يجري بين قرى "وادي النضارة" كالشريان فيقسمها إلى قسمين حيث يتربع بعضها على كتفيه فتعبّ من خيراته وتشقى من فيضانه إنه "راويل" نهر "الحرية" قديماً "وراويل" حديثاً.

مدونة وطن "eSyria" التقت الدكتور "يوسف الشامي" بتاريخ 8/2/2013 فتحدث عن نهر "راويل" في كتابه التوثيقي "الحواش القلعة والوادي" وعن ذلك قال: «يعد نهر "راويل" أحد روافد النهر الكبير الجنوبي المسمى قديماً نهر"الحرية"، يبدأ نهر "راويل" من بلدة "البطار" ويمر بقرى الوادي ويترافد مع عدد كبير من الوديان التي تنحدر من أعالي جبل "ظهر القصير" و"قلعة الطوفان" شرقاً، ومن بلدة "الدغلة" والقلاطية" و"الكيمة" غرباً، ويتجه من الشمال إلى الجنوب».

مع أنه كان يجرف المزروعات والتربة والحيوانات، إلا أنه كان أيضاً مصدراً خصباً للفلاحين، وأنا امتلك أرضاً خصبة في البقيعة التي كانت فيما مضى تروى من النهر قبل أن يجف أو يوشك على الجفاف ولهذا النهر في ذاكرتي الكثير من الحكايات

يفيض نهر "راويل" بقوة كبيرة نتيجة لغزارة الأمطار وذوبان الثلوج على سفوح الجبال المحيطة بالوادي ولذلك قصة أخرى يتابع عنها قائلاً: «كان هذا النهر يروع القلوب بالخوف والرعب لما يحمله من الغدر أثناء فيضانه المفاجئ بسبب كثرة روافده وطول مجراه وشدة انحدار الجبال على جوانبه، وأثناء فيضانه يقتلع الصخور ويجرف الأشجار والأتربة وكان يشكل صراعاً أبدياً مع سكان المنطقة».

الدكتور يوسف الشامي

تميز فيضان نهر "راويل" بقصص وحوادث سجلها تاريخ المنطقة في ذاكرة الأهالي ومن تلك القصص يروي الدكتور: «حدثت طوفانات كثيرة لنهر راويل في الماضي وأهمها التي وقعت في عام 1927حيث حدث طوفان عظيم لم يشهدوا او يروا مثيلاً له وقد تناقل الناس القصة وكانت طوفة كبيرة, حتى إن بعضهم سمى ابنته "طوفة" تخليداً لذكراها لأنها خلقت في ذلك اليوم، وقد جرفت تلك الطوفة "عبود بحليس" عندما حاول انتشال عرقة كان يجرفها النهر فجرفته المياه وتوفي بسببها وسميت هذه الطوفة طوفة "بحليس" لتخليده وأصبحت تأريخاً. كما جرف طوفان آخر الدكتور "آغوب صابونجيان" الذي كان يسكن في بلدة "المزينة"، وكان يقطع النهر عندما كان آتياً لمعاينة المرضى في بلدة "الحواش"، وكان على ظهر فرسه في إحدى المرات قادماً من قرية "المزينة" ومع أن بعض الناس نصحه بعدم الذهاب إلا أنه لم يسمع لأحد زاعماً منه أنه يجيد السباحة وعندما أصبح في وسط النهر جاءت طوفة كبيرة جرّته مع فرسه وتوفي على أثرها».

الجد "مخائيل دلول" قال: «مع أنه كان يجرف المزروعات والتربة والحيوانات، إلا أنه كان أيضاً مصدراً خصباً للفلاحين، وأنا امتلك أرضاً خصبة في البقيعة التي كانت فيما مضى تروى من النهر قبل أن يجف أو يوشك على الجفاف ولهذا النهر في ذاكرتي الكثير من الحكايات».

نهر راويل في الشتاء
صورة توضح مسار نهر راويل