تكتسي بعض أحياء "درعا" بالأنوار والزينة مع نهاية شهر كانون الأول في كل عام، ومع اقتراب أيام أعياد رأس السنة وميلاد السيد المسيح، ترى شوارع المدينة على غير عادتها، بأشكال وألوان متنوعة، وقبل انطلاق أفراح الأعياد المجيدة تبدأ وتنتشر عادة تزيين شجرة عيد الميلاد، عند الكثيرين من الناس، حيث تنصب قبل العيد الذي يعتبر أهم الأعياد الدينية في المسيحية بعدة أيام وتبقى حتى عيد الغطاس، ولشجرة العيد معاني ودلالات وطقوس خاصة بالزينة والتحضير.

موقع eDaraa بتاريخ 22/12/2010 جال في المدينة والتقى مع بعض العائلات والأشخاص الين زينوا منازلهم بشجرة الميلاد فقال لنا "حسان سمارة" عن أهميتها ومعانيها: «نعمل جاهدين في كل عام على تزيين الشجرة الأجمل والأكبر فهي مفتاح العيد، نعلق على شجرة الميلاد الأمنيات بأن تكون رمز للسلام في العالم، وأبنائي يحبون بشغف أفراح عيد الميلاد وخاصة شجرة الميلاد التي يعملون على تزيننها على مدار عدة أيام، بعدما نحضر لهم كل ما تحتاجه من أنواع مختلفة للزينة لتكون شجرتنا هي الأجمل والأكبر في الحي».

نعمل جاهدين في كل عام على تزيين الشجرة الأجمل والأكبر فهي مفتاح العيد، نعلق على شجرة الميلاد الأمنيات بأن تكون رمز للسلام في العالم، وأبنائي يحبون بشغف أفراح عيد الميلاد وخاصة شجرة الميلاد التي يعملون على تزيننها على مدار عدة أيام، بعدما نحضر لهم كل ما تحتاجه من أنواع مختلفة للزينة لتكون شجرتنا هي الأجمل والأكبر في الحي

وعن الأنواع والرموز التي تتزين بها شجرة العيد يقول "عماد الدبعي": «أحد أهم الرموز أشجار عيد الميلاد "النجمة" وهي الرمز السماوي للوعد، الله أرسل مخلصه للعالم ونجمة "بيت لحم" كانت علامة الوعد لأنها قادت المجوس إلى مكان ولادة المسيح. وتتكون معظم زينة شجرة الميلاد بالنجوم لدلالاتها السماوية، ومن أنواع الزينة أيضاً "الجرس" الذي استعمل للعثور على الخروف الضال.

مجدولين المينا

حيث يدل على إننا جميعاً أعزاء في عيون الله، سيدق الجرس لكل شخص أيضا ليجد طريقه للرب ويعني ذلك الهدايا والرجوع، وشجرة الميلاد تدل على نهاية عام واستقبال عام جديد وهي نوع من التفاؤل والبهجة من خلال خضارها والزينا المجودة فيها».

بينما وضعتنا السيدة "شذى سليمان" بصورة بقية أنواع زينة شجرة الميلاد ودلالاتها فقالت بهذا المجال: «من أهم أنواع الزينة "الشموع" على شجرة الميلاد كانت تمثل تقدير الإنسان للنجمة، وهي تمثل نور الله، أما في هذه الأيام فأصبحت تستخدم الأشرطة الضوئية لذكرى ميلاد المسيح، ولا تزال الكثير من البيوت تضاء فيها الشموع ليشع منها النور، وكثيراً ما تجد أشجار الميلاد تنار بالشموع وبأعداد كبيرة، مثلها مثل "العكازة" وتمثل الحرف الأول من اسم المسيح باللغة الانكليزية عند قلبها رأسا على عقب، وهي عصا الراعي. حيث كان الجزء الملتوي من العصا يستخدم لجلب الخروف الضال».

اشجار الميلاد تزين الكنائس

وتقول "مجدولين المينا" عن شجرة الميلاد: «للشجرة حكايا عديدة والعبرة منها مناداة أحد القديسين عندما جاء مبشراً إلى إحدى المناطق بالقول "استخدموا أخشاب هذه الشجرة البسيطة لبناء بيوتكم، فتجعلون المسيح هو حجر الزاوية في منازلكم، فهو يهِب حياتكم الإخضرار الذي لا يذبل، لتجعلوا المسيح هو نوركم الدائم، أغصانها تمتد في كل الإتجاهات لتعانِق الناس، وأعلى الشجرة يشير إلى السماء، فليكن المسيح هو راحتكم ونوركم"».

بينما تقول المهندسة:"ماري الغيث" عن مراحل تزيين شجرة العيد: «تصاميم زينة الأشجار تتغير من عام إلى آخر فكانت شجيرات الشبك في سنوات سابقة، والآن تعود الأشجار العادية للتداول، نبدأ في المرحلة الأولى بتزيين شجرة العيد بتعليق الأغصان الخضراء طبيعية كانت أم صناعية، ومن ثم توزع الإنارة والمصابيح بشكل علمي متسلسل وبألوان متناغمة وجميلة، ثم نقوم بمرحلة جديدة وهي التزيين بالكرات والنجوم وبكل الأشكال التي تتعلق بالميلاد».

الأب منور بخيتان

وأخيراً زودنا الأب "منور بخيتان" راعي كنيسة "يوحنا الدمشقي" بـ"درعا" لمحة تاريخية عن شجرة الميلاد فقال لنا: «شجرة عيد الميلاد تعود أصولها ورمزيتها تاريخياً في القرون الوسطى أيام زمن الإقطاع ، حيث كان يوجد رجل إقطاعي في ألمانيا أخلاقه عالية ومؤمن، فكان عندما يأتي عيد الميلاد يطالب من تابعيه أن يأخذوا فواكه وطعام وثياب ليعلقوها على الشجرة في بستانه، فيأتي الفلاحين ليلة الميلاد ويأخذوا هذه الهدايا ليشعروا ويعيشوا فرح العيد كونهم فقراء، وعام بعد عام تطورت هذا الأمر وأصبح متداولاً، وأصبحت الشجرة رمزاً من رموز عيد الميلاد المجيد، ودلاله على الشجرة وتلك الحادثة فأن شكل الكرة الصغيرة يدل على شكل فواكه حبة "البرتقال"».