بخلاف ما هو معروف عن الحلاقين من أصحاب هذه المهنة بحديثهم المتواصل الذي لا ينقطع، عن سرد القصص, وأخبار الضيعة, و أحوال الناس في الحارة، يفاجئك "أبو ربيع" بأمرين غريبين الأول صمته غير المعهود من قبل الحلاق وبعده عن الثرثرة..

والأمر الثاني معرضه الصغير المتواضع لأنواع شتى من العملة المتداولة، وغير المتداولة لعدد كبير من دول العالم, مزينة بصور رؤسائها, وملوكها, أو أهم أماكنها الأثرية المعروفة, هذا المعرض المحفوظ تحت بلور طويل أمامك يجعلك لا تشعر بالوقت، وكيف يمضي من خلال تحديقك المتواصل بأنواع النقود والصور الموضوعة عليها، ويقطع تحديقك للمعرض قول العم "أبو ربيع" "نعيما"، لتدرك بعدها أنك حلقت رأسك وانتهى الأمر.

القصة تعود لأكثر من ثلاثين عاما عندما كنت أعمل حلاقا في "الشام" كنت أقوم بجمع بعض القطع الصغيرة من العملة، وكانت في أغلب الأحيان من المعدن "النكل"، فأضعها تحت البلور ليراها الزبائن، ولاسيما بعض القطع النادرة، والتي لم تعد متداولة بين الناس بسبب فقدانها لقيمتها الشرائية مثل نصف الفرنك والفرنك، فصارت الزبائن تزودني ببعض العملات لبلدان مختلفة من العالم، وكما ترى هناك عملات متنوعة من جميع البلاد العربية, من المحيط إلى الخليج. بالإضافة إلى دول عديدة في العالم من أمريكا، إلى كندا وفرنسا، وأستراليا، إلى الباكستان، والهند، والصين ودول أخرى. ## أردت أن أداعبه بسؤالي. لماذا تعمل، وأنت تملك قطعة واحدة من فئة المليون دولار؟ فضحك طويلا وقال: «يا ليت لها تلك القيمة، فهي ليست إلا للعرض والفرجة, على كل حال يبقى الإنسان بحاجة للعمل حتى ولو كان يملك مال قارون

وعندما سألته عن سرّ هذه الهواية أي جمع العملة لعدد كبير من دول العالم، وكيف حصل عليها؟ قال: «القصة تعود لأكثر من ثلاثين عاما عندما كنت أعمل حلاقا في "الشام" كنت أقوم بجمع بعض القطع الصغيرة من العملة، وكانت في أغلب الأحيان من المعدن "النكل"، فأضعها تحت البلور ليراها الزبائن، ولاسيما بعض القطع النادرة، والتي لم تعد متداولة بين الناس بسبب فقدانها لقيمتها الشرائية مثل نصف الفرنك والفرنك، فصارت الزبائن تزودني ببعض العملات لبلدان مختلفة من العالم، وكما ترى هناك عملات متنوعة من جميع البلاد العربية, من المحيط إلى الخليج. بالإضافة إلى دول عديدة في العالم من أمريكا، إلى كندا وفرنسا، وأستراليا، إلى الباكستان، والهند، والصين ودول أخرى.

صورة للعملة الرومانية

أردت أن أداعبه بسؤالي.

قطع نقدية لدول مختلفة

لماذا تعمل، وأنت تملك قطعة واحدة من فئة المليون دولار؟ فضحك طويلا وقال: «يا ليت لها تلك القيمة، فهي ليست إلا للعرض والفرجة, على كل حال يبقى الإنسان بحاجة للعمل حتى ولو كان يملك مال قارون».

«نعيما سيدنا»، وأحسست برائحة الكولونيا تعطّر حديثنا الذي توقّف هنا، ليعود بعدها "عدنان عباس" إلى صمته المعهود.

قطع نقدية من الباكستان وكندا ولبنان

يذكر أن "عدنان عباس" من مواليد "بنش" عام 1949، بدأ عمله في مهنة الحلاقة منذ العام 1962 في "دمشق"، وخاصة في شارع النصر، وعاد إلى "بنش" في العام 1990 ومازال يمارس مهنته حتى اليوم.