يتألف جهاز العروس الحلبية من مجموعة من الأدوات الشخصية والمستلزمات المنزلية التي تجهّزها العروس لتعرضها أمام زائراتها في مناسبة "مد الجهاز" قبل نقله في موكب اجتماعي بهيج إلى بيتها الجديد.

حول أهم الأدوات التقليدية في جهاز العروس بمدينة "حلب" تحدثت لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 تموز 2014، العمة "بديعة محمد" من حي "الأشرفية" قائلة: «يتألف جهاز العروس الحلبية عادةً من مستلزمات منزلية وشخصية وهدايا تجهّزها بنفسها مثل فساتين ووجوه مخدات ومحارم مشغولة يدوياً ولحف وفرشات وبقج مطرزة وغيرها، وأدوات أخرى تشتريها من السوق بالمبلغ الذي يدفعه أهل العريس كمهر لها. ويتعلق بجهاز العروس مناسبتان هما: "مد الجهاز"، و"نقل الجهاز" إلى بيتها الجديد. في مناسبة "مد الجهاز" تقوم العروس بفرش كل أمتعتها وأغراضها لعرضها أمام قريباتها وصديقاتها المدعوات بالمناسبة من طرفي العروسين، حيث تنتهي عصراً مع إعداد أم العروس الغداء لهن، أما في مناسبة "نقل الجهاز" فيأتي أهل العريس وأقرباؤهم وأصدقاؤهم وأهالي حارتهم إلى بيت العروس في موكب بهيج قبيل زفافها بعدة أيام. و"نقل الجهاز" كان يتم بطريقتين

من الأدوات الكبيرة في جهاز العروس الحلبية "السكرتون" وهو مصنوع من الخشب، ومن الأغراض الرئيسية ضمن الجهاز، ويحمله يوم "نقل الجهاز" شخصان بواسطة الحبل، و"السكرتون" مؤلف من ثلاثة أبواب أحدها مؤلف من مرآة كبيرة، أما من الداخل فـ"السكرتون" له علّاقات تعلق عليها العروس لباسها ولباس عريسها. وفيما يتعلق بالمرآة هناك عادة حلبية قديمة يتم ممارستها في "ليلة المليك"، حيث تقوم النسوة خلال تزيين العروس أمام المرآة بتمرير طفل يلبس ثياباً خضراء يسمى "الطير الأخضر" لجلب الحظ والبنين لها مستقبلاً

؛ الأولى: الأغراض الخفيفة، حيث كانت تُحمل من قبل رجال، والثانية وهي الأغراض الثقيلة كانت تنقل بواسطة الجمال أو الحمير».

الصندوق المزخرف من مستلزمات الجهاز

وأضافت: «ويتألف الجهاز من عدة أغراض ضرورية للبيوت، وهي أغراض معروفة وموحدة لا يكتمل الجهاز من دونها، وبحسب التقاليد الحلبية يجب ألا تحتاج العروس لأي غرض قبل عام من زواجها وإلا اُعتبر جهازها ناقصاً وغير كامل، وهذا أمر معيب اجتماعياً.

أهم هذه الأغراض: "السبعاوية" وهي عبارة عن خزانة خشبية مؤلفة من سبع سحابات تضع فيها العروس أغراضها الشخصية من محارم مطرّزة وهدايا وأقمشة وغيرها، وكذلك "خزانة الأبايض" وهي خشبية مؤلفة من بابين تضع فيها العروس أغراضها الشخصية البيضاء، مثل ألبسة النوم والشراشف والمناشف وغيرها.

الإبريق النحاسي من مستلزمات الجهاز

ومن أغراض الجهاز أيضاً "دشك* الحماية" وهي هدية مقدمة من حماتها تهديها لها في يوم مد وعرض الجهاز، وهذا "الدشك" يحمله رجل على كتفيه في مناسبة "نقل الجهاز"، و"الفضاضي" وهي مجموعة من الآنية الفضية الخاصة بالمائدة، و"كرسي الغوا" هو الكرسي الذي تضعه العروس مقابل المرآة في غرفة نومها وتجلس عليه عندما تتزين في المناسبات».

وقالت السيدة "سهام حمو" من حي "الشيخ مقصود": «من الأدوات الكبيرة في جهاز العروس الحلبية "السكرتون" وهو مصنوع من الخشب، ومن الأغراض الرئيسية ضمن الجهاز، ويحمله يوم "نقل الجهاز" شخصان بواسطة الحبل، و"السكرتون" مؤلف من ثلاثة أبواب أحدها مؤلف من مرآة كبيرة، أما من الداخل فـ"السكرتون" له علّاقات تعلق عليها العروس لباسها ولباس عريسها.

يوم نقل الجهاز

وفيما يتعلق بالمرآة هناك عادة حلبية قديمة يتم ممارستها في "ليلة المليك"، حيث تقوم النسوة خلال تزيين العروس أمام المرآة بتمرير طفل يلبس ثياباً خضراء يسمى "الطير الأخضر" لجلب الحظ والبنين لها مستقبلاً».

وتابعت السيدة "سهام": «تُوضع أغراض العروس الخفيفة في يوم نقل جهازها على مجموعة من الصواني يحملها الرجال، كل صينية عليها أغراض خاصة، وهذه الأغراض هي: "المزهريات"، و"قناني العطور"، و"المكحلة"، و"مواد الزينة"، و"كاسات الشراب" المختلفة الأحجام والاستعمالات، و"طشت الحمام"، و"الإبريق النحاسي"، و"القبقاب"، كما تحمل "قيّمة الحمام" صينية عليها "اللكن"** و"طاسة الحمام" و"بقجة الحمام"، وهناك أغراض ثقيلة تُحمل بواسطة الدواب، وأهمها: "المرآة الحجرية، والصندوق الخشبي المزخرف، والفرش، والمخدات، والسجادات"، وغيرها.

بمناسبة "نقل الجهاز" يحضر أقارب وأصدقاء العريس في موكب كبير على صوت الطبل والزمر تتقدمهم "عبلة" برقصاتها الاستعراضية الطريفة، و"عبلة" وهي شخصية امرأة بدوية يقوم بها أحد الذكور بعد أن يلبس ثياب امرأة بدوية لتقدم رقصاتها الجميلة بهدف إضفاء المرح على المناسبة وهي راكبة على الجمل وخلفها مجموعة من الشباب يقدمون حركات استعراضية بالسيوف والرماح، علماً أن "عبلة" برقصاتها الشيقة تقليد قديم جداً لم يعد يمارس في "حلب" منذ أكثر من خمسين عاماً».

* دشك: فرشة.

** اللكن: وعاء نحاسي خاص بالحمام يذوب فيه البيلون.