الطاقة والاستلهام والسكينة والأمان، يكتسبها المرء أمام شجرة "الزعرور" التي زرعت قبل عقود ولا تزال فتية لأنها تحمل حكايا وأماني زائريها، يعقدون خيوطاً قماشية بعد كل أمنية لهم، يقيناً منهم بطاقتها.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 28 كانون الأول 2014، الشجرة المعمرة في قرية "سهوة البلاطة"، والتقت السيدة "هدى أبو ترابي" التي تسكن بالقرب من تلك الشجرة، وعنها تقول: «يعود قدم هذه الشجرة إلى المكان التي وجدت فيه، ولها خصوصية اجتماعية وإنسانية فهي التي زرعت منذ عقود طويلة وكان المرحوم الشيخ الجليل "محمد الحناوي" الناسك يتعبد بجوارها في خلوته المبنية من الحجارة البازلتية، ناشراً عبير الإيمان بها ومن خلالها، محافظاً عليها، حتى غدت شجرة تحمل الأماني والأمنيات وترتقي بالمحب للحياة على مرّ الأيام، ولهذا يأتي العديد من الزوار إلى مكان العبادة الحامل للطاقة الإيجابية ويعقدون الأقمشة على غصن من أغصانها متمنين ما يشاؤون من الأمنيات».

تعد هذه الشجرة منارة لما تحمل من أمنيات لأناس جاؤوا إليها من مختلف الأماكن ووقفوا بجانبها، ونهلوا من معين طاقتها، وتناولوا من ثمارها وإنتاجها، فهي تنتج وبوفرة، وهي شجرة طيبة يقف المرء عندها ويتأمل الحياة القادمة بخشوع لعظمة الخالق في خلقه

ويتابع: «هذه الشجرة من النوع المعمر وهي حراجية، ويطلق عليها اسم "الزعرور"، ولها العديد من المآثر فهي تعطي ثماراً تفيد في الكثير من الأعمال المنزلية والأطعمة، وبعض النسوة يصنعون منها مأكولات شعبية، وحين تزهر يؤخذ منها دواء للعديد من الأمراض، وكثيرون من الزوار يرتادون الشجرة من أجل ذلك عدا الأشياء النفسية التي من أهمها منح الطاقة الإيجابية، والشعور بالعلاقة بين الماضي والحاضر من خلال شجرة ذات تغيرات مناخية وجمالية تعكس جمالها على الطبيعة وعلى زائرها».

السيدة هدى توفيق أبو ترابي

وعن طبيعة المكان وصمود الشجرة يبيّن السيد "إياد الصفدي" وهو من العاملين في المكان ومن أهالي القرية، ويقول: «تقع الشجرة في قمة عالية من قرية "سهوة البلاطة"، وتعد شجرة "الزعرور" الأهم منذ سنوات عديدة، لأنها ارتبطت مع الناس بعوامل إيجابية وحملت حكاياهم، إذ ساد في نظام القرية منذ قرن من الزمن، أنها من الأشجار الحاملة للحياة الإيجابية ولذلك كل زائر إليها تراه يعقد عقد العلاقة والارتباط بها، وتتجسد تلك العلاقة بالمبادرات الإنسانية، فحين تزهر كثيراً ما يقصدها الناس من داخل القرية وخارجها للاستفادة منها كدواء، وحين تثمر تصبح مركزاً لتبادل الحكايا والعلاقات والأفكار، خاصة أنها مجاورة وملازمة لمكان روحاني هو مكان للزهد والعبادة، والشجرة كبرت مع المكان ورغم اشتداد الرياح وطبيعة المناخ القاسي فيها إلا أنها صمدت واستمرت في العطاء والإنتاج إلى وقتنا الحالي».

ويتابع: «تعد هذه الشجرة منارة لما تحمل من أمنيات لأناس جاؤوا إليها من مختلف الأماكن ووقفوا بجانبها، ونهلوا من معين طاقتها، وتناولوا من ثمارها وإنتاجها، فهي تنتج وبوفرة، وهي شجرة طيبة يقف المرء عندها ويتأمل الحياة القادمة بخشوع لعظمة الخالق في خلقه».

الشجرة
إياد الصفدي