجانب الضوء، وعندما يصل عددها إلى ما يزيد على 19 فراشة حول الضوء نكون بحاجة إلى مكافحة متكاملة، لكن لا بد من الخبرة في اكتشاف الفراشة، والأخطر هنا حرشفية الأجنحة التي تسمى "قرون الحمص" ولا بد من التمييز بينها وبين ذبابة أوراق الحمص ذات الرأس الأخضر؛ وهنا لا داعي للمكافحة ولا بد للمزارع من معرفتها بدقة».

المزارع "وسيم الحلبي" من قرية "الثعلة" يتابع حقول الحمّص لديه لاستبيان انتشار دودة الحمص التي تهاجم المواسم في هذه المرحلة من العام، وقال: «في السابق كانت تكفي جولة في الحقل وتلمس أجراس الحمص الطرية لاكتشاف وجود هذه الدودة، وقد تعودنا ظهورها في هذه المرحلة من العام في مناطقنا، حيث يزرع الحمص "البدري" كما يقال وفق التعبير الدارج، وهذا النوع أكثر عرضة لهذه الدودة لكننا في هذه الأعوام استعنا بتجربة المهندس "كمال العيسمي" وأجرينا الاختبار الذي لم يسجل ظهوراً قوياً لهذه الدودة؛ فكان الخيار عدم المكافحة وتخفيف أعباء مادية كبيرة نسبة لارتفاع الأسعار الكبير في هذه الفترة، وكنا في سنوات سابقة نقوم باستخدام المبيدات آلياً ودون الرجوع إلى الاختبارات».

وسيم الحلبي مزارع من قرية الثعلة

الجدير بالذكر، أن المكافحة تعتمد على مركبات منها على شكل بودرة غالية الثمن، والسائلة وهي المستخدمة أغلب الأحيان في منطقتنا، والاختبار يحد من الاستخدام الفوضوي لهذه المركبات وبالتالي الحد من آثارها الخطرة على البيئة.