بعد "دمشق" انتقل ليكون منتجاً محلي الصنع بناء على خبرة ذاتية وإمكانيات محدودة أنتجته بمواصفات جيدة، وليباع ساخناً وبشكل يومي، مستقطباً اليد الصناعية الخبيرة.
المشروع استهدف تلبية احتياجات المرضى، وخلق فرص عمل جديدة كما أخبرنا الأستاذ "ناجي الحضوة" رئيس اتحاد الحرفيين أثناء حديث خص به مدونة وطن "eSyria" للتعريف بالفكرة الأولية التي انطلق منها العمل وغاياته الصحية والاقتصادية، فقال: «الخبز السكري وجد في المدينة من خلال مشروع صغير لإحدى الفتيات، ليتوافر رغيف الخبز السكري بشكل واسع ويباع طازجاً خلال ساعات الصباح بمواصفات ونكهة متميزة أقرت بها دائرة التموين والتجارة، وقد عملنا على دعم هذا المشروع لما يقدمه من فائدة صحية لكل المرضى إلى جانب الهدف الاقتصادي، لكونه استقطب اليد العاملة الخبيرة، مع العلم أن الخبز السكري مكون من مادة النخالة بشكل أساسي ويحتاج إلى خبرة وحرفية، فالمادة لها شروط لا بد من مراعاتها ليكون المنتج حسب الطلب محققاً الشروط الصحية، وقد لمسنا من خلال مشروع الآنسة "لميس عبد الصمد" -التي أسست المشروع- اهتماماً واضحاً بالجودة، وقد خضع المنتج لعدة اختبارات أكدت جودته، ومن يتابع المشروع يتلمس نسبة التسويق العالية، حيث تباع الكميات المنتجة خلال ساعات الصباح الأولى، وبالتالي فإننا نسعى ليكون لدى الفرن فرصة لزيادة ساعات العمل، وهذا ما نعمل عليه بالتنسيق مع البلدية، فهناك حاجة إلى العمل ليلاً لضمان توزيع المنتج باكراً وتلبية طلبات الزبائن، مع التأكيد على أهمية المشروع والحاجة إلى التوسعة».
لست مريضة سكري، لكن نكهة الخبز ساخناً نكهة مميزة، ونعتمد عليه لتخفيف الوزن، وهو بديل مناسب للخبز الأبيض، وقد تعود أفراد أسرتي نكهته، ونحاول الحصول عليه بشكل يومي ومن الفرن مباشرة، مع أنه متوافر في عدد كبير من محلات المدينة، لكن للحصول عليه طازجاً لا بد من زيارة الفرن في وقت مبكر لكون الإنتاج مطلوباً ويباع خلال ساعات الصباح
بحكم العمل زارت أفران "دمشق" ليكون الخبز السكري مشروعها الخاص الذي أسست له برغبة في تحسين الدخل وإنتاج رغيف لذيذ وصحي، كما تحدثت للمدونة بتاريخ 10 نيسان 2014 الآنسة "لميس عبد الصمد" بالقول: «عملت في الخياطة النسائية وترددت على العاصمة لسنوات، ولكنني فكرت بالخبز السكري، وتوقعت أن يكون العمل سهلاً ولا يقتضي إلا الحصول على المعدات، لكن التجربة العملية عكست صوراً جديدة من ناحية الجهد الجسدي وإدارة العمل لإنجاح الإنتاج، ومن بعده التسويق بما يحقق غاية المشروع، فقد كانت فكرتي إنشاء مخبز ينتج هذا الرغيف ليكون لي مشروع تشاركت فيه مع إحدى صديقاتي في البداية، لكنها لم تستمر بالعمل وتابعت بعدها المشروع بمساعدة أخي "قاسم" الذي دعمني بالمال والجهد، وأقمناه في إحدى محلات المدينة، ومن خلال الاطلاع على أفران "دمشق" والاستعانة بالمختصين استكملت المعدات المطلوبة، وحرصت على الاستفادة من خبازين لديهم خبرة، وكانت عملية الترخيص طويلة ومضنية، لكنني لم أتراجع، فقد لمست حاجة المدينة إلى هذا النوع من الخبز، وكانت غايتي الأولى الاستفادة من أصحاب الخبرة، وتعلم العجن والخبز وطريقة البيع ومختلف التفاصيل، لأنني أردت الاعتماد على الذات في حال عملت بلا عجان أو خباز، حتى لا نتعرض للخسارة، وحرصت مع أخي على إتقان مراحل العمل بشكل أساسي، قبل التبحر في قضية التسويق والدعاية».
التعريف بالمنتج بطريقة بسيطة طريقة بينتها مؤسسة المشروع بالقول: «لم أتعامل مع الإعلان والجهات المتخصصة في الدعاية، فقد درست تكاليفها الباهظة، واستعنت بالعم "كمال زين الدين" الذي لديه خبرة في التعامل مع الفرن والخبز، وقدم لي عوناً ومساعدة كبيرين، بأن نعد العجنات الأولى لغاية التوزيع على كل المحلات المجاورة وسوق المدينة والجيران وعدد كبير من المعارف، لتكون تكلفة الإعلان والدعاية بقيمة المنتج العيني الذي وزعناه بالمجان للتعريف بخبزنا، وكانت لدي ثقة بالرغيف المنتج، وفي الأيام التالية زارنا عدد كبير من الزبائن استهوتهم فكرة الحصول على الرغيف ساخناً وهذا لم يكن متوافراً في السابق، إضافة إلى ذلك كنت متابعة وأستفسر من الزبائن وأستمع لملاحظاتهم التي تلاقت في قبول المنتج، والتعبير المناسب من مرضى السكري بأن الرغيف لذيذ ويمكن حفظه في الثلاجة لعدة أيام محتفظاً بالنكهة والطراوة المطلوبتين.
وكان أول الآراء رأي كادر مخبر التموين والتجارة الداخلية بأن المنتج بجودة ومواصفات عالية، وعليه كانت متابعتهم لنا شهرية، وهذا ما ساعدنا في المحافظة على مستوى الإنتاج وجودته، ولنضاعف الكميات المنتجة من حوالي مئة ربطة إلى أكثر من 600 ربطة، ولدينا استعداد دائم لزيادة الكميات، وقد أعددت لإنتاج خبز الصاج والصفيحة كمنتج إضافي للخبز السكري الذي ارتبط باسمنا».
نكهة متميزة دفعت أشخاصاً كثيرين للاعتماد على الخبز السكري كما حدثتنا السيدة "ربيعة العطواني" التي تتزود بالخبز بشكل يومي، ويتناوله أفراد عائلتها، قائلة: «لست مريضة سكري، لكن نكهة الخبز ساخناً نكهة مميزة، ونعتمد عليه لتخفيف الوزن، وهو بديل مناسب للخبز الأبيض، وقد تعود أفراد أسرتي نكهته، ونحاول الحصول عليه بشكل يومي ومن الفرن مباشرة، مع أنه متوافر في عدد كبير من محلات المدينة، لكن للحصول عليه طازجاً لا بد من زيارة الفرن في وقت مبكر لكون الإنتاج مطلوباً ويباع خلال ساعات الصباح».
الجدير بالذكر أن مشروع "عبد الصمد" انطلق بتكلفة أولية تصل إلى 350 ألف ليرة، وقد لحق بالمشروع إضافات جديدة؛ ما ضاعف التكلفة عدة مرات، ليكون المشروع فرصة عمل لأربعة عمال دائمين خبراء العجن والخبز، ولعدد يتجاوز ستة عمال مؤقتين للتوضيب وتحضير المنتج للتسويق، عدا المستفيدين من التوزيع والبيع.