مجموعة من اللقى والقطع واللوحات الأثرية معروضة في قاعة "تل حلف" في المتحف الوطني بحلب وهي تتحدث بكل فخر عن إبداعات أجدادنا السوريين الحضارية والتاريخية.

موقع eAleppo جال في أرجاء القاعة بتارخ 19/11/2011 وهناك التقى عدداً من زوارها والبداية كانت مع الطالب الجامعي "شيار إبراهيم إبراهيم" لغة انكليزية وهو من منطقة "عفرين" الذي قال: «تشكل معروضات قاعة "تل حلف" بمجملها هوية أجدادنا وبصمتهم التاريخية ومساهمتهم الفاعلة في تاريخ الحضارة البشرية.

قاعة "تل حلف" هي إحدى القاعات الثلاث التي يضمها جناح "تل حلف" وهو أحد أجنحة "متحف الآثار السورية القديمة" بالمتحف الوطني. يعد "تل حلف" من أهم التلال الأثرية في محافظة "الحسكة" السورية ويقع إلى الجنوب من مدينة "رأس العين" وعلى مسافة حوالي 2 كم عند منابع "نهر الخابور"

تضم هذه القاعة كما تشاهدون مجموعة من القطع الأثرية التي تتحدث عن تاريخ أحد التلال الأثرية الهامة في الجزيرة السورية هو "تل حلف" الذي يعود إلى ما قبل الميلاد بحوالي ألف عام وبذلك تشكل القاعة بمعروضاتها أهمية كبيرة في عدة نواح، فمن ناحية تعد أحد مراكز الجذب السياحي لمدينة "حلب" عموماً والمتحف بشكل خاص حيث يؤمها السياح والزوار من مختلف أنحاء العالم للتعرّف على حضارتنا وتاريخنا المجيد، ومن ناحية أخرى فهي أحد مراكز جذب الباحثين والدارسين للكتابة والبحث عن حقبة مهمة من حقب بلدنا سورية».

جانب من معروضات القاعة

"سعد الله محمد" من حي "الشيخ طه" بحلب قال: «أنا من محبي السياحة والمعرفة وقد زرت في حياتي معظم المناطق الأثرية في سورية مثل "تدمر" و"أوغاريت" و"قلعة حلب" و"قلعة صلاح الدين" وغيرها الكثير واليوم قررت زيارة المتحف الوطني وهو بشكل عام أحد كنوز السياحة والمعرفة في سورية إذ يضم مئات القطع الأثرية التي تعود إلى مختلف العصور التاريخية في سورية الشمالية والجزيرة.

بالنسبة لقاعة "تل حلف" هي برأيي من أهم القاعات في المتحف لما تحويه من نصب ولوحات جدارية بازلتية تجسد جزءاً كبيراً من حياة الناس في "تل حلف" وتعبر عن عراقة الفن السوري وتفوّق الفنان السوري منذ أقدم العصور وحتى اليوم، الشيء الجميل واللافت هو طريقة عرض القطع الأثرية وترتيبها ووضع الشروحات على كل قطعة ما يتيح المجال للزائر الأجنبي التعرّف على تاريخ القطعة وأهميتها ووظيفتها».

نماذج من تماثيل تل حلف في مدخل المتحف الوطني بحلب

أخيراً التقينا الأستاذ "أحمد عثمان" أمين متحف الآثار السورية القديمة الذي حدثنا عن القاعة بالقول: «قاعة "تل حلف" هي إحدى القاعات الثلاث التي يضمها جناح "تل حلف" وهو أحد أجنحة "متحف الآثار السورية القديمة" بالمتحف الوطني.

يعد "تل حلف" من أهم التلال الأثرية في محافظة "الحسكة" السورية ويقع إلى الجنوب من مدينة "رأس العين" وعلى مسافة حوالي 2 كم عند منابع "نهر الخابور"».

الأستاذ أحمد عثمان

وقال مضيفاً: «أول من اكتشف هذا التل في ثلاثينيات القرن الماضي هو العالم الألماني البارون "ماكس فون اوبنهايم" حين علم بالعثور على بعض التماثيل مصادفةً من قبل الأهالي بينما كانوا يحفرون قبراً لأحد موتاهم، وقد عثر على منحوتات بازلتية كانت تزين جدران المعبد والقصر، كما اشتهر الموقع بالخزف الحلفي العائد إلى الألف السادس ق.م بالإضافة إلى أنها كانت عاصمة مملكة "بيت بخياني" الآرامية /مدينة "جوزانا" القديمة/ وفيها العديد من القصور والمعابد، وأنشأ في مدينة "برلين" الألمانية متحفاً خاصاً يضم الآثار المكتشفة في "تل حلف"، وفي مدخل متحف "حلب" نموذج من تماثيل كشف عنها في هذا التل.

ومن أهم معروضات قاعة "تل حلف" منحوتة بازلتية تمثل كائنين مركبين من إنسان وثور يحملان قرص الشمس المجنحة ورجل بوضعية الركوع يعود إلى أوائل الألف الأول قبل الميلاد، وتمثال الإلهة "عشتار" وتعود إلى الألف الأول قبل الميلاد نقش عليها ما يلي: قصر كابارا بن خديانو، ما لم يفعله أبي وجدي المؤلهان /أي المتوفيان/ فعلته، من يمح اسمي- أيّاً كان- ويضع اسمه مكانه، ليته يحرق سبعة من أبنائه أمام الإله أدد، وتسلم سبع من بناته كعاهرات إلى الإلهة عشتار، عبدي ايلو دون، اسم الملك.

ومن المعروضات أيضاً عدد من لوحات حجرية كانت تغطي الجزء السفلي من جدران القصر ولوحة حجرية عليها مشهد الصيد البري تمثل صيد أيل وصيد الثور، ومنحوتة الرجل- الطائر- العقرب مهمته حراسة البوابة وتعود إلى الألف الأول قبل الميلاد».