انتخب في العام 2005 مختاراً لمدينة "شهبا" التي يزيد عدد سكانها فعلياً على ستين ألفاً، ويقضي وقته متنقلاً بين مكتبه والهلال الأحمر، والجمعيات الخيرية والقضاء، ومشاركة الناس مناسباتهم دون كلل أو شكوى، وكأنه يصل الليل بالنهار لخدمة أهله.

مدونة وطن "eSyria" التقت المختار "محمد شحاذة البربور" يوم الخميس الواقع في 30 تشرين الأول 2014، فتحدث عن عمله الحالي وكيف وصل إلى "المخترة": «كنت موظفاً في المركز الثقافي العربي بالمدينة لمدة ثلاثين عاماً، وتقاعدت منتصف التسعينيات، وأنا أشعر في قرارة نفسي بأنني ما زلت قادراً على العمل وخدمة المجتمع، وقد سنحت الفرصة لذلك عندما أعلن مجلس المدينة عن الترشح لاختيار مخاتير المدينة، فتقدمت مع من تقدم ونلت شرف خدمة أهلي مع زميلي السيد "نواف الطويل".

ليس سراً ما يقوم به المختار "أبو حسام" من أعمال كثيرة تهدف لخدمة الناس، حيث تراه في كل مناسبة حاضراً، وفي الأعمال الخيرية له بصمة واضحة تتجلى بعمله في كل الجمعيات والهلال الأحمر والإغاثة عن طيب خاطر، وكنا في السابق نقوم بإيصال الإعانات العينية إلى أمكنة بعيدة عن المدينة، فتراه يذهب بسيارته غير عابئ بالوقت والجهد والمال

والذي ينظر من بعيد إلى عملنا يظن أنه يقتصر على ختم الأوراق الرسمية فقط! غير أن الواقع يختلف عن ذلك تماماً، فالأمور الأساسية التي نقوم بها هي شهادات الميلاد والوفاة وتصديق سندات الإقامة لكل المتواجدين في المدينة، وتصديق صور إخراج القيد، وشهادات التعريف وحصر الإرث، وفي الحقيقة إن العمل الحقيقي للمختار كبير وواسع، ويمكن أن يبقى مستيقظاً طوال الليل، وهو عضو في كثير من اللجان الأهلية أو اللجان الفرعية التي تؤلفها إدارات الدولة».

الأستاذ عصام مراد.

وتابع يعدد المهام التي يقوم بها: «من أولى المهام التي يجب على المختار القيام بها التعاون مع القضاء، وخاصة في الحالات المتعلقة بالناس ومصالحهم، وأنا عضو في لجنة الرعي المنبثقة عن الرابطة الفلاحية التي تتلقى شكاوى المواطنين، ورئيس لجنة أحد أحياء المدينة، فمدينة "شهبا" تقسم إلى حيين اثنين؛ شرقي وغربي، ومهمة لجنة الأحياء كبيرة وواسعة لمعالجة أي خلل في المدينة من طرقات ونظافة وخبز وحراسة وآثار، ومساعدة مديرية التربية في عودة الأطفال إلى المدارس، وفي هذه الأوضاع زاد العمل كثيراً، وخاصة مشكلة أهلنا الوافدين الذين فقدوا بيوتهم، فأنا أمين سر جمعية "شهبا" الخيرية التي يعمل أعضاؤها ليل نهار لخدمة الناس، ومع الهلال الأحمر، والأمانة السورية، كل تلك الأمور كانت وما زالت تمثل سعادة غامرة لي، وألماً كبيراً بنفس الوقت، ولكن الأمل كبير في جيل الشباب الناضج والواعي القادر على تجاوز المحنة، والعودة من جديد نحو البناء والتطور».

وفيما يتعلق بحياته الشخصية، وعلاقته مع الأسرة أضاف: «ولدت في مدينة "شهبا" العام 1943 في أسرة تمتهن الزراعة مورداً لها، وتعلمت في مدارسها، وبعد أن اشتد ساعدي تزوجت، وأسرتي تتكون من شابين وبنت، وهم أصبحوا شباباً منتجين يعتمدون على أنفسهم، ويساعدونني في أعمال المنزل لأن وقتي ليس بيدي، وهم مع والدتهم يتحملون وزر غيابي عن المنزل، ويعرفون طبيعة عملي جيداً، وفي المدينة أشارك الناس -كل الناس- أفراحهم وأحزانهم لأنني منهم، وهي العادات التي تميز سكان هذه المدينة العريقة التي يبلغ عدد سكانها فعلياً 28 ألف نسمة، يضاف إليها 12 ألف وافد، وأكثر من عشرين ألف شخص قدموا من القرى المحيطة من أجل العمل، ويبقى العيش فيها متعة وأماناً على الرغم من كل شيء، فهي المدينة التي كان يقطنها أكثر من سبعين ألف نسمة قبل أكثر من 1500 سنة داخل سورها العريق، ولذلك لا يفاجأ القادم إليها بعلاقة الناس مع بعضهم بعضاً، وحبهم للضيف، وتمسكهم بالعادات والتقاليد الجميلة».

شهبا من الجنوب.

طوال السنوات الماضية في العمل وجد المختار ملاحظات عديدة على العمل الذي يقوم به، ولديه اقتراحات على ذلك، يوردها بالقول: «نحن نتبع فعلياً لوزارة الإدارة المحلية، وينوجد مكتبنا في المجمع الحكومي، وهو مكان متواضع جداً، وغير لائق، ومن وجهة نظر شخصية يجب أن يكون المكان أكثر راحة للناس وواسعاً، أما فيما يتعلق بالأجور فهي شيء أكثر تعقيداً، فالمختار وجد لخدمة الناس حصراً وتحديد أجور المعاملات فيها الكثير من الإحراج له وللناس، وليس له راتب محدد، ففي أي لحظة يمكن للمختار أن يركب سيارته الخاصة ويسير لتأمين مصالح الناس، وليس من العدل أن يقوم بطلب أي ثمن مقابل ذلك منهم، وهو عبء كبير يجب أن تقوم الوزارة بحله بصورة لائقة، هذا المطلب ليس متعلقاً بي من ناحية تحديد الدخل؛ فكثيرون من المخاتير لا يأخذون أجورهم لأن المراجعين في النهاية هم أهلهم».

الأستاذ "عصام مراد" نائب رئيس الجمعية الخيرية في مدينة "شهبا" والناشط على المستوى الاجتماعي، تحدث عن مزايا المختار "محمد البربور" بالقول: «ليس سراً ما يقوم به المختار "أبو حسام" من أعمال كثيرة تهدف لخدمة الناس، حيث تراه في كل مناسبة حاضراً، وفي الأعمال الخيرية له بصمة واضحة تتجلى بعمله في كل الجمعيات والهلال الأحمر والإغاثة عن طيب خاطر، وكنا في السابق نقوم بإيصال الإعانات العينية إلى أمكنة بعيدة عن المدينة، فتراه يذهب بسيارته غير عابئ بالوقت والجهد والمال».

في مكتبه بالمجمع الحكومي.