نظراً للدور الذي تلعبه الطيور البرية في التوازن البيئي فضلاً عن إضفاء الصفة الجمالية للطبيعة، دأب الباحث "يوسف الزعبي" على متابعة الرصد والتوثيق العلمي للطيور بكل شغف واهتمام، لتكون أعماله نواة مستقبلية لتوثيق الطيور الموجودة والمهاجرة عبر الأراضي السورية.

موقع "eDaraa" التقى بتاريخ "12/3/2011" السيد "أحمد القبلاوي" مدير شؤون البيئة "بدرعا" ليحدثنا فقال: «نثني على الجهود الحثيثة التي قام بها الباحث "الزعبي" من خلال مشروع هام جداً يعمل على توثيق الطيور التي هي جزء من التنوع الحيوي ولتميز عمله بالخطوات العلمية الصحيحة، فمما سجل وصور أنواع كثيرة منها: طائر "القبرة الصحراوية؛ القبرة المعرفة؛ الهدهد؛ البومة الصغيرة ؛ حمامة النخل؛ الحمامة المطوقة؛ خطاف المنازل"، فضلاً عن العديد من الطيور التي أثبت وجودها بعد أن لم ترصدها اجتهادات المستشرقين مثل طائر الحباري».

أسعى- بإذن الله- لنشر أول موسوعة علمية موثقة بالصور والمعلومات المستنبطة من الحقل مباشرة عن الطيور البرية في المنطقة الجنوبية

وعند لقاء الخبير "الزعبي" الذي كلف ليكون ضمن أول لجنة على مستوى سورية تعمل حالياً على متابعة المسح الميداني للطيور المتواجدة على ساحة المحافظات الجنوبية الثلاث "درعا؛ السويداء؛ القنيطرة" أثناء فترة التكاثر، حدثنا عن بداياته ليقول: «بدأت في الثمانينيات بمراقبة الطيور على شكل هواية إلى أن كان لي أول مقال في صحيفة جامعية سعودية عام /1990/ ما شجعني على تعلم الإنكليزية لمتابعة كل ما هو جديد عالمياً لأعمل بحماس في هذا المجال الفريد من نوعه».

السيد أحمد القبلاوي

وتابع قائلاً: «أما فعلياً فقد بدأت بالمسح العلمي الميداني الدقيق ومطابقة النتائج عبر المواقع العلمية العالمية عام /2005/ منطلقاً من "درعا" متجهاً إلى السويداء والقنيطرة».

وأشار إلى النتائج المتحققة حتى الآن فقال: «تم عمل مسح علمي ميداني موثق بالصور يعتبر الأول من نوعه على مستوى القطر، وكذلك توثيق أكثر من /90/ نوعاً من أعشاش طيور بعضها مهدد بالانقراض مثل طائر النعّار السوري وتصويرها بمئات الصور وبأحدث أجهزة التصوير الرقمي، بالإضافة لتسجيل آلاف الأنواع وتوثيق حالاتها سواء كانت "مهاجرة؛ متجولة؛ زائرة" في فصول "الخريف؛ الشتاء؛ الصيف"، كما جمعت المعلومات الحقلية الموثقة عن الطيور البرية في المحافظات الثلاث المذكورة آنفاً تسجل لأول مرة».

الزعبي في منطقة اللجاة

وأضاف: «تم اكتساب الخبرة الحقلية في طيور ومجاهل بيئات المنطقة الجنوبية "الحماد؛ البادية؛ الحرات؛ الصفاة؛ وادي اليرموك"؛ بالإضافة لجمع آلاف الصور المعبرة لبيئات ومواقع تواجدها في المنطقة، فضلاً عن توثيق أواصر التعاون مع الهيئات العلمية المحلية والعالمية».

أما إن كان له أبحاث منشورة أو ينوي نشرها فقد قال: «نشر أول بحث علمي موثق عن "البومات المتكاثرة في درعا" في المواقع العالمية والذي كان سبباً لقبولي عضواً في منظمة عالمية هي مشروع البومات العالمي، كما كنت أنوي إصدار الجزء الأول عن طيور المنطقة الجنوبية إلا أنني وبعد استشارة ذوي النهى وعثوري أثناء المسح المستمر على كثير من الأنواع الجديدة قررت التريث في ذلك».

الصفار الذهبي-من طيور درعا المهاجرة

وعن الوضع الراهن لطيور المنطقة الجنوبية قال "الزعبي": «هو في تدهور وتناقص بسبب الصيد أولاً ثم انحسار الموئل وتغير المناخ الذي بدا يظهر جلياً باستثناء بعض روافد وادي اليرموك التي تبهج القلب كون هذا الوادي منطقة طير مهمة حسب التصنيف العالمي في درعا».

وفي سؤالنا عن آفاقه المستقبلية قال "الزعبي"ك «أسعى- بإذن الله- لنشر أول موسوعة علمية موثقة بالصور والمعلومات المستنبطة من الحقل مباشرة عن الطيور البرية في المنطقة الجنوبية».

يشار إلى أن الباحث "يوسف الزعبي" قد ألقى العديد من المحاضرات الموثقة بالصور عبر الإسقاط الضوئي المباشر التي تنوعت مواضيعها ما بين "أهمية الطيور البرية للبيئة وتأثير التغير المناخي عليها وهجرتها وسبل حمايتها والتعريف بنتائج المسح النهائي للمنطقة الجنوبية"، وذلك في صالات مديريات ومراكز الثقافة لكل من "دمشق؛ تدمر؛ درعا؛ السويداء؛ القنيطرة".