مع انطلاق العام الدراسي الجديد، يتابع مشروع "شباب" في "حمص" تطبيقه لأحد برامجه الأساسية التي يعمل عليها ضمن أوساط الشباب، وهو برنامج "التوعية بعالم الأعمال"، وقد قام السيد "سهيل محمود" مدير التربية يوم الثلاثاء (27/10/2009) بزيارة إلى ثانوية "عبد الحميد الزهراوي" للذكور في مدينة "حمص"...

والتي تجري فيها فعاليات برنامج "التوعية بعالم الأعمال" حيث تقام ورشات عمل البرنامج لمدة يومين في الثانوية بهدف توعية المشاركين بعالم الأعمال، وتزويدهم ببعض المهارات الأساسية اللازمة لدخول سوق العمل. حضر السيد "سهيل محمود" مقتطفات من محاضرات المتطوعين من رجال الأعمال الذين يطبقون هذه الورشات، ورصد كيفية تفاعل الشباب مع رجال الأعمال، كما ناقش مع الشباب بعض النقاط التي تخص الفوائد المجنية من مشاركتهم في البرنامج. وأبدى الشباب المشاركون تفاعلهم مع السيد مدير التربية وعرضوا عليه بعضاً من مشاريعهم وخطط عملهم المُقدّمة أثناء الورشات.

نحن كقطاع تربوي متفائلون جداً ببرنامج التوعية بعالم الأعمال، ودائماً على استعداد للتعاون مع القائمين على مشروع "شباب" بما فيه خير شبابنا وازدهار بلدنا

eHoms وخلال تواجده في ورشة عمل الطلاب، التقى بالسيد مدير تربية "حمص" وسأله عن انطباعه ورأيه بتطبيق برنامج "التوعية بعالم الأعمال" في المدارس الثانوية فقال: «في الحقيقة الشيء المهم في برنامج "التوعية بعالم الأعمال" أنه برنامج معرفي اقتصادي بآن واحد، وهو دليل الشاب نحو بناء جانب هام من شخصيته، واختيار ما يناسبه من عمل في المستقبل من خلال عمل مؤسساتي تعاوني يضع فيه الشاب المتدرّب بصماته الواضحة في تنمية الاقتصاد الوطني، من خلال اعتماده على مشروعه الخاص».

مدير التربية يتعرف على مضمون ورشة العمل من المتطوع "داوود"

وأضاف مدير التربية: «نحن كقطاع تربوي متفائلون جداً ببرنامج التوعية بعالم الأعمال، ودائماً على استعداد للتعاون مع القائمين على مشروع "شباب" بما فيه خير شبابنا وازدهار بلدنا».

وعن الخطة المقررة لتطبيق برنامج "التوعية بعالم الأعمال" في هذا العام قالت السيدة "عايدة طليمات" مديرة برامج مشروع "شباب" في "حمص": «اتفقنا مع مديرية التربية بـ"حمص"على تطبيق برنامج التوعية بعالم الأعمال في (45) مدرسة ثانوية، خلال العام الدراسي الحالي، ويمكن أن يزداد العدد إلى (60) مدرسة، فيما طبقنا البرنامج في العام الماضي على (42) ثانوية، ولدينا حالياً (52) متطوعاً ومتطوعة من رجال وسيدات الأعمال، وموظفين في مجالات التسويق والأعمال من شركات القطاع الخاص يعملون معنا في البرنامج».

المتطوع "رامي داوود" أثناء ورشة العمل مع الشباب

وأضافت "طليمات": «مدة برنامج التوعية بعالم الأعمال يومين، يقدم فيه المتطوعون بالتناوب محاضرات لحوالي (36) من الطلاب أو الطالبات، يقدمون لهم فيها من معارفهم وخبراتهم في عالم الأعمال، وفي نهاية البرنامج يقد كل فريق من الطلاب المشاركين فكرة عمل جديدة أو مشروع جديد، بناء على ما تعلموه».

ومن رجال الأعمال المتطوعين ضمن البرنامج التقينا الأستاذ "رامي داوود" مدير وكالة "داوود" للتأمين فحدثنا عن مشاركته قائلاً: «منذ أكثر من عامين وأنا أعمل مع مشروع "شباب" كمتطوع في برنامج التوعية بعالم الأعمال، ونحن كمتطوعين في البرنامج نحاول أن نوضح للشباب مجالات العمل المتعددة المتاحة أمامهم، فمثلاً محاضرتي اليوم كانت حول مهارات البيع، والحقيقة مهنة البيع من المهن التي تتميز بأنها غير محدودة، وليس لها إطار واحد في العمل، وعلى مستوى الجهد فيها يكون الأجر بالإضافة إلى الراتب الشهري كما هو متعارف عليه».

وعن انطباعه حول استعداد الشباب وتقبلهم لفكرة الدخول بعالم الأعمال قال السيد "داوود": «لمست حقيقة من خلال عملي مع هؤلاء الشباب أن لديهم استعداداً كبيراً للمتابعة في عالم الأعمال، لكنهم بحاجة إلى التوجيه في هذا الإطار، كما أنهم بحاجة لقليل من التوعية، والأهم من ذلك، توعية أهاليهم وإقناعهم بفسح المجال بعض الشيء لأولادهم لاختيار مجال العمل الذي يحبونه، ويشعرون أن بإمكانهم أن يبدعوا فيه، أو بمعنى آخر مساعدة الأهل لأبنائهم على تنمية الموهبة الموجودة لديهم، وعدم الضغط عليهم وإجبارهم على مهنة لا يحبونها».

وفي استطلاعنا لانطباعات بعض المشاركين في البرنامج من الطلاب قال الشاب "مجد الأخوان": «رغبت بالمشاركة في البرنامج لأنني أحب الخوض بأي تجربة أشعر أنها ستفيدني، فتشوقت لمعرفة ما هي إدارة الأعمال، سمعت عنها كثيراً لكنني لم أكن أعرف ما هي بالضبط. كانت تجربة شيقة ومفيدة بالنسبة لي، لمست مدى أهمية عالم الأعمال في فتح الكثير من المجالات الواسعة أمام الشاب».

وعن فكرة المشروع الذي قدمه الشاب "مجد" مع الفريق قال: «قدمنا فكرة مشروع مزود خدمة إنترنت بسرعة جيدة، وأتت الفكرة من كوننا نحب عالم الإنترنت، رغبنا أن يكون مزوداً سريعاً للإنترنت بما يوفر علينا الوقت والجهد أثناء التصفح».

من جهته قال الطالب "هيثم عقاد": «كانت الموضوعات التي عالجتها المحاضرات غنية بالمعلومات الجديدة والمفيدة، أخذنا فكرة جيدة عن مهارات التواصل مع الآخرين، وطرق إقناعهم، وقد أحببت هذا المجال، وإنشاء الله سأتابع في كل البرامج المتعلقة بعالم الأعمال والإدارة، أما المشروع الذي اقترحته مع زملائي فهو عبارة عن كافيتيريا متنقلة تقدم خدماتها للناس حسب تجمعاتهم».

الجدير بالذكر أن مشروع "شباب" - وهو أحد مشاريع الأمانة السورية للتنمية - يطبق برامجه بهدف دعم ثقافة ريادة الأعمال عند الشباب السوري، وتشجيعهم على دخول عالم الأعمال بالإضافة إلى خلق وجهة نظر ايجابية عند المجتمع السوري تجاه العمل في عالم الأعمال وتأسيس المشاريع الصغيرة.