مطبخ "ناصر حمزة" مشروع اتفق الزوجان على تأسيسه واضعين فيه كل الأحلام والآمال، ليس لتأمين لقمة العيش بل لأن لديهم أفكاراً عن فن الطبخ يطمحون لتجسيدها من خلاله.
عن المشروع وكيف تشكلت لديهم فكرة العمل في مجال الطبخ بعد أن اختبروا الحياة في عدد من بلدان العالم يخبرنا السيد ناصر: «تجولت وزوجتي في عدد من الدول العربية والأجنبية منها روسيا واليونان وغيرها.... حيث عملنا في تجارة الملابس وأمضينا سنوات طويلة من العمل، وكانت فنون الطبخ تلفت انتباهنا ونحاول التمعن بها والتعرف لطرق إعداد الأكلات حسب تقاليد وعادات كل دولة، وقد كانت لديناعادة التجربة فقد اختبرنا تطبيق عدد كبير من الوصفات واختبرنا آراء الأصدقاء فيها الذين شجعوا التجربة، وقد اجتمعت وزوجتي على هذه الهواية التي شعرنا بأهميتها وأثرها الواضح في التعرف لثقافات الشعوب وتقاليدهم.
قبل أن نبدأ هذا العمل كنت أقوم بواجبات أسرتي وأتابع أولادي الثلاثة وكنت أشعر بثقل ساعات الفراغ، ومن خلال هذا المشروع أصبحت ساعات اليوم ملأى بالعمل الذي نعلق عليه الآمال ولا أنكر أننا حققنا خلال السنوات الخمس الماضية، شهرة وأصبح لنا عدداً كبيراً من الزبائن، وما نحلم به التوسع بالمكان أولاً وتنويع أنماط الوجبات لتكون متطورة وحديثة مع المحافظة على طابع مطبخنا الشرقي
بعد العودة إلى الوطن والاستقرار بشكل نهائي شعرنا بتوجه أهالي المحافظة للمأكولات الشعبية، ولاحظنا نجاح بعض المطاعم والمطابخ التي اعتمدت على تقديم المأكولات الشعبية القديمة، وكانت فكرة زوجتي أن نجرب العمل في هذا المجال، وأقدمنا على الخطوة بالاعتماد على خبرتها بالطبخ الشرقي ومأكولات المنطقة التي اكتسبتها من والدتها، وما اكتسبنا من معارف عن المطابخ العربية وأجنبية، ولا ننكر أن الإقدام على هذه الخطوة كان نوعاً من المغامرة لأننا نعرف أن لهذه المنطقة تقاليد محددة للولائم وللوجبات الشعبية المتنوعة التي مازالت مرغوب بها، لكن المشروع كان مغرياً بالنسبة لنا لنحقق ما كنا نحلم به من تطبيق أفكار والتخصص في تقديم مأكولات ترضي الشريحة الأكبر من الزبائن، وأصبح الهدف النجاح في تغطية مناسبات الزبائن بالشكل الأمثل الذي ينسجم مع العادات والتقاليد في هذه المحافظة».
السيدة "سهام سعيد" زوجة "ناصر حمزة" وشريكته بالمطبخ، قالت: «عملية الطبخ فيها الكثير من المسؤولية لإرضاء ذوق الزبائن، ونحن كعائلة نشرف على هذا المشروع على مدار الأربع والعشرين ساعة، حيث نعد الوصفات وقد يساعدنا عمال وعاملات لكن تطبيق الوصفات لا يشترك فيها أحد غيرنا، لأننا نسير حسب وصفات ومعايير دقيقة ليست كالمعتاد الوزن وغيرها، بل هي طريقة الأمهات والجدات القديمة لأن قناعتي أن كل ما هو حديث من الطرق قد يؤثر على نكهة الأكلة الشرقية التي تعودنا عليها ونعرفها جيداً، هنا نستخدم كل ما يستخدمه أهالي "السويداء" منذ القدم لإعداد الأكلات الشعبية».
وعن دورها في هذا المشروع بينت السيدة "سهام" أن كثيراً من النساء لا يشعرن بقيمة الوقت الذي قد تمضيه السيدة في المنزل إلا عندما يحاولن استثماره بعمل منتج، قالت: «قبل أن نبدأ هذا العمل كنت أقوم بواجبات أسرتي وأتابع أولادي الثلاثة وكنت أشعر بثقل ساعات الفراغ، ومن خلال هذا المشروع أصبحت ساعات اليوم ملأى بالعمل الذي نعلق عليه الآمال ولا أنكر أننا حققنا خلال السنوات الخمس الماضية، شهرة وأصبح لنا عدداً كبيراً من الزبائن، وما نحلم به التوسع بالمكان أولاً وتنويع أنماط الوجبات لتكون متطورة وحديثة مع المحافظة على طابع مطبخنا الشرقي».
يذكر أن مشاريع مماثلة انتشرت على مستوى المحافظة خلال السنوات الماضية، وتأسس العشرات منها، لتكون الحافظة لموروث المنطقة من تقاليد الطبخ الشعبية ومصدر رزق لعدد كبير من الأسر، وقدمت فرصة العمل لعدد كبير من الشبان والشابات.