مع نهاية فصل الشتاء البارد وحلول الربيع حيث يعم الدفء ربوع الجزيرة، يبدأ مربو الأغنام بعملية إزالة ثياب الصوف التي تلتف بها الأغنام طوال العام، مما يفيد الأغنام من الناحية الصحية ويفيد المربين من الناحية الاقتصادية.

موقع "eHasakeh" دون هذه العملية واستقصى عن أهميتها من خلال اللقاءات التالية، وكانت البداية مع مربي الأغنام السيد "عمر المحمد" من سكان قرية "خربة الدبس" الذي تحدث قائلاً: «يشكّل الصوف رداءً يلفّ جسم "الأغنام" ويحميها من البرد ويساعدها على الاحتفاظ بحرارتها في فصل الشتاء، وفي مثل هذه الأوقات من كل عام عندما يتغير الطقس ويحلّ الدفء مع بداية شهر نيسان، يصبح هذا "الصوف" عبئاً على "الأغنام" فتبدأ بالتخلص منه بشكل ذاتي، فنقوم نحن باستباق ذلك من خلال ما يسمى عملية "جزّ الصوف" وهي "عملية قطع وإزالة الفروة من الشاة" لنستفيد من هذا الصوف، الأمر الذي يعود علينا بالنفع الاقتصادي».

يشكّل الصوف رداءً يلفّ جسم "الأغنام" ويحميها من البرد ويساعدها على الاحتفاظ بحرارتها في فصل الشتاء، وفي مثل هذه الأوقات من كل عام عندما يتغير الطقس ويحلّ الدفء مع بداية شهر نيسان، يصبح هذا "الصوف" عبئاً على "الأغنام" فتبدأ بالتخلص منه بشكل ذاتي، فنقوم نحن باستباق ذلك من خلال ما يسمى عملية "جزّ الصوف" وهي "عملية قطع وإزالة الفروة من الشاة" لنستفيد من هذا الصوف، الأمر الذي يعود علينا بالنفع الاقتصادي

ويضيف "المحمد": «تُجزّ الأغنام مرة واحدة سنوياً ويستخدم البعض فيها "آلات جزّ كهربائية" حديثة، لكننا هنا نستخدم آلات جزّ بسيطة وبدائية هي نفسها التي كان أجدادنا يستخدمونها وهي "الهفرنك" "الجزازة" وهي عبارة عن قطعتين من المعدن في طرف كل قطعة نصل حاد سنّهما وجمعهما على شكل مقص، يتم تجهيزها مسبقاً لتسهيل عملية "الجزّ"، وينبغي على الشخص الذي يقوم بعملية الجزّ أن يكون خبيراً حتى لا يؤذي "الشاة"، وهناك عدة معايير للحكم على عملية "الجز" منها عدم إلحاق الأذى بالشاة والحصول على أطول "تيل صوف" ممكن والمحافظة على الصوف المجزوز كقطعة واحدة لتسهيل عملية فرزه وتنظيفه وتخزينه».

الاغنام قبل وبعد عملية الجز

"الحاج خضر" تاجر صوف من منطقة "رأس العين" تحدث عن أنواع الصوف وجودته وعملية فرزه بالقول: «يوجد عدة أنواع من "صوف الأغنام" في الجزيرة تصنف بحسب "الأغنام" مصدر هذا الصوف، وتعتمد نوعية الصوف على العمر والحالة الصحية للأغنام والظروف التي تعيش فيه، حيث تنتج الأغنام الصغيرة أحسن الأصواف، ويسمى أنعم وأجود أنواع الصوف "الصوف الناعم"، وهو ينتج من أغنام يتراوح عمرها ما بين 6 و 12 شهراً، وتنتج أنواع الصوف الرديئة من الأغنام المريضة أو النافقة ويُطلق على الصوف المُنتج من الأغنام المذبوحة للحصول على اللحوم أو الأغنام النافقة "الصوف المملوخ" وأحياناً يسمى "صوف قشرة" أو "صوف زلق".

وتعطي الأغنام المُسنَّة أصوافا معقدة أو متشابكة ينتج عنها "صوف الفُرشِ"، وتتدخل الألوان أيضا في عملية التصنيف وتحديد الجودة، وهناك عدة ألوان للصوف أفضلها هو "الصوف الأبيض"، كما أن طول التيلة مهم جداً في تحديد الجودة، وعموماً يمكن اعتبار الأصواف التي تأتي من "الأغنام الجزراوية" أنواعاً جيدة».

يضيف" الحاج خضر": «وفق معايير معينة يتم في هذه المرحلة إزالة القطع "المبقعة" أو التالفة أو الأجسام الغريبة من كل "جزة" (كمية الصوف الناتجة عن جزّ كل شاة واحدة)، ويقومون بفرز باقي "الجزة" طبقاً للمعايير السابقة، وتفرض نوعية الطلب على "الصوف" أحيانا أموراً محددة يجب الالتزام بها أثناء الجزّ والفرز والتصنيف، فمثلاً عندما يكون الطلب على الصوف لأجل "مصانع النسيج" عندها علينا أن نلزم "مربي الأغنام" و"الجزازين" بأمور معينة كتوخي المحافظة على طول "التيلة" قدر الإمكان الأمر الذي له أهمية خاصة في "صناعة النسيج"».

البيطري "علي محمد" تحدث عن أهمية "عملية جزّ الصوف" سواء للأغنام أو لمربي الأغنام فقال: «عملية "جزّ الصوف" هي عملية دورية مهمة، إذ يجب على مربي الأغنام أن يولوها أهمية خاصة وذلك لأمرين أولا: لكونها عملية تفيد الأغنام من الناحية الصحية، حيث إن إزالة الصوف الذي يشكل في فصل الصيف عبئاً على الأغنام يساعد على زيادة نشاطها بالتالي زيادة في الإنتاج، ثانياً: لكون هذا الصوف يُشكل مصدر دخل إضافيا مهما لمربي الأغنام بالتالي يؤدي إلى استمرارهم في هذه المهنة الهامة ويساعد على تطويرها، كما تؤمّن عملية "جزّ الصوف" المواد الأولية لصناعات مهمة كصناعة النسيج والسجاد، وبعض الصناعات الأخرى، وتُستخرج مادة "اللانولين" من زيوت الصوف وهي تُستخدم في صناعة مطريات اليد وبعض مواد التجميل الأخرى، ويجب الانتباه إلى التوقيت الذي تتم فيها العملية فان تبكيرها قد يضر بصحة الأغنام، والفترة المثالية للقيام بهذه العملية هي مع بداية شهر نيسان إلى نهاية شهر أيار، حيث تقلّ عملية إفراز "دهن الصوف" وهي المادة العازلة التي تفرزها جلود الأغنام ما يسهل "عملية الجزّ"».

بعد خلع ثوب الصوف