يعتبر هذا السوق الوحيد في سورية لتسويق زيتون المائدة، والمتفرد بخصائص وميزات من تنوع الغلال وأسعارها وجودتها وقيمتها الغذائية واستعمالاتها، ورغم أن العديد من الأسواق بدأت تعمل على غرار هذا السوق، إلا أن الأنواع المسوقة فيها لا تزيد عن صنفين، ولذلك كانت أهمية سوق "الجانودية" بالنسبة للتجار المحليين، والمصدّرين إلى الخارج.

ففي لقائه موقع eIdleb تحدث "محمد بصل" تاجر كومسيون في السوق عن موعد الافتتاح الموسمي واليومي فقال: «يبدأ السوق نشاطه منذ بداية شهر أيلول لتسويق الزيتون الأخضر بأنواعه خاصةً الصيفي منها، وتكون ذروته في شهري تشرين الأول وتشرين الثاني، لتزامنه مع قطاف المزارعين للمحاصيل، وينتهي في أواخر شهر كانون الأول بتسويق الزيتون الأسود "العطون"، أما النشاط اليومي للسوق فيبلغ ذروته عند الساعة /3/ صباحاً بقدوم التجار والمصدّرين من مختلف أنحاء القطر لتفرّد السوق بالبضاعة الممتازة، وبالكميات الكبيرة التي تزيد عن /100/ طن يومياً، وينتهي السوق عند الساعة /10/ صباحاً، وتكون الفترة المسائية لتجميع المحصول بعد قدوم المزارعين من حقولهم».

نأمل أن يأخذ سوق "الجانودية" مكانته بين الأسواق ويكون محل اهتمام الإدارة المحليّة ومديرية الزراعة لتأمين الأماكن وتوجيه تجار الصناعات الغذائية إليه بما ينعكس على المزارع والتاجر بالخير

وتحدّث المزارع "منير بكري" عن طريقة تسويق المحصول وانتقائه من الحقل فقال: «تخضع عملية الانتقاء لعدة معايير وهي الصنف، وحجم الثمرة، ولونها، وتكون هي العوامل ذاتها المحددة لسعر البضاعة التي نأتي بها، ونقوم بفرزها يدوياً وانتقاء الثمار الجيدة الصالحة للمائدة لنبيعها، وتختلف الأسعار باختلاف الصنف، فالزيتون "الفاروقي" و"الجلط" هي ذات أسعار جيدة تصل إلى /100/ ليرة للكيلو الواحد، ويختلف تسويق الزيتون الأخضر عن عصره كزيت في السعر، فنحن نعمل طيلة الموسم وننتظر المردود الجيد، في حين لا يزيد سعر "تنكة" الزيت عن /2500/ ليرة».

محمد بصل (تاجر كومسيون)

وتحدّث "يوسف حاج يوسف" أحد التجار عن سبب ارتياده السوق المركزي للزيتون فقال: «السوق غني بما يحويه من أصناف تتعدد من "القرماني"، و"الفاروقي"، و"الخلخالي"، و"سيمرعي"، و"الجلط"، و"الخضيري"، وعشرات الأصناف الأخرى، وهذا ما يزيد من أهمية السوق، فابن البادية والجزيرة يأتي، لتسوق النوع "الخلخالي"، في حين أن تاجر المنطقة الوسطى يأخذ "القرماني" و"الفاروقي"، ويسوق "الخضيري" إلى اللاذقية وطرطوس، ويقتصر عمل السوق على تسويق المنتج في حين يتم التعليب والتصدير في مدينتي "إدلب" و"سلقين"، ومنها إلى أسواق الخليج، أو يصدّر إلى لبنان كما هو ومنها إلى دول العالم».

وقال "حاج يوسف": «نأمل أن يأخذ سوق "الجانودية" مكانته بين الأسواق ويكون محل اهتمام الإدارة المحليّة ومديرية الزراعة لتأمين الأماكن وتوجيه تجار الصناعات الغذائية إليه بما ينعكس على المزارع والتاجر بالخير».

الزيتون الأسود (العطون)

يشار إلى أنّ إنتاج محافظة "إدلب" من الزيتون لهذا العام حسب إحصاءات مكتب الزيتون يقترب من /175/ ألف طن، وتأتي في المرتبة الثانية بالإنتاج وعدد أشجارها الذي يزيد عن /14/ مليون شجرة بعد محافظة "حلب".

يوسف حاج يوسف