صناعة الإكسسوار، مهنة تجد ضالتها لدى الشباب النشيط والموهوب، ولكن الشابة "قمر عبد الرحمن" لم تستثمر موهبتها في صناعة الإكسسوارات فحسب، بل قامت أيضاً باستثمار وقت فراغها ومواقع التواصل الاجتماعي، وخرجت بمشروع يؤمن لها مصروف دراستها الجامعية.

تقول "قمر" خلال لقاء مع مدونة وطن "eSyria" في 17 شباط 2014: «رغبتي في التميز دفعتني إلى صنع الإكسسوارات اليدوية الخاصة بي لكي أرتديها، وشيئاً فشيئاً تحولت هذه الإكسسوارات إلى نقطة جذب للأشخاص المحيطين بي، وتحول معها مشروعي من زينة شخصية لي إلى عمل أمتهنه وأنتج من خلاله دخلاً جيداً».

لا يوجد شخص غير قادر على العمل والإنتاج والأمر لا يتعدى تشغيل العقل وتوظيف الإمكانيات في المكان المناسب، وبعدها سيتحول الشخص من مستهلك إلى منتج

تطور هكذا مشروع ليس أمراً صعباً بحسب ما تقول "عبد الرحمن": «بعد أن أعجب أصدقائي بمنتجاتي طلبوا مني أن أصنع لهم مثلها، وقد فعلت ذلك وبعتهم المنتج، وهكذا انطلق العمل تدريجياً، وعلى اعتبار أن وسائل التواصل متوافرة ومجانية، قررت توظيف "الفيسبوك" لخدمة عملي حيث أنشات صفحة خاصة بالمنتجات أنشر فيها القطع التي أنتجها، وبعد هذه الخطوة انتقل سوق التصريف لدي من الأصدقاء المحيطين بي إلى سوق تصريف أوسع».

"قمر" استثمرت المقاهي الثقافية في خدمة مشروعها حيث أقامت مجموعة من المعارض فيها، وهي تقول: «المعارض لعبت دوراً هاماً في تسويق المنتجات وجعلتها قريبةً أكثر من الزبائن خصوصاً أولئك الذين يرتادون المقاهي، كما أنني أعرض منتجاتي في متاجر متخصصة "بوتيك" ويأخذ البائع نسبة من الربح، وبهذه الطريقة يتحول عملي إلى مشروع صغير يتطور تدريجياً وصولاً إلى تحويله إلى مشروع أكبر وأكثر إنتاجاً وحتى عمالاً ودخلاً».

تصنع "قمر" الإكسسوارات بمختلف أشكالها: "سناسل، حلق، أساور، خواتم، شالات ...إلخ"، وقد تعلمت صنعها بمفردها معتمدة على التجربة، وهي تستخدم مواد متعددة في عملها منها: "الفضة، القصدير، النحاس، أسلاك الحديد، الخرز، الكريستال، السيراميك، والقماش بأنواعه وكذلك الخيوط.

التصاميم تأتي بها "عبد الرحمن" من بناة أفكارها، حيث تقول: «أشكال الإكسسوارات بمعظمها إبداع شخصي، وهناك أشكال أو موديلات أجدها على الإنترنت وأقوم بتصميمها مع إجراء بعض التعديلات لكي أضيف إليها لمستي الخاصة، وهذا ما يجعل منتجاتي فريدة من نوعها الأمر الذي يشجع الزبائن على الإقبال عليها وشرائها خصوصاً أن أسعارها رخيصة نسبياً».

"عبد الرحمن" تدعو كل شخص لديه القدرة أو الموهبة أن يعمل على تنميتها واستعمالها بالشكل الصحيح، وتقول: «لا يوجد شخص غير قادر على العمل والإنتاج والأمر لا يتعدى تشغيل العقل وتوظيف الإمكانيات في المكان المناسب، وبعدها سيتحول الشخص من مستهلك إلى منتج».

وتابعت "عبد الرحمن": «بالتأكيد أي عمل سيشهد صعوبات في البداية، فعلى الصعيد الشخصي عانيت أول الأمر من إقناع المجتمع بفكرة أن يكون هناك فتاة لديها مشروعها الخاص في مجال الإكسسوار اليدوي، ومن ثم شيئاً فشيئاً أصبحت الفكرة ذات قبول مجتمعي بعيداً عن المهتمين بهكذا نمط من الإكسسوارات؛ الذين تفاعلوا مع الفكرة منذ البداية، وقريباً جداً سأطور عملي بشكل أكبر وسأفتح متجراً خاصاً بي لتسويق منتجاتي».

مشروع الشابة "قمر" محط إعجاب الشباب والمهتمين بهكذا منتجات، ويقول مغني الراب "غدير سليمان": «جميل جداً أن يخلق الإنسان عملاً إبداعياً من لا شيء، وتجربة "قمر" يجب أن تعمم حيث يسعى كل شاب إلى خلق فرصة عمله الخاصة، وأن يتحلى بنفس طويل وحرفية مثل "قمر"، بالنسبة لي أحب القطع الصغيرة وخاصة المتفردة من حيث الشكل، وأفضل تلك التي تتشكل من خيوط بتداخلات ملونة جميلة».

بدورها قالت الفنانة "لمى دريباتي": «رسمت طريقها الخاص في صناعة الإكسسوارات وأطلقت على تجربتها "إيفا مونيلا"، حضرت معرضين لها ورأيت أن منتجاتها تتصف بالبساطة والعصرية وتستخدم الخرز والسناسل والأحجار بأسلوب حديث، إكسسواراتها تتصف بالتميز والتفرد حيث إن كل موديل توجد منه قطعة أو اثنتان فقط؛ وبالتالي فإن المقتني يشعر بالتميز وهو يرتدي أي قطعة من منتجاتها».

"قمر" طالبة جامعية وعلى الرغم من أنها لا تزال تجلس على مقاعد الدراسة حتى الآن، إلا أنها فضلت أن تستثمر وقت الفراغ لديها في مشروع يخدمها ويؤمن لها دخلاً بسيطاً يجعلها تكتفي ذاتياً.