أنهى نحو خمسة ملايين وثلاثمئة ألف طالب امتحاناتهم الفصلية في المدارس العامة والخاصة، لتبدأ منذ يوم الخميس 14/1/2010 العطلة الانتصافية للعام الدراسي الحالي، والتي تستمر حتى الثالث والعشرين من الشهر الجاري.
ويعيش طلاب المدارس هذه الأيام على وقع عطلتهم الانتصافية التي ينتظرونها بفارغ الصبر بعد أشهر من الدراسة والاجتهاد، وهذا ينطبق على بعض منهم على الأقل إلا أن بعضهم الآخر يكره هذه العطلة لأنها كما يقولون تتحول إلى مدرسة عائلية داخلية ذات دوام مضاعف ودون أصدقاء..
أعتقد أن أربعة شهور من الدراسة في الفصل الأول تحتاج إلى فترة استراحة، نعيد من خلالها تجميع الأفكار ونحصل على بعض الاسترخاء، إضافة إلى ممارسة بعض الهوايات التي لم يكن الوقت يسمح لنا بالتمتع بها.. ومن قبيل ذلك مشاهدة الأفلام الأجنبية ومتابعة البطولات العالمية بكرة القدم، ويبقى هذا الوقت محفزاً لمتابعة الفصل الثاني من الدراسة بجرعة إضافية من النشاط والتركيز
ورغم أنها كانت تستمع بالعطلة الانتصافية مع عائلتها، إلا أن الطالبة "نور بريجاوي" من طلاب الصف السادس في مدينة "يبرود"، اعتبرت أن أيام العطلة تمر سريعاً وتشعر خلالها بملل شديد، نظراً لغياب الأصدقاء والبقاء في المنزل أغلب الأوقات في هذا الطقس البارد.
وترى "نور" أن الأوقات التي تقضيها بصحبة صديقاتها في المدرسة أجمل من أيام العطل، مشيرة إلى أن المتعة الوحيدة من العطلة هي في الابتعاد عن أجواء الدراسة وما تحمله من وظائف منزلية.
وفي حديثنا مع الطالب "محمد أحمد" من مدينة "يبرود" أوضح سبب انزعاجه من أيام العطلة بقوله: «غالباً ما تكون العطل للراحة وقضاء الوقت الممتع مع الأصدقاء من خلال النشاطات المشتركة أو الرحلات، إلا أن ذلك لا يحصل في العطلة الانتصافية، وإنما على العكس من ذلك أفتقد أصدقائي الذين أشاركهم الدراسة لانشغالهم في الدورات المختلفة أو في بعض الأعمال مع ذويهم، وبالنسبة لي تمر أيام العطلة ثقيلة وبطيئة أقضيها عادة بتصفح شبكة الانترنت أو في ألعاب الكمبيوتر منتظراً نهاية اليوم وعودة المدارس مجدداً».
بدوره الطالب "مهند خلوف" يعيش أيام العطلة بكل تفاصيلها معيداً نشاطه وتركيزه يقول عن ذلك: «أعتقد أن أربعة شهور من الدراسة في الفصل الأول تحتاج إلى فترة استراحة، نعيد من خلالها تجميع الأفكار ونحصل على بعض الاسترخاء، إضافة إلى ممارسة بعض الهوايات التي لم يكن الوقت يسمح لنا بالتمتع بها.. ومن قبيل ذلك مشاهدة الأفلام الأجنبية ومتابعة البطولات العالمية بكرة القدم، ويبقى هذا الوقت محفزاً لمتابعة الفصل الثاني من الدراسة بجرعة إضافية من النشاط والتركيز».
ويرى المرشد التربوي "أحمد حجازي" أن العطلة الانتصافية تسهم بشكل كبير في عودة الطاقة والتركيز، ليعود الطلاب بهمة عالية ونشاط متجدد لمتابعة فصل دراسي شاق يحمل الكثير من الدروس والمذاكرات والامتحانات، التي تحتاج إلى تركيز وقدرة كبيرة على الحفظ.
وتمنت الطالبة "فاطمة هزي" أن تزور في العطلة السيرك الايطالي في "دمشق" بعد أن سمعت الكثير عنه من صديقاتها.
يشار هنا إلى أن بعض الأهالي يعتبرون أن العطلة الانتصافية فسحة ليست ضرورية على الإطلاق لأنها تبعد الطالب عن جو الدراسة، ولا سيما أنها تمتد أسبوعين وهي فترة طويلة ينقطع فيها الطلاب عن دراستهم بعد أن كانوا يحضرون سبعة أو ثمانية ساعات دراسية يومياً، وهذا من شأنه أن يسهم في تراجع مستوى التركيز ونسيان بعض الدروس.
وهنا يقول الاختصاصي التربوي "حجازي": «إن المشكلة الرئيسية التي يعاني منها الطلاب لا تكمن في فترة العطلة أو فترة الدراسة، إنما الأهم بالنسبة إلى الطلاب هو موضوع الوقت وطرق تنظيمه، وهي مسألة على درجة كبيرة من الأهمية وتحتاج إلى متابعة من الأهل وحتى من المدرسين، ومعظم طلابنا وهي الشريحة الأوسع في المجتمع يهدرون الوقت دون حساب للنتائج، فلا يستغلون أوقات الدراسة في الدراسة ولا أوقات العطلة في الراحة، وهناك نوع من الخلط وعدم التمييز وعادة ما يصيب الطلاب نوع من الارتباك، وبشكل خاص طلاب الشهادتين الذين يرتبكون في فترة العطلة بين دراسة ما فاتهم من الدروس، وما بين الحصول على بعض الراحة والهدوء، وبين هذا وذاك يهدر الوقت دون الحصول على الاثنين».
تجدر الإشارة إلى أن امتحانات الفصل الدراسي الثاني تبدأ في التاسع عشر من أيار 2010وتستمر حتى السابع والعشرين منه.