تتربع على الضفة اليسرى لنهر الفرات وهي محاذية له، تلك القرية ذات الطبيعة "الفراتية" الساحرة، والتي تمتاز باحتوائها على عدد من التلال الأثرية منها "تل الصايغ"، والمنطقة الأثرية المعروفة "بالمروانية" وتل "المشتلة".

مدونة وطن eSyria زارت بلدة "الجرذي" والتقت بتاريخ 9/3/2013 الحاج "مروان عماش" أحد سكان قرية "الجرذي" الذي تحدث عنها بالقول: «تبعد عن منطقة "الميادين" 35كم وعن مدينة "دير الزور" 80 كم على طريق "دير الزور- هجين" (خط الجزيرة)، تتميز بارتفاع نسبة طلبة التعليم الجامعي فيها عن القرى المجاورة لها، ووجود سوية ثقافية عالية لدى سكانها، يعمل سكانها في الزراعة وتربية المواشي إضافة إلى نسبة كبيرة من الموظفين في الدولة ويعرف عن القرية مواصلة أبنائها التعليم الجامعي بحيث تملك نسبة جيدة من الأطباء والمهندسين والجامعيين بدراسات مختلفة».

يوجد في القرية 12 مدرسة تعليم أساسي حلقة أولى و5 مدارس حلقة ثانية وثانويتان، وتمتاز القرية باحتوائها على نسبة عالية من المتعلمين مقارنة مع القرى المجاورة، والجدير بالذكر تزايد عدد الإناث المتعلمات في القرية مؤخراً عن الذكور

أضاف: «يمتاز أهلها بالطيبة وحسن المعاملة مع الغرباء وخاصة من المدرسين الذين يأتون من خارج القرية، حيث الكرم والشهامة والأصالة العربية والنخوة والاحترام الفطري النابع من القلب لكل غريب يكون بضيافتهم، حيث يبلغ عدد سكان القرية (17353)، يعود أصل معظم سكان القرية إلى قبيلة العكيدات المعروفة ويعمل معظم السكان في الزراعة وتربية المواشي».

محركات المياه في القرية

وبين الباحث "عواد الجاسم" حول قرية "الجرذي" قائلاً: «تعتبر من القرى الجميلة والمعروفة على مستوى المحافظة، وخاصةً الحويجة النهرية الموجودة فيها، فتقريباً معظم أبناء القرية وزوار المحافظة يذهبون إليها لقضاء أجمل الأوقات فيها، خاصةً في أيام العطل، لاحتوائها على مجموعة من الأشجار "كالغرب" و"الصفصاف" و"الحور الفراتي" التي تنبت بشكل طبيعي فيها، إضافة لوجود الطيور والحيوانات البرية».

يتابع: «يزرع فيها بكثرة الحنطة والشعير والذرة الصفراء والقطن والسمسم والشوندر ومحاصيل كثيره لذلك تكون القرية خضراء على مدار السنة وهو احد أسرار جمالها وهذا يسر الناظرين، والأجمل من كل هذا هو طيبة أهل القرية وكرمهم.

وهي تمتاز بموقعها الجميل على نهر الفرات، كما يكثر في القرية بساتين التين والرمان والعنب وأنواع المشمش والزيتون والجارنك والدراق والتفاح، وكذلك يزرع فيها أحسن أنواع الجبس والأناناس "البطيخ الأصفر" وجميع أنواع الخضراوات، يعتمد سكان القرية على تربية المواشي بشكل كبير حيث يربى في القرية أنواع عديدة من الحيوانات كالأبقار والأغنام والماعز، ويبلغ عدد الأغنام 5800 رأس، و800 رأس من الماعز، فيما يبلع عدد الابقار4490 رأساً».

وبيّن المدرس "محمد الحمود" قائلاً: «يوجد في القرية 12 مدرسة تعليم أساسي حلقة أولى و5 مدارس حلقة ثانية وثانويتان، وتمتاز القرية باحتوائها على نسبة عالية من المتعلمين مقارنة مع القرى المجاورة، والجدير بالذكر تزايد عدد الإناث المتعلمات في القرية مؤخراً عن الذكور».

قرية "الجرذي " من غوغل إرث

وللتعرف على القرية من الناحية الآثارية ذكر الآثاري "عمار كمور": «يوجد في القرية عدد من التلال الأثرية منها "تل الصايغ" وتل "المشتلة" وتل "المروانية" وهذه التلال تم تسجيلها في مديرية الآثار منذ عام 1990م.

فقد دلت الآثار الحجرية التي عثر عليها أن الإنسان عاش في منطقة وادي الفرات منذ تسعة آلاف سنة قبل الميلاد، عندما كانت منطقة وادي الفرات تابعة لحكم السومريين ثم أصبحت تحت الحكم الأكادي من 2400 - 2350 قبل الميلاد، ومن ثم خضعت لحكم الأموريين حوالي 2500 قبل الميلاد حتى خضعت لحكم الآشوريين 1310 -1280 قبل الميلاد، إلى أن انتقلت لحكم الدولة البابلية 605-562 قبل الميلاد ثم خضعت لحكم الفرس من 559-540 قبل الميلاد».