الأمطار الغزيرة التي هطلت بداية هذا العام جعلت فلاحي "المالكية" يستبشرون خيراً بمواسم خيّرة تخفف عن الفلاح أزماته التي رافقته خلال المواسم الماضية نتيجة الجفاف وانحسار الأمطار وهطولها بكميات قليلة أو نتيجة الحشرات والأمراض التي أصابت الزرع ولاسيما المحصولين الرئيسيين القمح والقطن.
يضاف إليهما صنف ثالث لا يقل أهمية ألا وهو شجر الحور الذي كان كسابقيه ضحية التغير المناخي الذي طال المنطقة ودرجات الحرارة المرتفعة جدا والتي لم يسبق للمنطقة أن شهدتها من قبل ما أدى لأضرار بالغة بأشجار الحور الذي تتميز بزراعته منطقة "المالكية".
أقوم بزراعة شجر الحور منذ العام 1974 بالقرب من قرية "الصحية" وكانت قبلا تزرع في قرى "حياكة- سويدية- شكر حاج" وبعد إنشاء سد "تل الصدق" توقف قسم كبير من المزارعين عن زراعة شجر الحور بسبب نقص المياه، وعلى سبيل المثال كنت أقوم بزراعة 200 دونم وحاليا 35 دونما
eHasakeh زار عدداً من مزارع أشجار الحور المتضررة والتقى عدداً من المزارعين والبداية كانت مع المزارع "ميخائيل صليبا نعمان" من أهالي "المالكية" وهو من أقدم مزارعي شجر الحور الذي قال: «أقوم بزراعة شجر الحور منذ العام 1974 بالقرب من قرية "الصحية" وكانت قبلا تزرع في قرى "حياكة- سويدية- شكر حاج" وبعد إنشاء سد "تل الصدق" توقف قسم كبير من المزارعين عن زراعة شجر الحور بسبب نقص المياه، وعلى سبيل المثال كنت أقوم بزراعة 200 دونم وحاليا 35 دونما».
ويضيف "نعمان" متحدثا عن كيفية زراعة شجر الحور وأصنافه: «يتم تجهيز قطعة من الأرض المروية الخصبة العميقة بعدة فلاحات متعامدة بسكة وحيدة بعمق أحسن موعد لزراعة العقل في المشتل هو بدءا من 15 كانون الثاني أما عند زرع العقل ضمن المساكن فتكون الزراعة على سطور مستقيمة المسافة بين السطر والآخر بحدود 80-100 سم بحسب خصوبة التربة ونوع الحور المراد زرعه، وقد تزداد المسافة إلى 120 سم عندما يراد استعمال العزاقات الآلية لأعمال الركش والتعشيب بين سطور الغراس.
يزرع في الدونم الواحد بحدود 1000 شجرة ينجو منها من 600-700 وذلك بعد إجراء عملية التفريد والتي يقصد منها إزالة بعض الأشجار التي تزاحم غيرها بقلعها حتى يتاح للأشجار الأخرى المتبقية أن تنمو بصورة سريعة وجيدة وتبدأ عملية التفريد عندما تصبح الأشجار بحجم مناسب حتى يمكن الاستفادة من قيمة ما يزال منها بالتفريد.
أما أصناف الحور فهي متعددة أصناف الحور واهمها الحور الرومي (الأبيض) ويمتاز بالمقاومة للرياح العالية وهذه الصفة تشجع على استعماله كمصدات للرياح في المناطق المروية وهو مقاوم للحشرات والحرارة وورقه مر لذلك لا تقترب منه الحشرات وهناك الكندي (الطلياني) وهو أكثر انتشارا ولكنه يتأثر بالحرارة وحشرات البرغش وهناك البلدي ولكن نموه متأخر وبالمقابل هو صنف جيد ولكن لا يصمد بسبب الحرارة لذا لا يزرع في مناطقنا.
وبالنسبة للموسم الحالي فقد عانينا بشكل كبير من ارتفاع درجات الحرارة التي أدت لتضرر أشجار الحور بشكل كبير وبالغ حيث تبدأ الشجرة باليباس من ناحية الجذع ومن ثم تصفر أوراقها وتكون عرضة للسقوط عند هبوب أي ريح خفيفة، والأضرار الحالية التي أصابت شجر الحور لدي تقدر بخسارة 25-30% من مجموع الأشجار ما يسبب خسارة برأس المال بما يقارب الـ20% لأن الطن يباع حاليا بحدود 4000 ل.س بعد أن كان سعره 6500 ولكن عمليا ثلاثة أطنان من الأشجار المصابة حالياً تعطي إنتاج طن واحد من الأشجار السليمة».
الفلاح "محمود حميد حسن" من أهالي قرية "تل الصدق" ويعمل "جنان" (وهو الشخص الذي يقوم بالإشراف على ري أشجار الحور والاهتمام بها مقابل نسبة من المحصول تتراوح بين 10- 20%)، يقول متحدثا عن ري أشجار الحور: «الحور شجرة يمكن أن يصل ارتفاعها حتى 30م ويمكن أن تعمر حتى 40 عاما سريعة النمو تزرع بشكل كبير لإنتاج الأخشاب ينمو طبيعيا على ضفاف الأنهار لاحتياجاته المائية الكبيرة، يبدأ ري أشجار الحور في فترة الربيع الغراس مرة كل (10-15) يوماً بحسب الظروف الجوية السائدة في حينه، أما في الصيف يبدأ الري بدءاً من حزيران وتروى مرة كل 5-10 أيام وذلك حسب نوعية التربة».
بدوره المزارع "حانون سليمان" من قرية "الحكمية" فقد قال لنا: «أنا أعمل في الزراعة منذ عشرات السنين ولم تمر على "المالكية" مثل هذه الظروف الصعبة وخاصة في السنوات الأخيرة الأربع وذلك بسبب موجة الجفاف وشح الأمطار حيث لم تكن المواسم كما يجب وبالنسبة لأشجار الحور التي أقوم بزراعتها فقد تضررت بشكل كبير نتيجة شح المياه إضافة لإصابتها بنوع من الحشرات أدى لظهور بقع سوداء واصفرار ورقها وتقوم الحشرات بحفر حفرات في أسفل الشجرة وتبيض داخلها ما يؤدي إلى توقف نمو الساق ويباسها وعند هبوب أي هواء يؤدي إلى انكسار الشجرة والإصابة تبلغ نسبتها حوالي 10% وقد جربنا عدة أصناف دوائية ولم نستفد بسبب الحرارة والجفاف وعدم الري في الوقت المناسب».
الرأي الزراعي العلمي أطلعنا عليه المهندس "جوزيف يعقوب" الذي حدثنا عن واقع الحور في مدينة "المالكية" والإجراءات التي كان لابد من الأخذ بها للوقاية بالقول: «أشجار الحور في حقول "المالكية" أصيبت بنوع من الحشرات "حفار ساق الحور"، وهذا النوع ينشط نتيجة قلة المياه التي يروى بها الحور من جهة، ومن جهة أخرى بسبب الشتاء الدافئ لكون الحشرات تبدأ التكاثر في بداية الربيع، وإن لم يكن هناك صقيع أو ثلوج فإنها لا تموت، لكونها موجودة منذ الموسم الماضي، وعندما يحل فصل الصيف لا تتأثر بالحرارة العالية أو المكافحة، لكونها تكون قد حفرت داخل الساق، ولكي نقي الأشجار خطر هذه الحشرة يجب أن يبدأ رش الأشجار عند بداية شهر نيسان بمبيد حشري فوسفوري، وبعد خمسة عشر يوما يرش مبيد بايرثرودي، ويعاد رش نفس المبيد مرة أخرى بعد عشرين يوما، ولا مانع من الرش المتكرر له حتى يتم القضاء على الحشرة، ويفضل استخدام المرشات المركبة على الجرارات بدل المرش اليدوي لكونها تصل لأعلى نقطة من الشجرة».