كبار، وصغار، يكتشفون صبيحة كل يوم جمعة مناطق جميلة من بلادهم فيقطعونها مجتمعين سيراً عبر برنامج "المسير الرياضي".

موقع eSyria التقى المشاركين بهذا النشاط الاجتماعي، حيث وجدت السيدة "براءة عاشور" في المسير متعة إضافة إلى النشاط البدني، وتضيف: «في المسير يمكن التعرف على أصدقاء جدد، والأهم من ذلك أنه يتيح لنا الفرصة لاكتشاف جمال المناطق المحيطة بنا، وهذا نادراً ما نفكر به في الأيام العادية».

نعمل بروح الفريق الواحد بين جميع الأعضاء، والمسير يعلمنا الصبر، ويخلق روح التآلف بين الأعضاء

الأستاذ الباحث "محمد الجندي" من أكثر المتابعين لهذا البرنامج وهو الذي دخل عقده الثامن، يقول: «حنين الإنسان دائماً لما يفقده، وأنا لست من الباكين على الأطلال، ولكني أحاول أن أعيش مرحلة الشباب العزيزة، كما أني اشعر بالفخر والارتياح مما يحصل في هذا المسير خاصة الاحتكاك بين الأجيال، وفي كل مرة أجد نفسي أسير شاب أو فتاة يقطعون معي مسافة طويلة يدور خلالها نقاشات متعددة، هذا أمر أحتاجه أنا كما يحتاجه الشاب ليزداد هو خبرة، ولأعيش من خلاله شبابي».

"فادي النظامي" مشرف على المسير الرياضي

السيد "فادي النظامي" أحد المشرفين على برنامج "المسير الرياضي" يقول: «انطلقت فكرة "المسير الرياضي" منذ تأسيس الجمعية والغاية منه خلق نشاط رياضي لكبار السن، هذا الأمر بدأ بالتراجع نسبياً خاصة في فترات الشتاء، وعندما أعدنا العمل في هذا البرنامج استخدمنا أسلوباً آخر وهو نشر فكرة هذا النشاط بين مختلف الأعمار، والبداية عبارة عن رحلات داخلية الغاية منها رياضة وصحة بدنية في الدرجة الأولى، الأمر الآخر هو التعرف على طبيعتنا التي لم نجد فيها يوماً ما يشدنا إليها لأننا لم نفكر فيها بعين الرحالة، ولما أصبحنا نراها بهذه العين اختلفت كلياً، وبدت لنا غاية في الجمال».

ولأن "جمعية أصدقاء سلمية" من المهتمين بالحفاظ على البيئة، كان من مهام المسير الرياضي العمل في هذا الاتجاه، وهنا يقول السيد "فادي": «التعليمات التي على الجميع الالتزام بها هي المحافظة على نظافة المكان الذي نزوره أو نحط فيه للاستراحة والطعام، هذا الشيء نجده بصورة سيئة عند الكثير من زوار "جبل عين الزرقاء" الذين يتركون مخلفات جلساتهم ويرحلون عن المكان غير آبهين بما ستسببه هذه المخلفات، ونحن نعمل على هذا الأمر، زيارة المكان، المكوث فيه، والرحيل عنه بعد تنظيفه».

يقطعون الجبال سيراً

من جهة أخرى التقينا السيد "حسن جعفر" عضو مجلس إدارة الجمعية والمشرف على "المسير الرياضي" الذي تحدث عن أهمية هذا البرنامج من نواحٍ عدة، يتابع قائلاً: «ربما من أهم عوامل نجاح هذا المشروع هو الغايات المطلوبة منه، فإن كانت الرياضة أهم العوامل لكنها ليست الوحيدة، فمن خلال تدارسنا لتطوير عمل البرنامج أطلقنا مسيراً خاصاً بالأطفال، هذا الأمر انعكس إيجاباً على الأهالي، وزادنا ثقة بما نقوم به من خلال دعمهم لنا وتشجيعنا، والتواصل الدائم معنا، والاهتمام الأكبر بالأماكن التي سنزورها لاحقاً، وهو أمر خلق نوعاً من الثقة بيننا وبينهم».

ويضيف: «نعمل بروح الفريق الواحد بين جميع الأعضاء، والمسير يعلمنا الصبر، ويخلق روح التآلف بين الأعضاء».

استراحة لبعض الوقت

ولمعرفة دور الجمعية في دعم البرامج التي يقترحها الأعضاء التقينا الدكتور "محمد الدبيّات" رئيس الجمعية، فقال: «كل البرامج التي تطور عمل الجمعية وتخلق نوعاً من التآلف بين أبناء المجتمع في مدينتنا نمده بالدعم والرعاية، وعندما أطلقنا هذا البرنامج كان الغاية منه معرفة مناطقنا تحت شعار "اعرف بلادك"، كذلك من خلاله يمكن الترويج لبرامج الجمعية الأخرى خاصة منها الثقافية والبيئية».

ونقتبس من الأستاذ "حيدر حيدر" احد المداومين على المشاركة المسير الرياضي، والذي بدأ يكتب فيما يسمى "من وحي المسير الرياضي"، يقول: «كان صديقي في بعض مراحل المسير اليوم، شاب مغترب يعمل في الإمارات العربيّة المتحدة، جاء بإجازة قصيرة لقضاء بعض الأعمال الخاصة، ودار حوارنا عن طبيعة عمله، وعن شجون الغربة وهمومها وروى لي صديقي المغترب، والذي رافقني في بعض مراحل دروب مسير اليوم، عن معاناته في غربته مع ابنيه اللذين وضعهما في مدارس خاصة أقساطها السّنوية مرتفعة جداً، ولأنّ المغترب لا يحقّ له وَضع أولاده في مدارس رسميّة حكومية، ولولا تعاون الأب والأم التي تعمل مدرسة أيضاً، لما استطاعا تغطية مصاريف دراسة».