شهد العام /1923/م ولادة عبد الرحمن، وهو الابن الأكبر للسيد "حمود الكياص"، الذي أعقب اثنين آخرين من زوجته الثانية، لكنهما ماتا في الثلاثينيات من القرن العشرين، ليبقى "عبد الرحمن" وحيداً لأبيه، بعد أن كان وحيداً لأمه، وينتسب لعشيرة "الرمضان آغا"، التي يعود نسبها إلى قبيلة "زبيد الأصغر"، وهم من أوائل من سكن مدينة "الرقة" إبان الحكم العثماني.

وحول نسبه، يتحدث الباحث "محمد عبد الحميد الحمد" لموقع eRaqqa بتاريخ 3/12/2010 قائلاً:

عشيرة "الرمضان آغا" التي ينتمي إليها "عبد الرحمن الكياص"، هي فرع من عشيرة "الديجرلي" المتواجدة على منابع نهر "الجلاب" في بلدة "ديب حصار" الواقعة شمال مدينة "شانلي أورفه" التركية بنحو /30/كم، ومعنى "ديجرلي" باللغة التركية "ذوي شأن"، أي أغوات، وتختلط هذه العشيرة مع عشائر "جيس"، وفي المصادر التركية هم "توركمن جلابي"، وترجعهم إلى "آل رمضان" حكام دولة "ذي القدر التركمانية" في القرن الخامس عشر الميلادي في بلدة "آدنه" على نهر "الجلاب"، أما أبناء هذه العشيرة، فإنهم يعتبرون أنفسهم عرباً من "زبيد الأصغر"، ولهم أقارب في منطقة "حلب"، ومنطقة "ازرع" في "حوران"

«عشيرة "الرمضان آغا" التي ينتمي إليها "عبد الرحمن الكياص"، هي فرع من عشيرة "الديجرلي" المتواجدة على منابع نهر "الجلاب" في بلدة "ديب حصار" الواقعة شمال مدينة "شانلي أورفه" التركية بنحو /30/كم، ومعنى "ديجرلي" باللغة التركية "ذوي شأن"، أي أغوات، وتختلط هذه العشيرة مع عشائر "جيس"، وفي المصادر التركية هم "توركمن جلابي"، وترجعهم إلى "آل رمضان" حكام دولة "ذي القدر التركمانية" في القرن الخامس عشر الميلادي في بلدة "آدنه" على نهر "الجلاب"، أما أبناء هذه العشيرة، فإنهم يعتبرون أنفسهم عرباً من "زبيد الأصغر"، ولهم أقارب في منطقة "حلب"، ومنطقة "ازرع" في "حوران"».

الكياص في احتفالات ذكرى الاستقلال

وحول نشأته يتحدث لموقعنا ولده "جمال كياص"، قائلاً:

«نشأ والدي "عبد الرحمن" في كنف أسرته وحيداً، وآثر والده أن يدفعه إلى التعليم مبكراً، حيث تابع دراسته الأولى في الرقة، ونال شهادة "السرتفيكا" من مدينة "دير الزور"، وكان رحمه الله مناضلاً ومناهضاً للاحتلال الفرنسي، وكان المسؤول الأول عن قيام المظاهرات الشعبية، ورمي الجنود الفرنسيين بالحجارة، وقطع أسلاك الكهرباء عن دارة الحاكم العسكري في الثكنة العسكرية، وحرق سياراتهم.

صورة نادرة تجمع الدكتور العجيلي مع عبد الرحمن الكياص وعدد من وجهاء الرقة

وبخروج فرنسا ونيل الوطن للاستقلال في /1946/م، تقرر أن يكون للبلد حاكماً منها، وفي عام /1947/م تقرر أن تجرى انتخابات لرئاسة البلدية على مستوى المدينة والريف، فتقدم أكثر من ثلاثين شخصاً للانتخابات، انسحب منهم ثمانية وعشرين وبقي اثنان (أصدقاء العمر)، هما والدي والشاعر "فيصل العبد الهادي البليبل" رحمهما الله، وفاز "عبد الرحمن الكياص"، وكانت أصوات "آل البليبل" كلها له بما فيها صوت "فيصل" رفيق عمره ودراسته، حيث نالا شهادة "السرتفيكا" سوية.

شغل بعدها "عبد الرحمن الكياص" منصب رئيس بلدية "الرقة" منذ الاستقلال إلى نهاية عام /1960/م.

الباحث محمد عبد الحميد الحمد

وكان يشغل بالإضافة لمنصبه أمينا للحزب القومي الناصري في "الرقة"، وتربطه بأصحاب القرار في "دمشق" روابط متينة، وكان من أشد المخلصين للوحدة السورية المصرية التي قامت سنة /1958/م.

وعندما بدأ الحكم العسكري المصري يتحكم برقاب الناس من خلال المكتب الثاني، بدأ "عبد الرحمن الكياص" من خلال موقعه الحزبي بالمعارضة العنيفة لكل ما يجري على أرضنا السورية من استغلال مصري، وبدأ يكتب الشكاوى بأسماء رجال المنطقة، ويشرح الظروف والمعاناة التي يلقاها الفلاح والمزارع، ما دفع الحاكم السوري آنذاك لإقالته من منصب رئيس الحزب القومي بحجة عدم تعاونه مع الجهات الأمنية، ومشاغبته ومعارضته الدائمة للوحدة، فما كان منه إلا أن أقسم أنه لن يعمل بأي منصب حكومي سواء كان وظيفي أو سياسي في ظل وحدة لا كرامة للمواطن فيها، وقدم استقالته، وجلس في بيته، رافضاً كل هذه الأوضاع، ولم يعد للوظيفة إلى أن توفاه الله في عام /1991/م».

ويتابع "الحمد" حديثه قائلاً: «هو وجه مهم من "الرقة"، وشخصية معروفة ولها باع طويل في خدمة بلده، وكانت دارته ملتقى لأهالي البلد يومياً وبكل أطيافهم، يتدارسون هموم بلدهم، ويتصف بالحكمة والصدق، وبعد النظر، ومن جلسائه اليوميين تقريباً في مقهى "السرايا" صباحاً، كبار الشخصيات الرقية، ومنهم الشيخ "علي البشير"، والشيخ "فيصل الهويدي" والشيخ "أنور الراكان"، و"جاسم الهويدي"، و"مشلب الهويدي"، بالإضافة لرفيق العمر "أحمد الحاج عبد الله" (المفاوض مع الفرنسيين باسم "الرقة" وواحد من ثلاثة) والآخران هما السيد "إبراهيم الخليل الملحم"، والشيخ "مجحم بن مهيد".

أما في المساء فإن جلساتهم تبدأ بمضافة "البجري" عند النائب "مصطفى الكعكجي"، ومن ثم الانتقال إلى مضافة "العجيلي" والجلوس إلى الدكتور "عبد السلام العجيلي"، ومن ثم وبعد صلاة العشاء ينتقل الجميع إلى دارة النائب والوزير الأسبق "حامد الخوجة"، حيث ينضم إليهم كبار رجالات "الرقة"».

ويختتم "جمال الكياص"، حديثه قائلاً: «عاش والدي رحمه الله مخلصاً لمبادئه، حريصاً على حب مدينته، وكان قارئاً نهماً، ومتابعاً للشأن العام بأدق تفاصيله، وفي فترة وجوده بمنصبه كان هو المسؤول عن دوائر كثيرة منها المياه والكهرباء وكل الخدمات، ورغم تجمع كل أختام الدوائر بيده، وهو الآمر والناهي فيها، مات في منزل والده، في حارة "العجيلي"، عاش شريفاً نزيهاً، ورحل كذلك، وترك وراءه خمسة من الأبناء "جميلة"، و"فاطمة"، و"جمال"، و"باسم"، و"عبد الكريم".

مسؤولو "الرقة" الكبار ممن جاؤوا بعده هم أصدقاء شخصيون له، ويكنون له كل الحب والاحترام والتقدير، وعندما سمع وزير الإعلام نبأ موته نعاه ببرقية قال فيها: فقدت "الرقة" رجلاً كبيراً.. رحم الله "أبا جمال" فهو واحد من قلَّة قليلة، كان همه بلده، عاش نظيف اليد واللسان، مثقف، وسياسي، وابن بلد».