«نشأت في عائلة تحب العلم والدين وتقدس المثل والأخلاق، كان جدي رحمه الله من أكبر رجال الدين والعلم ومن أكبر مزارعي البلد، وكان والدي كريماً شهماً أفنى شبابه وماله ومال أبيه في سبيل الله والوطن وفي سبيل "فلسطين"، وقد توفي في ريعان شبابه، حينها كنت طفلة لم أستطع أن أعبر له عن فخري واعتزازي به».

هذا ما قالته السيدة "جيهان طبال" عندما التقاها موقع eDeiralzor بتاريخ 22/10/2009، وتابعت: «تابع إخوتي مسار والدي الوطني في الجهاد والتضحية، فتطوعوا في الجيش لإكمال رسالة والدهم، أما أنا فعاهدت نفسي حين ودعت والدي أن أحمل رسالته بالطريقة التي أستطيعها، فلست قادرة على حمل البندقية ولكنني حملت بندقية العلم والدراسة والعمل الخيري الإنساني لخدمة أبناء بلدي».

تابع إخوتي مسار والدي الوطني في الجهاد والتضحية، فتطوعوا في الجيش لإكمال رسالة والدهم، أما أنا فعاهدت نفسي حين ودعت والدي أن أحمل رسالته بالطريقة التي أستطيعها، فلست قادرة على حمل البندقية ولكنني حملت بندقية العلم والدراسة والعمل الخيري الإنساني لخدمة أبناء بلدي

وتابعت "طبال": «درست الابتدائية والإعدادية ودار المعلمات في مدارس "دير الزور" مدينتي الحبيبة، تخرجت معلمة لأعلم تلاميذ بلدي العلم والخلق وحب الله والوطن، عملت بشغف وحب ووجدان ونلت جوائز وثناءات عديدة، تزوجت من رجل شهم حنون عطوف هو الدكتور "محمد وليد السراج" رحمه الله هو الذي ساندني وساعدني حتى نلت شهادة التعليم الثانوي وأنا أم لطفلتين ثم سجلت في جامعة "دمشق" في كلية الآداب- قسم الجغرافية وتخرجت فيها لأنتقل للعمل في مجال التدريس الثانوي.

عندما كرمتها السيدة أسماء في عيد الام

أحببت عملي، تفانيت فيه، وتسلقت درجات العمل إلى أن أصبحت مديرة لأكبر ثانوية في المحافظة وهي ثانوية البنات الأولى "محمد أمين الصالح" حالياً، كما أحببتها أحببت اسمها، دربها، طالباتها ومدرسيها، خمسة وعشرون عاماً وأنا أرى كل صباح طابوراً لألفي طالبة يسرن بثبات وثقة وتفاؤل ونظرة إلى المستقبل تشرق على محياهم، كم احترمت كل من عمل معي في المدرسة، مدرسات ومدرسين ومشرفات لشخصياتهم المحترمة وتفانيهم في عملهم، نلت تقديرات كثيرة أفتخر وأعتز بها لأنها ثمار عطائي لأبناء بلدي، ففي عام واحد كانت نتائج المدرسة الأولى في الإعدادي والثانوي بفرعيها الأدبي والعلمي، فقلدني وزير التربية حين ذاك السيد "نجيب السيد أحمد" ثناء أعتز به».

وأضافت: «أما حياتي العائلية فكانت القاسم المشترك الأعظم مع عطائي التربوي، والحمد لله كان زوجي أول عضد وساعد ومؤازر لي في دراستي وفي عملي، يعتز بي ويفتخر بنجاحي، وقد ربيت أولادي قدر ما أستطيع على حب الدين والعلم والفضائل والمثل وحب الوطن، فوصلت سفينتنا إلى بر الأمان بشهادات عالية وأخلاق كريمة وعلم ودين، فابنتي الكبرى "رشا" طبيبة أسنان، و"رانية" خريجة كلية التجارة والاقتصاد، و"خالد" طبيب أسنان أيضا أما "عمرو" فطبيب صحة اختصاص عصبية».

في احدى الندوات الاجتماعية

وحول عنايتها بأسرتها قالت: «أحمد الله على مقدرتي على نتائج أولادي فكلمات زوجي الراحل ترن في أذني وهو يقول لهم: "أولادي العلم أغلى الثروات لكنه كالزرع يحتاج إلى رعاية وسقاية، الحقيقة هدف سام فتشوا عنها، والحق لابد له من قوة التواضع والبساطة مع كبرياء وعزة النفس بالترفع عن صغائر الأمور"، فقد كان وما زال له الأثر العمق في حياتي وحياة أولادي لذلك كان أول أعمالي التبرع بعيادته السنية إلى منظمة الهلال الأحمر لتكون عيادة مجانية للفقراء بعد مشوار عملي الطويل».

وتابعت: «تقاعدت صحيا وأنا لا أزال في قمة عطائي وحبي للعمل ووجدت نفسي ثانية في عمل رائع وهو العمل الخيري الإنساني والاجتماعي، فهو بحر واسع لا شواطئ له، ومن ينذر نفسه لهذا العمل لا يتوقف لحظة ويسكن للراحة، فمادام هناك طفل جائع وأرملة ثكلى ومسن يئن فلنعمل ولنعمل، جمعيتي "جمعية المرأة العربية الخيرية" أسستها مديرتي الفاضلة السيدة "لبيبة حسني" وابنتها المرحومة "مها فياض" وكان انشغالي في المجال التربوي وكمديرة ثانوية كبيرة لا يتيح لي العمل الفعلي حتى تقاعدت صحيا وبدأت مسيرة العمل الخير بحيث استلمت رئاسة الجمعية عام 1999 مع سيدات فاضلات نذرن أنفسهم للعمل الخيري الإنساني لنتم رسالة ومشوار شاق».

أثناء زيارة الرئيس الاسد لدير الزور

وللنساء تقول: «إن واجب المرأة لبيتها وأولادها واجب مقدس، وإنها لو أعطت قليلا من وقتها للعمل الخيري الإنساني لشعرت بعظمة وجودها وعطائها وأن المرأة التي تهز السرير بيمناها تهز العالم بشمالها، منذ نشأتي وأنا أحمل شعار العمل لله والوطن، ولكن كان لتكريم السيدة "أسماء الأسد" بزيارتها للجمعية لأكثر من مرة ولمسة حنانها وعطفها على المسنين الأثر الأكبر في دفعنا للعمل، كما كان تكريمي في عيد الأم من قبلها وساماً يزين صدري ويعطيني دفعا للأمام لخدمة الإنسان الذي هو غاية الحياة وهدفها الأول والأخير».

والتقينا السيدة "رغداء الأحمد" الأستاذة في الأدب العربي وهي طالبة من طالبات "الطبال" فقالت: «كنت حينها في العشرينيات من العمر طالبة في الجامعة وكانت مديرتي وقدوتي الأولى، إلى أن وجدت نفسي وبعد أن أصبحت مديرةً لنفس المدرسة التي كانت معلمتي "جيهان طبال" مديرتها وجدت نفسي وبلا شعور أقلدها، وأسير في طريقها في التعامل مع المدرسين والطلبة إلى حسن الإدارة والحرص على التفوق، لها الأثر الكبير في نفسي والآن وبعد مضي خمسة وعشرين عاما على معرفتي بها، ما زلت على صلة وتواصل ايجابي معها، أستفيد من خبرتها وأستشيرها بأدق الأمور وذلك يزيدني يوما بعد يوم حباً للعمل الجاد والمعرفة، ولشدة حبي لها ولعملها الإنساني انضممت لجمعيتها جمعية "المرأة العربية للمسنين" لتبقى وبكل فخر عطاء لا ينضب».