بتوجه إنساني أصيل لرسم ابتسامة على شفاه طفل مريض، وبروح من العمل الجماعي التطوعي، تعمل مجموعة من المتطوعين على سد تكاليف العمليات الجراحية لمرضى القرية دون علم بهم وبالمرضى أيضاً.

حول فكرة إطلاق العمل التطوعي للمرضى؛ مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 15 شباط 2015، التقت مع "سيف الدين الحناوي" من أهالي قرية "سهوة البلاطة"، فبيّن قائلاً: «جاءت الفكرة حين كنا في لقاء شبابي عند أحد الأصدقاء، وطرح في تلك السهرة أن طفلاً يحتاج إلى عملية جراحية مكلفة جداً ولا قدرة مادية لأهل الطفل على سد تكاليف تلك العملية وتحمل الأعباء المادية وما تتطلبه من مستلزمات العناية والعلاج، طرحت الفكرة وساد جو من الحزن، بعد تخيل أن الطفل ذا الابتسامة الجميلة البريئة الحاملة عبق الحياة بإشراقة الطفولة بحاجة إلى المساعدة، وبدأ التفكير في لحظة سماع الخبر، لتقديم المساعدة ليس له فقط بل يجب أن يتم ذلك لمجموعة كبيرة من المحتاجين، وعلينا أن نساهم بتمويل تلك العمليات الجراحية، خاصة أن البلاد تمر بوضع اقتصادي حرج، قمنا بالتعاون وبروح التكافل الاجتماعي وحب التطوع للعمل الإنساني، بإقامة شبه جمعية خيرية دون تسمية لها أو معرفة قوامها أو معرفة المتبرعين والمحسنين لدعمها مادياً ومعنوياً، خاصة من قبل المحتاجين للمساعدة والعناية بالمرضى، ثم انطلقنا بالعمل التطوعي وغاية بالأهمية على عدم معرفة الأشخاص لهدف اجتماعي وإنساني، وسرعان ما بدأ جيل الشباب المتبرع ودون معرفة -الهدف فقط الغاية- تقديم المساعدات الإنسانية، وكثيرون من المتبرعين يقدمون دعماً كبيراً، حتى باتت تكاليف العمليات الجراحية ليس عند الطفل فحسب، بل لعدد ليس بالقليل كان لهم نصيب في تلك المساعدات».

أن العمل الإنساني والجماعي يحتاج إلى جهود كبيرة، ولكن نتائجه على الصعيد الإنساني والشخصي تحمل أبعاداً كبيرة في خلق روح المبادرة والشعور بالسكينة وعدم القلق والخوف والمساهمة في العلاج، لأن معظم الحالات التي قدمت لها كان الوضع النفسي لها يشكل قلقاً في نجاح العمل الجراحي، وحينما تكللت المبادرات وتحقق الدعم المادي وتم إجراء عمليات جراحية لكثيرين من الناس ومن فئات عمرية مختلفة كانت عاملاً مساعداً في الشفاء بسبب ما أحاطته من الراحة النفسية والدعم المعنوي الذي كان من أهم نتائجه الشعور بالقيمة الاجتماعية وروح التكافل الاجتماعي، وبمعنى وقيمة التطوع وما يترك من مساهمات خيرة على مستوى واسع من شريحة المجتمع

وعن التأثير الاجتماعي أشار أحد المؤسسين "يوسف نكد" قائلاً: «في الحقيقة العمل الإنساني يعني شأناً اجتماعياً له أبعاده الأخلاقية والشخصية، وقريتنا بما تتميز به من أنشطة اجتماعية جعل تقديم المساعدات الخيرية أمراً واقعاً، وهناك مجموعة من الأسر الفقيرة التي احتاجت إلى الدعم، ونحن لسنا بصدد الكشف عن أي أسرة، أو الكشف عن عدد المتبرعين وشخصياتهم لأن ذلك دخل في حيز التنفيذ، بغاية وهدف منشود هو تحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع وعدم الشعور بالبعد في المكان، في أي مكان وزمان، خاصة أن الناس وأفراد المجتمع في اللحظات الآنية يعيشون ربما في نظام اجتماعي يختلف عن النظام المعتاد، وقد تشعر ببعد عن منظومة من بعض العادات والتقاليد الاجتماعية، ولهذا كان الهدف كسر الحواجز الاجتماعية وتحقيق الشعور الإنساني يقيناً من الشباب المتطوعين والمتبرعين والمحسنين، إضافة إلى فئات عمرية أخرى قدمت ما لديها من طاقة لبذل جهود كبيرة في رسم ابتسامة على شفاه أسر تحتاج إلى المساعدة، وخاصة في المجال الصحي، فالجميع يعملون لتوفير جميع مستلزمات وتكاليف العمل الجراحي لأي محتاج، وبالفعل سجلت أرقام قياسية مع العمر الزمني لتأسيس الجمعية بعدد العمليات المقدمة والمساعدات المالية الممنوحة لتلك الأسر، الأمر الذي ولد علاقة اجتماعية إنسانية أخلاقية تشعر بأهمية تكافل المجتمع السوري، ويظهر الوطن الواحد في كل مكان».

الاستاذ سيف الدين الحناوي

"سهيل الحناوي"، وهو أحد أهالي قرية "سهوة البلاطة"، أشار إلى: «أن العمل الإنساني والجماعي يحتاج إلى جهود كبيرة، ولكن نتائجه على الصعيد الإنساني والشخصي تحمل أبعاداً كبيرة في خلق روح المبادرة والشعور بالسكينة وعدم القلق والخوف والمساهمة في العلاج، لأن معظم الحالات التي قدمت لها كان الوضع النفسي لها يشكل قلقاً في نجاح العمل الجراحي، وحينما تكللت المبادرات وتحقق الدعم المادي وتم إجراء عمليات جراحية لكثيرين من الناس ومن فئات عمرية مختلفة كانت عاملاً مساعداً في الشفاء بسبب ما أحاطته من الراحة النفسية والدعم المعنوي الذي كان من أهم نتائجه الشعور بالقيمة الاجتماعية وروح التكافل الاجتماعي، وبمعنى وقيمة التطوع وما يترك من مساهمات خيرة على مستوى واسع من شريحة المجتمع».

الجدير بالذكر، أن المبالغ المدفوعة طائلة ولكن حفاظاً على المصداقية تم التحفظ على ذكر الأشخاص والمبالغ.

الأستاذ يوسف نكد
الأستاذ سهيل الحناوي