أطلق الباحثون والخبراء على شجرة "الهوهوبا" تسمية الذهب الأخضر لما تحمله من قيمة اقتصادية وبيئية وطبيعية، فمكوناتها تستخدم في المجال الغذائي والطبي وزيوتها تصلح لتشغيل المحركات وصناعة مواد التجميل والورق..

وتنفرد هذه الشجرة بمزايا أخرى من قبيل تحملها لقلة الماء وللملوحة ولدرجات الحرارة والبرودة العالية، إضافة إلى أنها لا تحتاج إلى رعاية، ومن الممكن تخزين محصولها أو تركه على الشجرة لحين جمعه في أي وقت من العام.

أثبتت الدراسات والتجارب أن شجرة "الهوهوبا" تسهم بشكل كبير في الحد من التصحر، ولهذا فان زراعتها بصورة منظمة في البادية السورية من شانها أن تحد من زحف الرمال، إضافة إلى أن مردودها سيوفر فرص عمل للشباب في تلك المناطق

وللتعرف أكثر على هذه الشجرة وزراعتها في سورية زار موقعنا مديرية الحراج التابعة لوزارة الزراعة، وحاور المهندس "محمد عيسى" رئيس قسم الاستثمار والذي عرف بداية هذه الشجرة بقوله: «"الهوهوبا" شجرة معمرة برية مستديمة الخضرة، مقاومة لعوامل التعرية وتستخدم أحيانا لتثبيت الرمال، وتعتبر زراعتها من أسهل الزراعات لنموها في أنواع مختلفة من التربة، كما أن احتياجاتها المائية ليست كبيرة، ولا تحتاج إلى خدمات زراعية كالتقليم وغيره».

زراعتها في المناطق الصحراوية

ولأهمية هذه الشجرة أعدت وزارة البيئة دراسة حول القيمة الاقتصادية والغذائية والطبية لثمار وأوراق الشجرة، وهي تأتي ضمن خطة الوزارة لمقاومة التصحر والجفاف والتغيرات المناخية ضمن إطار التنمية المستدامة.‏

وحول مناطق انتشارها في سورية قال "عيسى": «زراعة شجرة "الهوهوبا" دخلت إلى سورية في بداية الثمانينيات، ولا تزال مناطق زراعتها محدودة لكنها بصورة عامة تتركز في البادية السورية، وفي المناطق الشرقية، إضافة إلى زراعتها لدى بعض المشاتل التابعة لوزارة الزراعة، والمشاتل الخاصة».

تنوع في مناطق نموها

ويذكر لنا "عيسى" بعضاً من مزايا وصفات هذه الشجرة: «تسمية هذه الشجرة بالذهب الأخضر جاء بناءً على فوائدها الصحية والبيئية والغذائية والاقتصادية، وحاليا يزداد الطلب عليها بشكل كبير بسبب مزاياها، ولا سيما في مجال تصنيع مستحضرات التجميل، وعدد من المنتجات الطبية، إضافة إلى استخدام زيوتها كبديل لزيوت المحركات الثقيلة، لكونه يحتفظ بلزوجته تحت درجة حرارة مرتفعة تصل إلى 390 درجة، فضلاً عن استخدام قشور ثمارها كسماد عضوي لأشجار الفاكهة بدلاً من استخدام الأسمدة الصناعية».

ويوضح لنا المهندس الزراعي "بسام حمود" أهمية هذه الشجرة وقيمتها ولاسيما بالنسبة للبادية السورية: «أثبتت الدراسات والتجارب أن شجرة "الهوهوبا" تسهم بشكل كبير في الحد من التصحر، ولهذا فان زراعتها بصورة منظمة في البادية السورية من شانها أن تحد من زحف الرمال، إضافة إلى أن مردودها سيوفر فرص عمل للشباب في تلك المناطق».

ثمار الهوهوبا

ويرى "حمود" أنه بالإمكان استغلال الميزات التي تتمتع بها هذه الشجرة من كافة النواحي لتطوير صناعة التجميل في سورية، على اعتبار أن مكوناتها تستخدم في العديد من مواد التجميل.

ويضيف "حمود": «هذه الشجرة لاقت اهتماماً واسعاً في العديد من دول العالم لما تنفرد به من ميزات وصفات، ومنها احتواء البذور على زيت من نوع الشمع السائل وهو فريد من نوعه، ويمكن أن يكون بديلا لزيت كبد الحوت الذي أصبح قليلاً، كذلك يمكن لهذه الشجرة أن تنمو في الأراضي الهامشية غير القابلة للاستزراع بمحاصيل أخرى، ومقاومتها العالية للملوحة وعدم الحاجة للتسميد، وقلة التعرض للإصابة بالأمراض والحشرات». ‏

وحول طرق استخراج زيتها بين "حمود": «تحتوي بذور "الهوهوبا" على نسبة عالية من وزنها زيتاً، ويستخرج الزيت باستخدام معاصر الزيوت العادية المستخدمة لاستخراج زيت الزيتون، وهذه المعاصر يمكنها استخراج حوالي 85% من الكمية الموجودة في البذور، أما الكمية المتبقية فيتم استخلاصها من خلال استخدام المذيبات الكيميائية».

وزيت "الهوهوبا" أصفر اللون وعديم الرائحة ومقاوم للفساد، وله استخدامات عديدة ومتنوعة في مستحضرات التجميل، وصناعة الشامبو، والدهانات والشموع ومواد التنظيف والصمغ والبلاستيك، وحالياً النسبة الأكبر من الزيت المنتج عالمياً يستخدم في مواد التجميل، أيضاً يتم استخدام الزيت في صناعة بعض الأدوية والعقاقير الخافضة للحرارة والمسكنات، وفي علاج الالتهابات.