الراحل "عمر أميرالاي" الموجود دائماً حضر هذا العام في سياق مهرجان الأفلام الفرنسية العربية من خلال عرض لفيلمه الوثائقي "الحياة اليومية في قرية سورية".
هذا الفيلم الذي يجسد الحياة الواقعية اليومية للعشائر في منطقة نائية في مكان بشرق "سورية"، فهذه الخطوة تمثل بادرة مهمة على صعيد السينما وخاصة أن الفيلم ممنوع من العرض منذ السبعينات.
الكاتب "سعد الله ونوس" والمخرج "عمر أميرالاي" موهبتان استطاعتا في ذلك الوقت من تاريخ "سورية" صناعة سينما تسجيلية، كانا يملكان حلم مباشر فيه التزام سياسي اجتماعي
موقع "eDmascus" بتاريخ 9/7/2011 ضمن فعاليات مهرجان الأفلام الفرنسية العربية حضر فيلم "الحياة اليومية في قرية سورية" للمخرج "عمر أميرالاي"، حيث تحدث عن الفيلم المخرج "نضال الدبس"فقال: «الفيلم عرض في السبعينيات في مهرجان كان قد نظمه النادي السينمائي، كان حدثاً استثنائياً عندما سمعنا بالسماح بعرض الفيلم، لكن للأسف الفيلم لم يعرض لأنه بعد الذهاب لمستودع المؤسسة العامة للسينما لجلب الفيلم ،لكن لم يكن هناك وجود لنسخة عن الفيلم، لكن رغم ذلك تم الحديث عن الفيلم للحضور وكأنه تم عرضه، الفيلم رغم مرور 38عاماً عليه يملك حرية، فيه روح الشباب لدى "عمر"، استطاع كسينمائي موجود في مكان بعيد ونائي بخلق صلة مع هؤلاء الناس ويدخل إلى أعماقهم رغم قسوة المكان الموجودين فيه، خلق علاقة على المستوى الإنساني لتصل الصورة التي تملك القدرة لتمثل التمثيل الأجمل، فبخلقه هذه العلاقة بينهم يجسد روح الفلاح الموجود في شخصيته».
والمخرج "عروة نيربية" قال: «أسأل نفسي كل يوم ماذا كان عمر ليقول هذا المساء، ثم يحضر عمر بتجانسه المعتاد بوضوحه المستمر وبصوت جوهري من النور بدون مساواة، بأناقة وثائقية يفعل "عمر" ذلك، هكذا هو "عمر" كلما شعر بلحظة الخوف من أن يعبّر يحمر وجهه فيصمت ليعود في اليوم التالي فيتحدث، كان صراعه مع الخوف مستمراً وكان ينتصر عليه كل يوم ، يوماً بعد يوم، أترون اليوم صورة انتصار "عمر" الأول على خوفه، خوفنا جميعاً سترون اليوم مخاف رقيب بعده رقيب من أن ترون، سترونه اليوم لأن رقيباً أخير قد خاف، سترون ما يفعله تكنين الفن النقدي كم هو يضيع الفرص، اليوم إكراماً لـ"عمر" أميرالاي السينما أمير حرية الصوت والصورة، الذي نسج السينما بموهبة بماء الفرات الذي ينسج الخضرة حوله، الذي راقب الناس من شباك بيته في "الصالحية" ثم في" شارع الباكستان" ولم يمت هماً، اليوم أدعو الجميع إكراماً لـ"عمر" ولعمرات آخرين سيأتون ولآخرين كثيرين مضوا ولأرواحهم الطاهرة، إلى رفض الوصاية على عيوننا وأذاننا وعقولنا، الحرية للسينما والفخر لعمر حيث هو اليوم».
أما الدكتور "حسان عباس" فقال: «للفيلم أهمية في مسيرة "عمر" السينمائية، فالشارة الرئيسية في قناة "mbc" يوجد فيها لقطة من هذا الفيلم، أما أهميته في حياته السينمائية فاعتمد على عدة مشاهد من هذا الفيلم في أفلام أخرى، فنقطة الماء التي تتسرب من المحرك نجدها في فيلم "سعدالله ونوس"، واعتمد "عمر" على المفارقة في أفلامه، والنقطة الأخرى التي أود ذكرها هي أهمية الفيلم السياسية وله علاقة بالمفارقة في الواقع السياسي وليس في السينما، لقط المشكلة الأساسية السياسية في الحياة السورية بعد عام 1963 وهي القطع والفصل والانفصال والابتعاد والتغريب ما بين السلطة و الشعب، السلطة التي تريد أن تصلح نفسها والشعب الذي يريد الأفضل، فالضابط في الفيلم يريد أن يستثمر الوضع العشائري وهي السلطة، ويريد أن يصلح العشيرة».
الفيلم كان يترقبه الجميع لكي يتم عرضه بعد منعه من العرض 37 عاماُ، حضره عدد كبير من الحضور ولمعرفة آرائهم التقينا "أروى محمد" عن رأيها حدثتنا بالقول: «الفيلم يعود تاريخه إلى 37 عاماً وكان ممنوع من العرض، فهي تمثل تجربة خاصة وجريئة، استطاع المخرج بمعدات بسيطة أن يلتقط الحياة الواقعية والبؤس التي تعيشه هذه العشيرة في مكان نائي شرق "سورية" والتي لاتملك مقومات الحياة».
و"محمد عمر" حدثنا بالقول: «الكاتب "سعد الله ونوس" والمخرج "عمر أميرالاي" موهبتان استطاعتا في ذلك الوقت من تاريخ "سورية" صناعة سينما تسجيلية، كانا يملكان حلم مباشر فيه التزام سياسي اجتماعي».