المضافات في محافظة "السويداء" هي أماكن للاجتماع، ومنتدى للأحاديث الثقافية والسياسية والاجتماعية، ومضافة "آل أبو مغضب" هي واحدة من أشهر المضافات التي تقع في قرية "بهم" في "السويداء" .

مدونة وطنeSyria بتاريخ 19/10/2012 زارت المضافة والتقت السيد "نعمة أبو مغضب" فتحدث عن تاريخ المضافة ومكانتها ومساحتها قائلاً: «تقع المضافة في منتصف قرية "بهم" التي تبعد عن مدينة السويداء حوالي 50 كيلو متراً، وبنيت لأسباب أهمها تكريس العادات والتقاليد العربية من الأفراح والأتراح عدا تقديم واجب الضيافة لضيوفها، تأسست هذه المضافة بأمر من كبير عائلة "أبو مغضب" وكان بناؤها عام 1916 من قبل الإخوة "اسماعيل، وداوود، وسعيد، وهلال، أبو مغضب"، وهم أولاد الشهيد "أمين أبو مغضب" الذي استشهد في معركة "الشقراوية" عام 1889، وهي مبنية بأسس متينة من الحجارة البازلتية السوداء، فهي بطول عشرة أمتار وعرض عشرة، تتوسطها حفرة صغيرة يطلق عليها اسم "النقرة" وهي التي كانت تستخدم لصناعة القهوة العربية المرة، وعلى جنباتها شكل مريع يرتفع عن الأرض حوالي 60 سم تعرف باسم "الطواطي" مغطى بالسجاد العربي السميك مع الفرش المحشو بالصوف العربي الناتج من صوف الغنم، وعن يمين بابها توجد مصطبة يوضع فيها أدوات القهوة العربية من "مهباج (مهباش)، ودلال، والمحماس، والفناجين، والمصب" وغيرها من الأدوات، إضافة إلى وجود مكان على جدرانها كانت لسُرُج الخيل والسيوف والصور، كذلك وجود فتحات تهوية مرتفعة عن الأرض تقف أمام بابها فتشاهد منها معالم وتضاريس القرية كاملة، تحتوي المضافة على مجموعة من الأدوات التراثية القديمة التي كانت تستخدم مثل جرن القهوة أو المهباج ، والسجاد المصنوع من الصوف، ودلات القهوة العربية، ومازالت أرضها مبنية بالحجر دلالة على قدمها وأصالتها».

شهدت المضافة العديد من اللقاءات والاجتماعات التي كان من شأنها حل النزاعات والخلافات والمشاورات الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي، إضافة إلى دراسة الأوضاع والأحوال للعائلة والمناسبات، وفيها جرى لقاءات الثوار والمجاهدين والوطنيين، وهي معروفة بين القرى المجاورة بتبعيتها ومرجعيتها التاريخية

وتابع: «شهدت المضافة العديد من اللقاءات والاجتماعات التي كان من شأنها حل النزاعات والخلافات والمشاورات الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي، إضافة إلى دراسة الأوضاع والأحوال للعائلة والمناسبات، وفيها جرى لقاءات الثوار والمجاهدين والوطنيين، وهي معروفة بين القرى المجاورة بتبعيتها ومرجعيتها التاريخية».

السيد "نعمة أبو مغضب"

وأضاف: «في العرف المضافة هي بيت الضيافة، والضيف الذي يأتي إليها يجب أن يكرم، حيث يقوم صاحب المضافة بخدمته وخدمة وسيلة نقله، ولهذا بني تحتها مربط للخيل (إسطبل: حيث يعتبر هذا المربط كما كراج السيارات في يومنا هذا)، وهو مصنوع من الحجارة البازلتية على شكل قناطر ذات فوهة هوائية واسعة تتسع لعدة خيول مع وجود معلف، ومربط، ومنهل لمستلزمات هذه الخيول، ومازالت المضافة شاهدة إلى اليوم دلالة على تلك العادات والتقاليد التي من شأنها إحياء وإذكاء الموروث الشعبي القديم».

تم ترميم المضافة حيث قال السيد "أركان" عن ذلك: «بعد مقاومة بناء وجدران المضافة لعوامل الزمن والمناخ البيئي خاصة أن قريتنا لها نظام مناخي شديد البرودة في الشتاء، أوجب ترميمها وكان ذلك عام 1964، وعلى أيدي أبناء من أسسوا المضافة، ومازالت إلى يومنا الحاضر تقوم بالخدمات اللازمة لاستقبال الضيوف، والواجبات الاجتماعية وهي الملاذ لكل أفراد العائلة حين يقررون ما من شأنه تحقيق مصالح اجتماعية وإنسانية، لأن المضافة في عرف عادات وتقاليد الجبل هي المدرسة والجامعة والناظم ومركز القرار والمحكمة التي منها تصدر الأحكام وتطلق الأعراف».

الأحفاد مع بيرق العائلة
خارطة القرية