القرع، أو القرع العسلي هو أحد أنواع اليقطين المخصصة للأكل، يصل في نموه إلى أحجام كبيرة يتخذ كل منها شكلاً كروياً مضلعاً، ويستفاد إلى جانب لبه من قشرته السميكة ومن مائه وبذوره في أغراض متعددة، كما يمكن تخزين هذا النوع لمدة طويلة دون خشية تعرضها للتلف نظراً لسماكة قشرتها التي تؤهلها لمقاومة العوامل والمؤثرات الجوية الخارجية لعدة أشهر.
القرع... وصناعة مربياته، هو من الحلويات التي تشتهر عائلة آل "النحاس" المعروفة في محافظة "اللاذقية" بإنتاجه خلال رحلة عمرها أكثر من 100 عام.
مربى القرع يباع في جميع محال الحلويات في "اللاذقية" والمحافظات السورية، يصل سعر الكيلو غرام الواحد منه إلى 70 و200 ل.س، فهو مطلوب بكثرة حيث يوصف للمدخنين لتخفيف السعال ولمعالجة العديد من الأمراض التنفسية
موقع eLatakia زار أحد مصانع عائلة آل "النحاس" حيث القرع المتراكم بلونه الأصفر الناصع وحيث أيدي من يقطعه بأشكال متساوية لا تتجاوز طول الإصبع الواحد، لينقله إلى من يسلقه على نار معدة خصيصاً له خلال زمن معين اعتاد عليه طهاة "آل النحاس".
يقول السيد "ماهر نحاس" أحد العاملين بصناعة مربى القرع في معمله الواقع بحي الشيخ ضاهر القديم: «مربى القرع هو وجبة شعبية قديمة جداً، عمل في صناعتها أجدادي وآبائي، وورثناها وتابعنا العمل فيها لتمتلئ الأسواق في "اللاذقية" وباقي المحافظات السورية بمنتجاتنا من المربى الطبيعي بكل المقاييس دونما تدخل الملونات والحافظات الكيميائية».
ويضيف السيد "ماهر" بالحديث عن طريقة صناعة المربى الشعبي ليقول: «نأتي بالقرع من قرى "اللاذقية" المحيطة بنا ومن بعض أرياف المحافظات التي تشتهر بزراعته، ثم نغسله ونعقمه ومن ثم نقطعه، لنضعه في ماء "الكلس" حتى نحفظ النبات من التلف، بعدها نقطع القرع إلى قطع بحجم الإصبع ليغلى ربع الوقت اللازم لغليه، ثم نثقب الأصابع لتوضع بعدها في السكر ليغلى وينشف حسب الطلب».
وعن الإقبال على هذه الوجبة الشرقية المحلية يتابع بالقول: «مربى القرع يباع في جميع محال الحلويات في "اللاذقية" والمحافظات السورية، يصل سعر الكيلو غرام الواحد منه إلى 70 و200 ل.س، فهو مطلوب بكثرة حيث يوصف للمدخنين لتخفيف السعال ولمعالجة العديد من الأمراض التنفسية».
وذكر السيد "ماهر" أن منتجاتهم تسوق إلى باقي المحافظات، ويعمل في المنشأة أكثر من ثلاثة عمال مهمتهم التنظيف والتقطيع والجمع والتنقيل، يعملون خلال سبعة شهور على الأقل في المهنة ليستريحوا في باقي الشهور حتى تنضج ثمار القرع من جديد في موسمها المنتظر.
بالإضافة إلى المربى الأكثر شهرة في "اللاذقية" تصنع العائلة الشهيرة مربى الكباد (الحمضيات) والجزرية الوجبة الشعبية الثانية المعروفة أيضاً في "اللاذقية".
الدكتور "علي شيخ يوسف" طبيب أمراض داخلية يقول متحدثاً عن فوائد نبات اليقطين: «إن اليقطين يحتوي على نسب من البروتين والمواد الدهنية والنشوية والألياف والفيتامينات والأحماض الأمينية ومعادن الفوسفور والبوتاسيوم والحديد والزنك والكبريت والمغنيزيوم إلى جانب الماء، بالإضافة إلى أن بذور القرع تحتوي على عناصر الكربوهيدرات والبروتين وفيتامين ب، ويقوم اليقطين على علاج العديد من أمراض القلب وتصلب الشرايين وارتفاع الكوليسترول وضغط الدم وذلك بسبب احتوائه على نسبة جيدة من الدهون غير المشبعة التي تساعد على طرح الكوليسترول الفائض من الدم وأخذ ما هو مترسب منه في جميع ألياف وأنسجة الجسم».
وقد ورد ذكر اليقطين في القرآن الكريم بقوله تعالى "وأنبتنا عليه شجرة من يقطين"، كما ورد في وصفات الطب النبوي وفي الحكمة الشعبية لمختلف الحضارات القديمة التي اعتمدته كغذاء ودواء في الوقت ذاته وأوصت به كأحد النباتات المباركة.