بيديها كانت تصنع العروس هدايا متنوعة في بيت أهلها لتوزعها على أهل قريتها الجديدة بعد عرسها، لتبقى هذه العادة من التقاليد والطقوس المتعلقة بأعراس "ريف حلب" القديمة.

السيدة "دلشان يوسف" من "جنديرس" بريف "حلب" الشمالي تحدثت لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 6 نيسان 2014 حول هذه الهدايا التقليدية ومن يستحقها قائلة: «تقوم الفتاة في "ريف حلب الشمالي" عموماً وبعد بلوغها سن 15 تقريباً بصنع جهازها بيديها استعداداً لعرسها، حيث يقوم أهل عريسها في مناسبة تسمى يوم "نقل الجهاز" بنقله إلى منزلها الجديد بعد زواجها، ويتألف جهازها الذي تصنعه بنفسها من: "أغطية مخدات، وشراشف، ولحف، وفرشات، وقبعات، ومحارم مختلفة الأحجام، ومريولة لحلاقة شعر العريس"، وتصنع هذه الأغراض يدوياً من "القنويج الملون" أو "التنتنة" أو "الحرير"».

كانت العادة في منطقة "عفرين" أن يقوم الحلاق بقص شعر العريس وسط الدبكة بعد أن يضع الحلاق في عنقه مريول حلاقة صنعتها العروس بيديها بطريقة التنتنة خصيصاً للمناسبة، وبعد أن ينتهي الحلاق من عمله كانت تلك المريولة تصبح للحلاق كهدية له

وتضيف "دلشان": «بموجب التقاليد الاجتماعية في "ريف حلب الشمالي" فإن على العروس أن تهدي أقرباءها وأهلها وجيرانها في قريتها الجديدة بعد زواجها هدايا متنوعة قامت بصنعها خصيصاً للمناسبة.

غطاء مخدة من القنويج

أول شخص تهديه العروس هدية هو "حامل مرآتها" في يوم نقل جهازها، فالجهاز قبل نحو 25 سنة تقريباً كان يُنقل بواسطة الأحصنة، أما مرآة العروس فحتى لا تتحطم على الطريق كان يحملها شخص يسمى شعبياً "حامل مرآة العروس" متقدماً موكب العرس والجهاز، وكان يحظى بمكانة عالية لدى العروسين؛ ولذلك كان يحصل على هديته الخاصة من العروس، وهي عبارة عن محرمة جيب مشغولة يدوياً بطريقة "القنويج"، وعليها رسومات جميلة لطيور وأزهار.

أما بعد وصول موكب العروس بسلام إلى قرية العريس، فكانت العادة أن يقوم مجموعة من شباب القرية وأصدقاء العريس بوضع علامة بارزة على أطراف القرية، والأغلب أن تكون العلامة مرآة صغيرة للعروس، ومن ثم يبدؤون إطلاق النار عليها ومن يصيبها أولاً يحصل من العروس على هديته وهي طربوش أبيض مصنوع من الحرير.

غطاء مخدة من التنتنة

كما تهدي العروس هدية لـ"القشمر" وعروسه، "القشمر" هو شخص يتمتع بروح عالية من الدعابة والمرح يدهن وجهه ويديه وقدميه بهباب الفحم ويلبس فرو الغنم ويحمل عصا علق بأحد طرفيها جرساً ليقدم مسرحية تمثيلية ضاحكة بمناسبة العرس إلى جانب شخص ثان يأخذ دور عروس "القشمر" بعد تزيينه وإلباسه ثياب امرأة، وهديتهما هي عبارة عن محارم جيب مشغولة بـ"القنويج" الملون».

السيدة "نازلية حمو" من "عفرين" قالت: «من الأشخاص الذين يستحقون هدية العروس أيضاً هم أهالي البيوت التي استضافت المدعوين إلى العرس وقاموا بخدمتهم والسهر على راحتهم خلال أيام العرس التي كانت تمتد إلى سبعة أيام، وهذه الهدية عبارة عن "بقجة" تضم: "بيجامات قماشية، وشراشف، وأغطية مخدات" تقدمها العروس لهم بعد ثلاثة أو أربعة أيام من انتهاء العرس.

نازلية حمو

كما تقدم العروس إلى حماتها وإخوة العريس هدايا عندما يزورها هؤلاء لمباركة العروسين بالزواج، وهي مؤلفة من: "شراشف، وبيجامات قماشية، ومناشف، ومحارم جيب لأطفالهم المرافقين».

وتضيف "نازلية": «ومن التقاليد الاجتماعية الجميلة والمتعلقة بالمناسبة أن تقوم العروس بتقديم هدايا طريفة لأطفال قريتها الجديدة، وهي عبارة عن محارم جيب صغيرة مشغولة يدوياً من قبلها على طريقة "القنويج"، وتضم هذه المحارم الصغيرة صوراً للعصافير والطيور تناسب أعمار الأطفال الذين يستخدمونها لتنظيف وجوههم خلال لعبهم وكذلك في المدرسة.

قبل ظهور السيارات كانت العروس تنقل إلى قريتها الجديدة بواسطة أحصنة بعد تزيينها وصاحب الحصان كان يحصل على هديته من العروس، وهي عبارة عن "بيجاما قماشية، أو محرمة جيب، أو غطاء مخدة مشغول بطريقة القنويج أو التنتنة"».

وأخيراً تقول: «كانت العادة في منطقة "عفرين" أن يقوم الحلاق بقص شعر العريس وسط الدبكة بعد أن يضع الحلاق في عنقه مريول حلاقة صنعتها العروس بيديها بطريقة التنتنة خصيصاً للمناسبة، وبعد أن ينتهي الحلاق من عمله كانت تلك المريولة تصبح للحلاق كهدية له».