كتبت "زين خضور" الشعر "العمودي" الموجه، واهتمت بأدب "الشباب"، فانتقت مفرداته ولحنت موسيقاه، إيماناً منها بأن من يمتلك الشباب يمتلك المستقبل.
مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 9/10/2013 الشاعرة "زين خضور" وأجرت معها الحوار التالي:
اتسم شعر الشاعرة "زين خضور" بالشفافية وسرعة الوصول إلى عقل وقلب المتلقي، كما اتسم بالنزعة الأنثوية المتمردة الحالمة للتغيير والوصول إلى مبتغاها. كما اتسم شعرها بالبساطة في التعبير وانتقاء المفردات ذات الجرس الموسيقي الرنان الذي يمخر عباب الأذن دون أذى، ناهيك عن الصورة البيانية الطاغية. أما عن الشاعرة ذاتها فهي تملك النبرة الشاعرية المؤثرة، والتنغيم العاطفي، ما يزيد على قصيدتها معنى وفهماً
** بداياتي تشبه زهرة اللوتس في تكوينها وتشكلها ابتداءً بالجهل لما وهبني الله سبحانه وتعالى، ثم المصاعب والتماهي مع الآخرين في ذواتهم ولمصلحتهم، وبعدها البحث عن الذاتية والخصوصية والاستقلالية، هذه التي تنتظر خيوط الفجر الأولى لتتساقط البتلات وتتفتح الزهرة، في الحقيقة أن تكون صاحب موهبة أمر غير عادي، وأنا هنا لا أعطي الموضوع أكثر مما يستحق أبداً.
** لأننا لا نعرف الشاعر إلا شاعراً، هكذا من دون مقدمات وهذا كلام مغاير للحقيقة تماماً، الشعر موهبة هذا صحيح، لكنه أيضاً عمل دؤوب لامتلاك الأدوات والتمييز بين الأجدد والأنسب منها، وهذه المرحلة في كثير من الأحيان لا يعرف أحد عنها شيئاً، ولا يسلط الضوء عليها إلا بعد حين، الشباب هم شعراء وكتاب حقيقيون، لكن لا توجد الأدوات المناسبة لإدارة طاقاتهم ورصد التحولات التي يمرون بها وتحديدها ومدى تأثيرها في تطور مهاراتهم، وفي موهبتهم، الهاجس أننا كلنا نبدأ بداية حسنة وطيبة، لكن لماذا لا نكمل جميعاً؟ أعتقد أن القول أو الأخذ بمبدأ الطبيعة تنتقي ولا يبقى إلا الأقوياء غير مشروع وغير مبرر خاصة في قضايا كهذه.
** الأديب الشاب يشبه طفلاً يلعب في حجرة ألعاب، هو لن يحب إلا دمية واحدة، لكنه سيعبث بكامل الحجرة وسيتفحص كل الأغراض الموجودة فيها، الشاب يبحث في كل شيء حول "الأنا" لديه، وهو بذلك يخضع كل الأفكار والقيم والقضايا والمثل العليا لمحاكماته التي تحدها الخبرة والتفكير السطحي ورعونة الشباب، وما يشفع له أنه يعمل على تشكيل وعي، وبالتالي يعمل على تطوير هذا "الأنا" الذي جر أحد الشعراء الشباب إلى أن يقول على الهواء مباشرة: "أنا معكم في قضيتكم في مواقفكم"، وكأنه "نابليون" أو بطل أسطوري نفتقده ووجدناه.
** إن اللغة التي يستخدمها الأديب الشاب لغة تعجيزية، فهي غير مضجرة أو مملة وتحمل أفكاراً جيدة، ومع ذلك ينقصها الترابط حيث لا يستطيع إلا المحلل اللغوي كشفها، فهي لغة ترضي ذاته وأناه الداخلية، فتخرج صورة طبق الأصل عنها مغفلة أفكاره وإرادته العقلية، إذاً نحن أمام لغة خاصة وجديرة بالاهتمام.
** أحياناً أرى الدهشة مرتسمة على قسماتهم، وكم تعجبني هذه الدهشة! وأحياناً أرى عدم الفهم، وهذا يرضيني أيضاً، لأن من يسمع ولا يفهم مع المرات القادمة والتكرار سيصل إلى فهم ما، وهذا لا يخيفني ولا يقلقني أبداً، ربما لأنني مررت يوماً في هذا الطور وأعرف تماماً ما الذي يجري في الداخل.
** لا، أنا أعارضك في ذلك، ثم إن من وضع الأوزان الشعرية لم يكن شاعراً، وربما هذا شيء غير معروف فـ"الخليل بن أحمد الفراهيدي" لم يكن شاعراً وإلا لكان قد حطم هذه الأوزان، وأنا أكيدة من ذلك، والربط بين قراءة الشعر "الموزون" وكتابة الشعر "الحر" بكافة أشكاله أمر "فيه إن كبيرة"، فلم يكتب الشعر "الحر" إلا كل نزاع للتحرر من القولبة التي تعيق طرح الأفكار، فلطالما كانت القصيدة "العمودية" رمزاً للجامد والقالب والتقييد، وإلا ليس هناك من مبرر ليكتب "السياب" قصائده الأولى، ولا "نديم محمد" ومن لف لفيفهم.
** أنا أؤمن بالتطور، بالنمو، بالتدرج، ولا أحب حرق المراحل القائمة على التغيير أحياناً، وعلى إغفال الجوانب المهمة أحياناً أخرى، لأن الأساس هو الوعي، وعي الذات، وعي الخصوصية، وعي الحالة، وعليه تقوم صياغة الأدوات والاختيار فيما بينها.
أدواتي متطورة، هذا ما يعنيني وما يهمني، أما ما عدا ذلك فهو كلام في الهواء لا طائل منه، والوقائع خير دليل على ذلك.
** البيئة هي الحاضنة الأولى والبدائية للإبداع، هذا من وجهة نظري، فلا يكبر دورها ولا يعلو شأنها، لأن التلوث طال كل شيء، وكل شيء بحاجة إلى رقابة، وأنا قمت بفرز هذه البيئة التي أنا منها، وقمت بفعل الانتقاء، وبالتالي حددت مدى تأثري بها وتأثيرها فيّ، ولم يكن الموضوع لا قدرياً ولا سطحياً أبداً.
** نسبياً استطعت تسجيل بعض النقاط لمصلحتي، لكن مازال لدي الكثير لأنجزه، وأن تجسد لغنتا الخاصة بنا انفعالاتنا، فهو هدف سامٍ وملكة يتسارع لامتلاكها الجميع، فكيف بشاعرة مثلي، أنا لن أدخر أي جهد في سبيل الوصول إلى هذا الهدف.
** أهمية فائقة، وهناك علاقة صميمية في ذلك، وأنا لست مع التقولب والابتعاد عن الواقع والوقائع، لكن حسب زعمي عندما يكتب المبدع يقوم بفعل حياة، والحياة توهب وتمنح ولا توءد وتقتل، وهذه وجهة نظري.
** نعم بكل تأكيد، فقد استطعت أن أشكل بيئتي ومناخاً مناسباً لأفكاري، وأنا أقبل بكل النتائج وأسلم بوجود الصعوبات كأمر واقع.
** إلى حد كبير، فأنا الجرح النازف، أنا القلب المازوشي الذي تكتمل سعادته بتحمل عذابات الآخرين وآلامهم، (الله يحمي "سورية").
وفي حديث للأستاذ "جورج عبد الله صايغ" رئيس المركز الثقافي العربي في "بانياس" قال عن الشاعرة "زين خضور": «اتسم شعر الشاعرة "زين خضور" بالشفافية وسرعة الوصول إلى عقل وقلب المتلقي، كما اتسم بالنزعة الأنثوية المتمردة الحالمة للتغيير والوصول إلى مبتغاها.
كما اتسم شعرها بالبساطة في التعبير وانتقاء المفردات ذات الجرس الموسيقي الرنان الذي يمخر عباب الأذن دون أذى، ناهيك عن الصورة البيانية الطاغية.
أما عن الشاعرة ذاتها فهي تملك النبرة الشاعرية المؤثرة، والتنغيم العاطفي، ما يزيد على قصيدتها معنى وفهماً».
يشار إلى أن الأديبة "زين محمد خضور" من مواليد مدينة "جبلة" عام /1979/، وتقيم في "بيت ياشوط".