خبز الطابون يعتبر من أشهى أنواع الخبز التي ما زالت بعض القرى تحافظ على وجوده في حوران، وتصنع الارغفة الطازجة من خلاله بسبب وفرة الساحات المنزلية الفارغة، ويؤكل في العادة مع السمن البلدي والزبدة والعسل.

الباحث في التراث الاستاذ "محمد فتحي المقداد" تحدث لمدونة وطن eSyria بتاريخ 3/8/2013 عن خبز الطابون التقليد العريق في حوران فقال: «هو خبز كان ولا يزال يخبز في قرى الريف الحوراني، وما زالت بعض العائلات في بعض القرى تحافظ على هذا التقليد العريق، في أفران الطابون المصنوعة من التراب الأصفر المعجون بالتبن، من قبل امرأة متخصصة في صناعة الطوابين. وخبز الطابون يعتبر من أشهى الأرغفة والتي ما زالت بعض القرى تحافظ على وجوده وتصنع الارغفة الطازجة من خلاله بسبب وفرة الساحات المنزلية الفارغة، فالطابون يحتاج إلى مساحة من الأرض تكون بعيدة قليلاً عن المنزل حتى تقوم النساء بعملية إعداد فرن الطابون من مواد البيئة المحيطة».‏

يتم عجن الطحين بجاط أو سدر كبير يسمى "اللقن"، ويترك ريثما يختمر، بعدها يتم تجهيز العجين وتقطيعه إلى أقراص ودحرجته ليصبح بشكل أرغفة صغيرة، وترقه المرأة التي تريد أن تخبز بين يديها ثم تظعه داخل الفرن عبر قطعة حديد أو خشب متوسطة الطول، تسمى المقلاع ويبقى هناك حتى ينضج

وعن كيفية عجن خبز الطابون وتجهيزه تقول الحاجة "فهيدة الحميد": «يتم عجن الطحين بجاط أو سدر كبير يسمى "اللقن"، ويترك ريثما يختمر، بعدها يتم تجهيز العجين وتقطيعه إلى أقراص ودحرجته ليصبح بشكل أرغفة صغيرة، وترقه المرأة التي تريد أن تخبز بين يديها ثم تظعه داخل الفرن عبر قطعة حديد أو خشب متوسطة الطول، تسمى المقلاع ويبقى هناك حتى ينضج».‏

الخبز داخل الفرن

وعن ميزات الخبز والأكلات المحببة للأكل به يقول السيد "خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث الحوراني: «يعتبر خبز الطابون من أنواع الخبز اللذيذة، يؤكل مع السمن البلدي والزبدة والعسل، إنه تقليد عريق افتقده الجيل الأخير من الشعب، تحت وطأة الخبز الحداثي الذي يحتكم إلى الآلات، يتميز بصغر حجمه وسرعة نضجه واستوائه. وهناك بعض العبارات والأغاني كانت ترددها النساء سابقاً أثناء تحضيره ومنها:

غني يا زهر الدحنون / وارقص يا خبز الطابون

السيد خالد عويضة

طاح الشومر والزعتر / وودعنا سقعة كانون

من عشقي لخبز طابون / أمي عشقت طين الأرض

اخراج الخبز من الموقد

ومن عشقي للزغاريد / الناي عشقت ترابك حوران».‏

لا تزال بعض المنازل في حوران تحتفظ بغرفة الطابون الخاصة للخبز وهنا يتابع السيد "يمان الكفري" أحد سكان منطقة "غصم" ومن المهتمين بالتراث: «من تراث حوران الغني كانت وما زالت بعض العائلات تطلق كلمة "الطابون" على الغرفة التي تحتوي على الموقد، وهي غرفة صغيرة، سقفها منخفض ومدخلها صغير للمحافظة على الحرارة في الداخل، وكذلك تطلق الكلمة على الموقد نفسه، والذي يدعى أيضاً "بيت الخبز" أو "بيت العيش"، وقاع الطابون مغطى بحجارة بازلتية سوداء، صغيرة ومستديرة ومنفصلة عن بعض، وتدعى "الرضـف"، يستعمل الطابون من الداخل للخبز والطبخ "الصواني والقِدرة"، وتشغيل الطابون يسمى تدوير، ويقال "دارت الطابون" أي شغلته للمرة الأولى، وهذا يحدث عادة في أول موسم الشتاء».‏

بينما يقول السيد "محمد الحريري" من سكان قرية "الصورة": «منذ ساعات الصباح الأولى تبدأ أفران الطابون تصدح في معظم قرى حوران، لإخراج الخبز باكراً للعمال والفلاحين الذين يتوجهون إلى حقولهم للفلاحة والزراعة وجني المحصول وحصاد القمح والشعير، وأما في شهر الخير والرضا "رمضان"، فإن النساء لديها يكون من أهم مواسم إنتاج الخبز، إذ تقوم النساء بالاجتماع عصراً لصناعة الخبز وتجهيزه قبل الإفطار لتناوله مع وجبات الافطار الرمضاني وعند وجبات السحور، ويتعير رمضان من الأشهر التي تعد موسماً من مواسم انتاج وصناعة خبز الطابون».‏