يطلق عليه أهل "دمشق" لقب "باب الفقراء" وسوق محدودي الدخل، إنها سوق محلة باب سريجة التاريخية القديمة التي تمتد من سور «المدينة القديمة» عند باب الجابية وحتى منطقة شارع "خالد بن الوليد" بالقرب من منطقة القنوات التاريخية شرقاً وغرباً وبطول يقدر بنحو 1كم.

مئات الدكاكين تخصصت في بيع المواد الغذائية وأهمها الخضار والفاكهة والمخللات واللحوم والأجبان والألبان والزيتون بأنواعه، كما تخصص بعضها في بيع وتحضير معظم أنواع الحلويات الدمشقية المعروفة.

يقع هذا السوق في وسط دمشق؛ خارج أسوار المدينة القديمة من جهة الغرب، ويبدأ عند "باب الجابية" شرقاً ويمتد ليصل شارع "خالد بن الوليد"، وهو الحد الفاصل بين حي "السويقة" وحي "القنوات"؛ حيث يقع شمال "حي السويقة" وجنوب "حي القنوات"

وهي تشهد في الأيام العادية ازدحاماً شديداً من قبل المتسوقين خاصة ذوي الدخل المحدود والموظفين منهم لأن أسعار البضاعة في محلاتها رخيصة نسبياً إذا ما قيست بأسعار أسواق دمشق الأخرى.

الحاج "نور الدين بركات"

ألوان زاهية؛ أنفاس زكية؛ وجدران تعود بالزائر إلى الماضي؛ هي سمات ارتبطت بسوق "باب سريجة"؛ هذا السوق الذي يتكئ على "سور دمشق القديم" ويصل حتى شارع "خالد بن الوليد" نابضاً بالحياة على مدار العام.

موقع eSyria جال في سوق "باب سريجة" بتاريخ "18/1/2011" والتقى السيدة "سوزان محايري" التي كانت تتجول في السوق، وعن أسباب ترددها على هذا السوق حدثتنا قائلة: «اعتدت التسوق في سوق "باب سريجة" كل يوم سبت؛ واقتناء ما أحتاجه طوال الأسبوع؛ لأن السوق يبيع جميع أنواع الخضار والفواكه واللحوم الطازجة والقهوة والبهارات والحلويات العربية والسحلب والمعلبات والمخللات وغيرها؛ وأكثر ما يشدني إلى هذا السوق هو رائحته وتنوع موجوداته؛ وهو يذكرني بطفولتي؛ عندما كنت أتجول به برفقة والدي».

"سوق باب سريجة" - يبدأ من "باب الجابية" وينتهي عند شارع "خالد بن الوليد"

السيد "بهاء تيناوي" صاحب متجر لبيع الخضراوات في السوق، تحدث عن عُمْر السوق بالقول: «يعد هذا السوق من الأسواق التجارية القديمة في دمشق ويعود بناؤه إلى العهد العثماني وهو يشتهر ببيع المنتجات الاستهلاكية والتموينية، كما يعد هذا السوق من الأسواق المزدحمة كثيراً وزواره لا يأتون من الحي فقط؛ بل تجد أن هناك دائماً سُياحاً عرباً وأجانب».

السوق ينتمي إلى الطراز العثماني؛ وله ذكر في الكتب والمراجع القديمة التي تناولت دمشق(*)؛ الحاج "نور الدين بركات"- من أهالي حي "باب سريجة"- ذكر أن السوق يصنف من آثار دمشق التي يمنع تعديل طرازها، وعن ذكرياته في السوق كيف كان قديماً أضاف بقوله: «في الحقيقة بدأت العمل في السوق منذ /65/عاماً وما زلت أتذكر كيف كان هذا السوق مركزاً لتبادل السلع والبضائع، وأحب الإشارة إلى أن هذا السوق كان مغطى بالكامل بشكل يشبه سوق الحميدية؛ وكانت تأتي إلى السوق القوافل التجارية؛ كما كان هذا السوق مقصداً لكثير من أهالي القرى المحيطة بدمشق؛ والذين يأتون لبيع منتجاتهم والتزود بما يحتاجونه من سلع لا تتوافر لديهم».

أحد المتاجر الموجودة في السوق

وعن موقع السوق أضاف الحاج "بركات" بالقول: «يقع هذا السوق في وسط دمشق؛ خارج أسوار المدينة القديمة من جهة الغرب، ويبدأ عند "باب الجابية" شرقاً ويمتد ليصل شارع "خالد بن الوليد"، وهو الحد الفاصل بين حي "السويقة" وحي "القنوات"؛ حيث يقع شمال "حي السويقة" وجنوب "حي القنوات"».

السيد "فادي السايحة" بائع خضار في السوق تحدث عن البرنامج اليومي للسوق قائلاً: «"باب سريجة" لا يغلق أبوابه فهو من الأسواق التي تعمل نهاراً وليلاً؛ وخاصة أيام الأعياد والمواسم؛ ويتميز هذا السوق ببيع منتجاته وهي طازجة؛ سواء أكانت من الخضار والفواكه أم حتى من اللحوم والحلويات؛ وتجد أن البضائع تأتي إلى السوق منذ الساعات الصباح الأولى».

أما عن تسمية "باب سريجة" فقد تحدث السيد عمرالشريف"-صاحب الحمام الشعبي الموجود في السوق؛ بالقول: «يقال إن تسميته جاءت نسبة إلى صحابي جليل مدفون في منطقة "كفرسوسة" اسمه الشيخ "سراج" كان يحمل بيده سراجاً ويمشي أمام النبي، كما يتميز هذا السوق بأنه يعد من المناطق السياحية المفضلة للسياح ولأهالي دمشق معاً. وعلى الرغم من كونه خارج المدينة القديمة؛ إلا أنه يعد من الأسواق العريقة؛ لأنه ملاصق لـ"حي القنوات" الذي كان من الأحياء المنظمة تنظيماً جميلاً في العهد العثماني».

(*): جاء ذكر السوق في كتاب "تاريخ دمشق" لابن عساكر.