يقع تل "أحمر" الأثري على الضفة الغربية لنهر "الفرات"، الذي كان عاصمة مملكة "عديني" الآرامية، ويعتبر اليوم التل الوحيد في العالم الذي يضم لوحة فسيفساء حصوية على شكل رقعة شطرنج.

مدونة وطن "eSyria" التقت الخبير الآثاري "عمار مهدي" بتاريخ 14/11/2013 الذي تحدث عن موقع تل "أحمر" وأهميته التاريخية وقال: «تقع أطلال التل على بعد /20/كم جنوب مدينة "جرابلس" التابعة إلى مدينة "حلب"، وقد نقبت فيه بعثة أثرية فرنسية وعثر على مدفن حجري قديم وعلى أوان وأدوات حجرية، وكان هذا التل عاصمة قبيلة عربية آرامية تدعى "بيت عديني" أسست مملكة ضمها "شلمنصر" سنة /858- 824/ قبل الميلاد، ويرتفع التل وسط سهل نهري خصب، ويعتبر من أهم المناطق الأثرية في "سورية" لأنه يحتضن مملكة "عديني" الآرامية وعاصمتها "تل برسيب"، ويضم الموقع أقدم لوحة فسيفساء حصوية أرضية من الحصى الأبيض والأسود مرتبة بمربعات مشابهة لمربعات رقعة الشطرنج، تغطي مساحة /190/ متراً مربعاً، التي تعتبر حتى اليوم النموذج الأقدم في العالم لفن الفسيفساء الحصوية، وهي تعود إلى القرن (الثامن - التاسع) ق.م، وقد تم اكتشاف تلك اللوحة التي تعود إلى قصر آشوري في عام /2011/ خلال قيام البعثة الوطنية السورية بأعمال الحفظ والترميم».

شيّد فيه حصن "كارشلمنصر" وزخرف أعلى الجدران برسوم تمثل عناصر هندسية زخرفية ومشاهد استقبال الملك للأمراء الخاضعين له، ويظهر الملك في هذه الرسوم يتصدر الصيد والحرب، كما عثر في الموقع على مسلاّت آشورية وحثية، وقبور من الألف الثالث قبل الميلاد، وتعود هذه الرسوم الجدارية إلى عهد الملك الآشوري "تغلات فلاسر الثالث" /724- 727/ قبل الميلاد ويبدو أن القصر جدد في عهد "آشور بانيبال" /668-629/ قبل الميلاد وعثر فيه على مشهد للصيد وقنص السباع ضمن مقطع تصويري غني بالألواح والتعبير عن الحياة بالحركة

أما الباحث المرحوم "أحمد شوحان" فأشار إلى أهمية موقع تل "أحمر" بالقول: «شيّد فيه حصن "كارشلمنصر" وزخرف أعلى الجدران برسوم تمثل عناصر هندسية زخرفية ومشاهد استقبال الملك للأمراء الخاضعين له، ويظهر الملك في هذه الرسوم يتصدر الصيد والحرب، كما عثر في الموقع على مسلاّت آشورية وحثية، وقبور من الألف الثالث قبل الميلاد، وتعود هذه الرسوم الجدارية إلى عهد الملك الآشوري "تغلات فلاسر الثالث" /724- 727/ قبل الميلاد ويبدو أن القصر جدد في عهد "آشور بانيبال" /668-629/ قبل الميلاد وعثر فيه على مشهد للصيد وقنص السباع ضمن مقطع تصويري غني بالألواح والتعبير عن الحياة بالحركة».

تل احمر أو ما يعرف بتل برسيب

بينما الآثاري "رامز علوان" فأوضح أن اللوحة المكتشفة ذات طابع فسيفسائي حصوي شكلت من حجارة بيضاء وسوداء ذات شكل بيضوي تتراوح أبعادها بين /8-13/سم مغروسة بشكل عمودي بمونة من الطين محققة أشكالاً هندسية مختلفة، ومؤلفة من سبع مربعات، أربع منها كانت كاملة كل مربع أبعاده /38/ سم، وكل مربعان متقابلان بالرأس والحصى مرصوفان بنفس الطريقة تبدأ بحصى بيضاء ومن ثم سوداء وبالعكس وهكذا على شكل حلقة، ويدل رصف الحصى بهذه الطريقة الهندسية على دراستها بشكل دقيق فلو أنها رسمت دون هدف لكانت أبعاد المربعات ستختلف، وهناك ألواح من النحت التي تمثل مشاهد دينية وأسطورية وتاريخية، كما عثر على نصبين كبيرين من أنصاب أسر حّدون».

تنظيف الرسوبيات من اللوحة