تعتبر ربة المنزل القادرة على صنع أكلة "ثرود الكمايات والمصارين" من السيدات المحترفات، وهذا ما تميزت به أغلب النساء الديريات اللواتي تتصدر هذه الأكلة موائدهن في أغلب الجمعات والمناسبات، فهي تعتبر من الأكلات الصعبة نظراً لما تتطلبه من جهد وتعب في انجازها بالإضافة إلى أن طريقة صنعها تحتاج إلى خبرة وأيادٍ فنية ماهرة.
هذا ما تحدثت عنه السيدة "بتول العبود" لمدونة وطن "eSyria" التي التقتها بتاريخ 4/1/2013 مشيرة بالقول: «بالنسبة لي لم أكن اعرف شيئاً عن طريقة حشوها وطهوها، ولكن مع مرور الوقت ورؤية من حولي أمثال والدتي وبعض الجدات المعمرات بالسن بالإضافة لحب زوجي لهذه الأكلة تعلمتها وأصبحت أتقن طبخها على أصولها، فهي من الأكلات الصعبة والتي تحتاج جهداً وتعباً ووقتاً من ربة المنزل وأيضاً للمساعدة في بعض الأحيان عندما تكون الكمية كبيرة، فعندما تقرر ربة المنزل أن يوم غد منسف "كمايات ومصارين" وما يتبعها تستيقظ من الصباح الباكر وتتهيأ لدخول المطبخ، والبعض يقوم بالتجهيز منذ فترة الليل ليخفف العبء العمل في اليوم التالي ولتكون جاهزة على الغذاء في الوقت المحدد، وهي من الأكلات التي تلم شمل العائلة لأنها لا تحضر في كل وقت ولذلك يتم عزيمة الأقرباء ليتشاركوا معاً في أكلها ومن لا يستطيع الحضور لظرف ما يتم إرسال السكبة له».
وبعد الانتهاء من الطبخ تصبح جاهزة ويتم ثرد الخبز في المنسف ويتم تسقية الخبز المثرود بالمرق حتى يصل لمرحلة الإشباع ويوضع اللحم والكمايات والمصارين فوق الخبز المثرود المشبع بالمرق، ويزين بحبات البصل المطبوخ معها وتصبح جاهزة للأكل، ومن المقبلات التي تقدم مع منسف "الكمايات والمصارين" اللبن والثوم والطحينة والبصل الأخضر والفجل
أما عن طريقة تحضيرها تشير السيدة "سوزان درويش" وهي ربة منزل قائلة: «في البداية نقوم بغسل الكمايات والمصارين بالماء جيداً وفركها بالفرشاة رغم أنها تأتي من السوق منظفة ولكن ربة المنزل لعدم ثقتها بالباعة تزيد في تنظيفها لتشعر بالأمان أنها جاهزة للطبخ، وبعد التنظيف يتم تحضير الحشوة وهي عبارة عن أرز ولحمة مفرومة وبقدونس ونعناع ناعم وملح وبهارات وسمن أو زيت وتخلط جميعها مع بعضها بعضاً.
ومن ثم تبدأ مرحلة حشي "الكمايات والمصارين"، وللحشوة طريقتها بحيث لا يتم ملء الكماية بالأرز بشكل كامل وإنما يتم مراعاة أن الأرز أثناء الطبخ ينفش ولكيلا يخرج من الكماية وتفقد منظرها الجميل أثناء التقديم وبعد الحشو يتم خياطتها، ثم يوضع القدر على النار ويكون من النوع الكبير ويضاف الماء إليه، وإذا كان يرافق الأكلة اللحم يتم وضع اللحم أولا لأنه يحتاج لفترة اكبر بالطهو ويوضع بعدها "الكمايات والمصارين" ويضاف البصل أيضاً دون ان يقطع بشكل كامل والعصفر والملح والهيل وتترك الأكلة على النار لمدة لا تقل عن ساعتين».
تتابع: «وبعد الانتهاء من الطبخ تصبح جاهزة ويتم ثرد الخبز في المنسف ويتم تسقية الخبز المثرود بالمرق حتى يصل لمرحلة الإشباع ويوضع اللحم والكمايات والمصارين فوق الخبز المثرود المشبع بالمرق، ويزين بحبات البصل المطبوخ معها وتصبح جاهزة للأكل، ومن المقبلات التي تقدم مع منسف "الكمايات والمصارين" اللبن والثوم والطحينة والبصل الأخضر والفجل».
الشاب "هاني الجمعة" من حي "الشيخ ياسين" تحدث بالقول: «كثيرة هي المأكولات التي تشتهر بها محافظة "دير الزور"، ولكن لثرود "الكمايات والمصارين" خصوصيته فجميع أفراد العائلة عندما تعلم أن يوم غد منسف الكمايات لا يتأخرون عن موعد الغذاء والبعض لا يأكل شيئاً طوال النهار لحين موعد الغذاء ليستمتعوا ويتلذذوا بطعمها، ولا أتوقع أن هناك رجلاً لا يحب هذه الأكلة ولأن ليس جميع النساء قادرات على طبخها والبعض منهن يشمأززن من منظرها قبل الطبخ، يتم عزيمة من لا يطبخها في بيته أو إرسال السكبة له لكي لا يحرم منها، وهي من الأكلات الشتوية ونادراً ما يتم طبخها بالصيف لأنها تعتبر دسمة وثقيلة على المعدة ولا تتناسب مع الجو الحار، كما أنها لا تناسب المرضى المصابين بالقلب أو الكوليسترول في الدم».