أرض تحيط بها الأشجار والينابيع والوديان من كل جانب، ترافقها جداول مياه على مد النظر، لتتربع في منتصفها قرية تزينت بالتاريخ والطبيعة الخلابة والزراعة.

إنها قرية "كويا" الواقعة في غرب محافظة "درعا" في آخر نقطة حدودية سورية مع الحدود الأردنية.

تحكي قصص الناس الذين سكنوا هذه البقعة من الأرض، ورسموا فيها بمعاولهم وجراراتهم قصصاً وحكايات، تحفر عميقاً في سهول قرية، فقد كانت القرية سابقاً خربة قديمة تتكون من عدة منازل قديمة مبينة من الحجر المنوع والتراب الطيني وبعض البيوت التي بنيت من القناطر، ومع مرور الزمن والأيام تطورت لتصبح بيوتاً من العمارة الحديثة والبناء المسلح والباطون

مدونة وطن eSyria زارت القرية بتاريخ 15/10/2012 والتقت السيد "محمد الشرايدة" من سكان القرية: «تحكي قصص الناس الذين سكنوا هذه البقعة من الأرض، ورسموا فيها بمعاولهم وجراراتهم قصصاً وحكايات، تحفر عميقاً في سهول قرية، فقد كانت القرية سابقاً خربة قديمة تتكون من عدة منازل قديمة مبينة من الحجر المنوع والتراب الطيني وبعض البيوت التي بنيت من القناطر، ومع مرور الزمن والأيام تطورت لتصبح بيوتاً من العمارة الحديثة والبناء المسلح والباطون».

ضفاف وادي اليرموك

السيد "مصلح فندي المحمد" رئيس مجلس بلدية "كويا" قال: «تتوزع الينابيع والجداول والسهول والأشجار والطبيعة الخلابة في معظم أرجاء القرية، مشكلة لوحة خضراء لمواسم زراعية لا تنتهي، لا تعرف شتاء ولا صيفاً، وتمتد أراضي القرية إلى نهاية الحدود السورية محاذية الحدود الأردنية حيث تفصل في الحدود السورية- الأردنية عند نقطة المقرن، وتتوزع أراضي القرية على مساحة كبيرة من الأرض، فيحدها من الغرب "نهر اليرموك"، وجزء من قرية "معرية"، ومن الجنوب "نهر اليرموك" المحاذي للشريط الحدودي للأردن، ويجاورها من الشمال قرية "عابدين"، أما من الشرق فيحدها قرى "القصير والشجرة"، وتبعد عن مركز المحافظة 45كم.

والقرية مخدمة بالبنية التحتية الجيدة كالصرف الصحي وشبكة المياه الحلوة وخطوط الهاتف وكافة الطرق مخدمة بالإنارة الجيدة، والتي تغذي محافظة "درعا" وجزءاً كبيراً من محافظة دمشق بالخضار الباكورية، إذ يبلغ إنتاج مادة البندورة 1000 طن يومياً، وتبلغ نسبة التعليم في المرحلة الأساسية 99%، ونسبة الفاقد 1% والسبب الإعاقات، ونسبة التعليم في المرحلة الثانوية 70%، والمرحلة الجامعية "جامعات ومعاهد" 60% من المتعلمين، وجاء سبب تسمية القرية بهذا الاسم من الكي في الطب القديم لكون أبناء القرية يشتهرون بالكي».

زراعة الخضروات في الوادي

وعن جغرافية وسكان القرية يقول السيد "حسين نزال" مختار القرية: «تتربع قرية "كويا" على ضاف وادي اليرموك، بمحاذاة "منطقة الجولان المحتلة ويحاذيها المملكة الأردنية الهاشمية جنوباً، وهنا لا بد من سرد المرجع التاريخي والاجتماعي، لسكان "القرية" البالغ تعدادهم حوالي 7000 نسمة، الذين يعيشون في جو من التآخي الديني والتراحم الاجتماعي، وصلة القربى، وجميع العائلات التي تسكن القرية تعود الى عشيرة وعائلة واحدة هي المناذرة وأصلهم من شبه الجزيزة العربية، فمنذ مئات السنين سكنوا القرية والمنطقة، وتفرع منها عدد من العائلات وهم: "الصبابحة، الزيادنة، الشرايدة، الحسينين، الفوايزة، الياساسنة، النصايرة، الخطاطبة، المسادين، والدمارات" وغيرهم».

يتابع: «لا بد من إطلالة على تعاقب السكان، في هذه البقعة من الأرض، كمؤشر على المقدار الذي كانت تتمتع به من نقاط جذب، إن كان من ناحية الموقع، ووفرة المياه، وصلاحية الأرض للزراعة، حيث يوجد في القرية العديد من الينابيع ومعظمها ذات غزارة كبيرة، ومن أهم عادات القرية أنه من المعيب أن يضع أي من سكان القرية جرساً على باب المنزل إذ يجب أن يكون باب المنزل والمضافة مفتوحاً ليلاً نهاراً لاستقبال الضيوف والأهل في القرية، وإذا زار البيت ضيف ولم يكن صاحب المنزل في بيته تستقبله النساء وتدخله للمضافة، ويتم تكريمه وتقديم الضيافة له لحين عودة صاحب المنزل».

قرية "كويا" من غوغل إرث

السيد "حسن غازي محمد" من سكان القرية أشار بالقول: «ما يزيد من جمال القرية ومناظرها الخلابة الينابيع الكثيرة المنتشرة فيها، وأهمها "عين السودا، عين البيضا، عين المقذا، عين النمر، عين الموت، عين الملائكة، عين النبرة"، وأهم العيون "عين رأس العين" الذي ينبع من قلب الصخر لتغور مياهه مرة أخرى تحت الأرض وتتفجر في مكان ثان، ومن ثم تغور مرة ثانية تحت الأرض، مشكلة بحيرات ومسيلات صغيرة عند كل ظهور لها فوق سطح الأرض، وما يميزها أن المياه تتدفق بقوة تزيد على 3 إنشات تستعمل في الزراعة والشرب، وما يميز هذه العيون والينابيع جريانها على مدار أيام السنة».

السيد "محمد شهاب" مدير الثانوية في القرية وابن المنطقة حدثنا عن القرية بالقول: «يوجد في القرية العديد من المدارس، والكهوف والمغاور التي سكنها الإنسان في العصور الأولى في وادي اليرموك، وتتسم القرية بهوائها العليل ومناخها اللطيف الرطب وخاصة في الشتاء، حيث هي من أكثر مناطق المحافظة مطراً لقربها من الجولان المحتل، حيث تتميز القرية بكثرة الحيوانات البرية مثل الخنازير وابن آوى والأرانب والطيور مثل الحجل والحمام البري والبط لكون مناخ القرية يتصف بأنه معتدل صيفاً وبارد جداً في الشتاء، ويوجد فيها أشجار وأعشاب برية وعطرية أهمها العليق والسدر والقريص والزعتر البري والدريهمة، والسنيرية والفلة والصفصاف، والزعرور والعلِت، والمرار، اللوف، الجلثون والعكوب، والفطر، والخبيزة، الرشاد، الخرفيش، السنيرة».

تشتهر القرية بالزراعة وتربية المواشي وهنا يتحدث المهندس "طلحت الحسين" رئيس الوحدة الإرشادية بالقول: «تشتهر قرية "كويا" بالزراعة، وتأتي أشجار الزيتون والكرمة والحمضيات بأنواعها في مقدمة الزراعات، واليوم تشهد القرية انتشار زراعة الأشجار المثمرة، إضافة إلى انتشار الزراعات الموسمية مثل الملفوف والخيار والبندورة والخس والفجل والبقدونس والكزبرة.

حيث تعمل الجمعية الفلاحية في القرية في تأمين جميع مستلزمات العمل والبذار المحسن للإخوة الفلاحين، وتأمين متطلبات أعمالهم الزراعية، والأدوية البيطرية والزراعية، وتنتشر في القرية تربية الماشية ومنها الأبقار، حيث يصل عددها إلى 400 رأس، بالإضافة لتربية وتسمين العجول، وتربيع الأغنام التي تصل إلى 2600 رأس، بالإضافة للماعز الذي يصل إلى 300 رأس، وتربية النحل التي تتجاوز خلاياه في القرية 1260 خلية على المواسم التي لا تنقطع طوال فصول السنة، حيث توضع خلايا النحل على أطراف وادي اليرموك ما جعل القرية من أكثر القرى إنتاجاً للحليب والألبان والعسل المكفول، ويرتاد القرية السياح والمصطافون والإخوة المواطنون من كافة مناطق القطر، للتمتع بمناظر الطبيعة والمياه العذبة».