في تجربتها الجديدة تختار التشكيلية والشاعرة السورية "رانيا كرباج" أن تبدأ من المرأة ببساطتها، وتنتهي بها، في تجوال ضمن عوالمها الذاتية المفعمة بحضور اللون والكلمة، وفي توازٍ يطغى بروحيته على المشهد الكلي.

قدمت الفنانة "كرباج" معرضها الفني الأول في "اللاذقية" في غاليري "أوركسترا"، فاختارت عشرين لوحة مما أنتجت خلال العامين الفائتين، وبصورة ركزت فيها على بورتريهات نسائية لامرأة تأخذ ملامحها من حالاتها الساكنة في الزمان والمكان، ويجد السيد "محسن حكيم" نفسه كما يقول في حديث مع مدونة وطن “eSyria” بتاريخ 15 حزيران 2014، أمام امتداد للون واللحظة في عمق الروح الإنسانية المتعبة التي تنتظر الأمل على قارعة الأماكن كلها، ويضيف: «في لوحات "رانيا كرباج" يطغى الانتظار على المشهد البصري، ولكنه الانتظار المعجون بالأمل، وفي نفس الوقت تستخدم الفنانة قدرتها الفنية في إيصال العديد من رسائل الحب، حتى لتبدو لوحاتها كما شعرها ملطخة بالحب إلى درجة سكون المتلقي للوحاتها أمام المشاهد المقدمة في وقفة تأمل إنساني كبير».

في لوحات "رانيا كرباج" يطغى الانتظار على المشهد البصري، ولكنه الانتظار المعجون بالأمل، وفي نفس الوقت تستخدم الفنانة قدرتها الفنية في إيصال العديد من رسائل الحب، حتى لتبدو لوحاتها كما شعرها ملطخة بالحب إلى درجة سكون المتلقي للوحاتها أمام المشاهد المقدمة في وقفة تأمل إنساني كبير

من جهتها رأت الفنانة التشكيلية "علا سليمان" في لوحات "رانيا" كثيراً من التفاصيل الفنية التقنية منها واللونية والمشهدية، تقول في حديثها: «تتميز لوحاتها بهدوئها الذي يخفي رسائله في طيات اللون والمشهد، وفي استعمالها مثلاً اللون الذهبي، وهو نادر الاستخدام، تعيدنا إلى تقنيات عصر النهضة، وتقدم لنا رسالتها كامرأة تبحث عن وجهها الآخر في لوحتها، وتذهب في لوحتها "المرأة الحامل" إلى وضع احتمالات كثيرة أمام المتلقي الذي يستمتع جداً بهذا المشهد الذي يفتح بوابات الخلق على مصراعيه، وهي تعتمد في تقديم لوحاتها على البساطة الخادعة، لوحاتها بسيطة بالمعنى البصري، ولكنها تمتلك تقنيات من الصعب على أي كان أن يقدمها بهذا الشكل، أضف إلى أنها اعتمدت الألوان الهادئة وهذه مهمة ليست سهلة».

من لوحاتها الحالية

الفنانة "كرباج"، وهي شاعرة أيضاً، قدمت في افتتاح معرضها توقيع كتابها الثالث الذي حمل عنوان "يدي ملطخة بالحب"، وهو ثالث إصدار شعري لها، في حين أن معرضها هذا هو السادس لها بعد معارض لها في "حلب" و"دمشق"، تقول: إن القصيدة بالنسبة لها هي لوحة، واللوحة هي قصيدة، وفي هذا التمازج تظهر التأكيد على لغة الفرح والحب، تضيف في حديث مع مدونة وطن: «أقدم لوحاتي كما قصائدي بكل بساطة الأنثى وبكل أحلامها في سلام دائم وحب دائم، مرت علينا سنوات ثلاث ملأتنا بالطاقة السلبية، ونحتاج إلى استخدام وإحياء لغة بسيطة في التواصل مع أحلام الناس ورغباتهم، في لوحاتي أرسم المرأة المنحنية الهادئة، ذات العيون الساكنة، دون إغراق في التفاصيل والتجريد، وأؤكد على أن البساطة هي الجسر الذي يصلني بالناس دون الحاجة إلى كثير من الإغراق في التغريب».

المعرض افتتح في غاليري "أوركسترا" في مشروع "شريتح" خلف المقهى "الملكي"، ويمكن زيارته من العاشرة صباحاً إلى العاشرة ليلاً، ويستمر حتى نهاية الشهر الجاري.

التشكيلية "علا سليمان"
الموسيقا شاركت في الافتتاح