يتواجد بأعداد كثيرة في منطقة "السويداء"، يعيش بين المباني ويعشش في أروقتها ومبانيها مختاراً الإنسان صديقاً له في العيش، إنه طائر "اليمام الضاحك" أو كما يطلق عليه اسم "الستيتية" في كثير من المناطق.

وربما هي المصادفة وحدها من قادت هذا الطائر ليبني عشه على نافذة منزل الأستاذ "وجيه القنطار" الباحث في مجال الطيور في دائرة حراج "السويداء"، والعامل ضمن مشروع حفظ التنوع الحيوي وادارة المحميات UNDP الممول من مرفق البيئة العالمي GEF، مما أتاح له فرصة دراسة هذا الطائر ومراقبته عن كثب.

من أهم أهدافنا في مديرية الحراج الحفاظ على الحياة البرية في محافظة "السويداء"، وخاصة أنها تشكل الموطن الأمثل لعدد من الحيوانات والطيور وحتى النباتات، وذلك بسبب مناخها وخضرتها ومقوماتها البيئية المميزة، وتقوم مديرية الحراج عن طريق عناصر مخافرها الحراجية المنتشرة على ساحة المحافظة، بالقيام بجولات دورية على المحميات لمنع الصيد ومراقبة الحياة البرية في المنطقة

حيث تحدث "لمدونة وطن –eSyria" عن طائر "اليمام الضاحك" بالقول: «يبدو أن الوعي البيئي للصيادين قلل من اصطياد هذا الطائر فازدادت أعداده في المحافظة، فأماكن وجوده هي نفسها أماكن وجود العصفور الدوري لأنهما يعيشان جنباً إلى جنب، فهو طائر أليف يبني أعشاشه في أماكن مختلفة منها الحدائق العامة والغابات والبساتين الصغيرة، وقد نراه على أسطح منازلنا ونوافذنا وفي الطرقات أي في أحياء كثيرة.

أنثى اليمام تطعم صغارها

يتواجد بأعداد كبيرة في محافظة "السويداء" حيث يبدو أنه وجد الموئل المناسب له في المحافظة نظراً لوجود مساحات واسعة من الأشجار الخضراء ومصادر المياه الوفيرة، فهو شره جداً للماء ويتواجد قرب مصادر توافرها باستمرار».

ويذكر الدكتور "دارم طباع" مدير مشروع حماية الحيوان في سورية (سبانا)* أن الستيتية أو الحمامة الضاحكة، أو الحمامة السنغالية، أو الحمامة البنية الصغيرة هي من الطيور المحببة في المجتمع الإسلامي نظراً لارتباطها باعتقاد سائد مفاده أنها حمت رسول الله (ص) وصحبه في غار حراء أثناء هجرتهم من مكة إلى المدينة عند تخفيهم في غار حراء، وقد ساهم هذا الاعتقاد في انتشار هذا النوع من الحمام ضمن البيوت والمنازل وخصوصاً المناطق المهجورة وعدم تعرضها للصيد، بحيث أصبحت تبني أعشاشها قريبة من مساكن الإنسان، وتنتشر وتتكاثر في المناطق الاستوائية في أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وصولاً إلى الهند، كما يمكن أن تشاهد توضعات منها في غرب استراليا، ويعد الموئل الطبيعي لها في المناطق الزراعية الجافة حيث تنتشر وتتكاثر هناك لاصقة أعشاشها على الأشجار ويتوضع فيها عادة زوج من البيض الأبيض.‏

الباحث "وجيه القنطار"

أما عن فترة التربية وبناء الأعشاش وعدد البيوض فيضيف الأستاذ "وجيه" بالقول: «راقبت أنثى هذا الطائر جيداً أثناء فترة تعشيشها على نافذة منزلي، من فترة بنائها العش هي والذكر حتى فقس بيوضها وطيران صغارها، في البداية كانت تصاب بالذعر كلما اقتربت من النافذة، إلا أنها ألفت وجودي فيما بعد وخاصة بعدما أصبحت أضع لها الحبوب والماء، بدا من خلال مراقبة الطائر أن فترة التربية تكون على مدار العام وخصوصاً من آذار إلى أيار ومن أيلول حتى تشرين الثاني، تضع الأنثى بيضتين بالعش وتفقس بعد 15 يوماً، ثم تبدأ الأنثى برعاية صغارها فترة 15 يوماً وهو يوم الطيران بالنسبة للفراخ، بمراقبة الفراخ وهي تتغذى بالأيام الأولى من أمها وأبيها، وجدنا أنها تضع منقارها بحويصلة الأم أو الأب لتتغذى من خلالها، حيث يحولان الغذاء بحويصلتهما إلى مادة لزجة فيها كثيراً من البروتينات والمواد الغذائية تستطيع أن تسميها بلبن العصفور أو حليب الطيور، فهو مادة شبيهة بلبن الحيوانات لكن لونها أصفر مخضر، وذلك على مدى أربعة أيام لتبدأ بعدها بتغذية صغارها على الحبوب والحشرات بعد اليوم الرابع».

لليمام الضاحك علامات تميزه من باقي أنواع اليمام، وهذا ما أشار إليه الاستاذ "وجيه" بالقول: «لون الطائر بشكل عام بني محمر ونهايات الأجنحة من الأعلى يغلب عليها اللون الرمادي المزرق، ويوجد صبغة وردية على الرأس والرقبة والصدر، أما الأجزاء السفلية من الجسم أي في منطقة البطن وتحت الذيل غالباً ما تكون بيضاء ويوجد في أسفل الرقبة بقع بنية وسوداء على شكل طوق، وهي علامة مميزة لهذا النوع من اليمام، وهذه العلامات لا توجد في الصغار، أما الأقدام والسيقان حمراء أرجوانية، والذيل يكون غالباً طويل، والعينان سوداوان جداً.

صغير اليمام يستعد للطيران في أولى محاولاته

يبلغ طول اليمامة من 23- 26 سم وطول أجنحتها منفردة من 40 – 45 سم، وهي تتواجد في كافة أنحاء أفريقيا والوطن العربي، وآسيا الصغرى إلى الهند والمنطقة الشمالية الغربية للصين وفي أستراليا، غذاؤها الرئيسي البذور والحبوب الصغيرة والحشرات وتفضل منها النمل الأبيض».

المهندس "نزيه عماشة" مدير دائرة الحراج في "السويداء" ذكر بالقول: «من أهم أهدافنا في مديرية الحراج الحفاظ على الحياة البرية في محافظة "السويداء"، وخاصة أنها تشكل الموطن الأمثل لعدد من الحيوانات والطيور وحتى النباتات، وذلك بسبب مناخها وخضرتها ومقوماتها البيئية المميزة، وتقوم مديرية الحراج عن طريق عناصر مخافرها الحراجية المنتشرة على ساحة المحافظة، بالقيام بجولات دورية على المحميات لمنع الصيد ومراقبة الحياة البرية في المنطقة».

*المصدر: جريدة الثورة السورية- 2009