يجتمع الناس في منطقة "المارد" وهي المكان المواجه لتمثال "الفراتي" حالياً على ضفة نهر الفرات؛ لممارسة السباحة والغسيل والتسلية بما يمكن أن يشكل مهرجاناً شعبياً لجميع فئاتهم.

للتعرف أكثر على "المارد" التقت مدونة وطن "eSyria" في 21 نيسان 2014 السيدة "ناريمان درويش" من حي "العرضي" التي حدثتنا بالقول: «كان "المارد" بالنسبة لأهالي مدينة "دير الزور" كالمهرجان الشعبي، حيث يجتمع الناس من مختلف الأعمار نساء ورجالاً، ليشكل هذا المكان متنفساً لهم للتسلية والترفيه، إضافة إلى ممارسة بعض الأعمال المنزلية كـ"الجلي، والغسيل، وتعبئة مياه الشرب للمنزل"، ومنهم من كان يمارس هوايته بالسباحة، فالمكان مقسم إلى ثلاثة أقسام: "المارد الأول" وهو الغربي مخصص للنساء والبنات لملء الماء بالتنكة أو بالقربة، و"المارد الوسط" وهو مخصص لـ"جلي المواعين" وغسيل الصوف بــ "الخابوط" (عصا تستخدم لضرب الملابس)، و"السوح" المنسوجة من الصوف، وكل ما يلزم غسيله في البيوت، والقسم الشرقي الذي كان مخصصاً لبقية الناس للسباحة ولجمع الحطب من النهر أثناء فيضانه بواسطة "الجازل" وهو جهاز مصنوع من المعدن وموصول بحبل طويل. وكان يوجد في أقصى الشرق السفن التي تقف بالقرب من الشاطئ خلف بعضها بعضاً».

يقع "المارد" أمام موقع تمثال المرحوم الشاعر "الفراتي" على النهر، وفي وقتنا الراهن يتم النزول إليه بدرج مبني من الأحجار في موقع اسمه "العيور"، وفي فصل الصيف يجتمع الناس إما للسباحة أوالتسابق لعبور النهر، أو الغطس لأطول مدة ممكنة، وكانت النساء عندما تسقط منهن بعض "المواعين" في الماء أثناء الغسيل من (خواشيق، ولگن، ودبسي، وجفجير، وجمجه، وطبشي) يلجأن إلى الفائز منهم ليخرجها لهن من النهر، وكان منهم من يقوم بالغطس في النهر للبحث عن بعض الأشياء المفقودة من بعضهم، وان لم يجدوا لها صاحباً كانوا يعطونها إلى من يحتاجها

وتضيف "الدرويش": «كانت والدتي تتفق مع الجيران لتحديد موعد للذهاب إلى "المارد"؛ وذلك بتقسيم الحاجيات واللوازم والأطعمة الضرورية فيما بينهم، حيث تبدأ الرحلة عند بزوغ الفجر، وعند الوصول إلى "المارد" كان بعضهم يقومون بحفر حفرة إلى جانب النهر ينبثق منها نبع صغير صافٍ من الماء البارد للشرب أثناء وجودهم هناك، وملء ما يحتاجونه منه إلى بيوتهم، وتسمى هذه الحفرة "برادة" لأن ماءها بارد، وكان أجمل ما في الأمر الأهازيج والأغاني التي كانت تقال هناك، وأذكر منها:

الغسيل على المارد

"اشربت مية الفرات خابور ما يرويني

أشوف حالي وجعان آثاري الهوى راميني

ناريمان درويش

لا سايلك يلناعور ما وردوك الحبايب

ماوردتك أمونة قلبي عليها ذايب

إسماعيل العثمان

ياطولها نبعة حور خيزرانه رفيعه

ياعينها عين الريم هل وارده الشريعة"».

المدرس "إسماعيل العثمان" تحدث عن موقع "المارد" بالقول: «يقع "المارد" أمام موقع تمثال المرحوم الشاعر "الفراتي" على النهر، وفي وقتنا الراهن يتم النزول إليه بدرج مبني من الأحجار في موقع اسمه "العيور"، وفي فصل الصيف يجتمع الناس إما للسباحة أوالتسابق لعبور النهر، أو الغطس لأطول مدة ممكنة، وكانت النساء عندما تسقط منهن بعض "المواعين" في الماء أثناء الغسيل من (خواشيق، ولگن، ودبسي، وجفجير، وجمجه، وطبشي) يلجأن إلى الفائز منهم ليخرجها لهن من النهر، وكان منهم من يقوم بالغطس في النهر للبحث عن بعض الأشياء المفقودة من بعضهم، وان لم يجدوا لها صاحباً كانوا يعطونها إلى من يحتاجها».