تعمل شبكة "الآغا خان" للتنمية AKDN في "سورية" منذ أعوام وعبر شراكة قوية مع الحكومة السورية على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمواطنين وتعزيزها من خلال تنفيذ مجموعة من المشاريع الحيوية وفي مناطق مختلفة من القطر تشمل حتى اليوم سبعة محافظات مع طموح لتشمل مستقبلاً جميع المحافظات.
ولمعرفة المزيد حول نشاطات الشبكة ومشاريعها المنفّذة في "حلب" على وجه الخصوص التقى مراسل موقع eSyria في مدينة "حلب" بالأستاذ "علي إسماعيل" المدير التنفيذي لمؤسسة "الآغا خان" للخدمات الثقافية وهي إحدى وكالات الشبكة وذلك قبل بدئه بإلقاء بحثٍ حول (مشاريع شبكة "الآغا خان" للتنمية في "حلب") في قاعة المحاضرات بمقر فرع نقابة المهندسين بتاريخ 26/7/2009 وسأله أولاً حول تاريخ بدء الشبكة نشاطاتها في "سورية" فأجاب بالقول: «بدأت الشبكة نشاطاتها بشكل رسمي في "سورية" منذ توقيع البروتوكول بين سمو الأمير "كريم آغا خان" رئيس ومؤسس الشبكة في العالم وحكومة الجمهورية العربية السورية في العام /2001/ والذي صادق عليه مجلس الشعب في العام /2002/ من خلال إصدار القانون رقم /18/ الذي حدد إطار عمل الشبكة ضمن رؤية مشتركة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في "سورية"».
في "سورية" يشمل عمل الشبكة اليوم سبع محافظات هي: "دمشق" -"حلب" -"حماة" -"طرطوس" -"اللاذقية" -"السويداء" -"حمص" على أمل التوسّع في وقت لاحق بحيث يشمل العمل جميع المحافظات السورية
وأضاف: «لقد استقطبت مدينة "حلب" اهتمام مؤسسة "الآغا خان" للثقافة منذ العام /1999/ وهذا ما شجّع على توقيع البروتوكول، علماً أن نشاط الشبكة في "سورية" غير محدد بمدة زمنية معينة ولا يقتصر على قطاع معين دون آخر بل تهتم الشبكة بالعديد من القطاعات بهدف خلق دائرة تنموية متكاملة تؤدي إلى رفع مستوى معيشة المواطنين».
وحول أهم المشاريع التي نفّذتها مؤسسة "الآغا خان" للخدمات الثقافية في مدينة "حلب" قال: «لقد انتهت المؤسسة في العام /2007/ من ترميم أجزاء من قلعة "حلب" وجوارها وتنفيذ مشروع دوّار القلعة ورفع مستوى المنطقة المحيطة بها، كما قامت بتنفيذ مشروع تجميل المنطقة التي تقع أمام مدخل القلعة بتبليطها ووضع مقاعد حجرية فيها وبالتالي إيجاد متنفس لأبناء المدينة والسيّاح بعد أن كانت تلك المنطقة عبارة عن طريق إسفلتي تعج بزحمة السيارات والآليات، إضافةً إلى مشروع جاد وطموح هو إصدار مجموعة من الكتيّبات التي تستهدف السائح والزائر من أجل دعوته ليمضي أكبر وقت ممكن في المكان ويأخذ فكرة بسيطة وعامة عن أهمية الموقع، ومن المشاريع أيضاً مشروع إعادة تأهيل السراي القديم ليتم الاستفادة منه عبر إقامة فندقين متميّزين كجزءٍ من سلسلة فنادق "سيرينا" المشهورة عالمياً».
«وكذلك مشروع "التلة السودا" (حديقة "باب قنسرين") الذي يهدف إلى إقامة حديقة خضراء على مساحة /17/ هكتاراً على غرار حديقة "الأزهر" في "القاهرة" كي تلعب دور المنشّط والمحفّز التنموي في تلك المنطقة ورفع مستوى معيشة السكان فيها بإيجاد هذا المتنفس الطبيعي الهام باعتبار أنّ تلك المنطقة تحتاج للدعم كي لا تشعر بأنها تعيش على الهامش، ونحرص من خلال وضع تصميم الحديقة أن تكون الأولى على مستوى الشرق الأوسط ، كما استجابت المؤسسة في شهر نيسان من العام الحالي2009 لطلبٍ من مجلس مدينة "حلب" حول المساعدة في إنجاز المخططات التفصيلية لمشروع تجميل مجرى نهر "قويق"».
«كما قامت المؤسسة ودائماً بالتعاون مع جهات حكومية مختلفة -والكلام مازال للأستاذ "علي إسماعيل"- بالتركيز على الجانب التعليمي من خلال إقامة العديد من دورات محو الأمية للنسوة في أحياء "الجلّوم" وقلعة "الشريف" عملنا خلالها على تغيير العديد من المفاهيم القديمة التي كانت سائدة، ونفتخر في هذا المجال بأنّ /19/ فتاة رجعوا وقدموا امتحانات الصف التاسع بعد أن تركوا التعليم لعدة سنوات، كما طرحت المؤسسة برنامج توعية اجتماعي للمقبلات على الزواج من خلال سلسلة من اللقاءات التفاعلية والجلسات التدريبية الهدف منها رفع مستوى الوعي لدى الفتيات ومساعدتهن وتوجيههن».
«ومن المشاريع التعليمية الاهتمام بالطفل من خلال تعليمه وإقامة الأندية الصيفية له ودفعه للمشاركة في مختلف الأنشطة العملية كالمشاركة في يوم البيئة والحملات التنظيفية للشوارع والحارات والحدائق العامة».
وقال متابعاً: «وللمساعدة في إطلاق عدد كبير من المشاريع الرائدة تعمل شبكة "الآغا خان" للتنمية من خلال مؤسسة التمويل الصغير الأولى في "سورية" إلى تقديم خدمات التمويل الصغير لسكان المدن والريف على حد سواء، فحتى اليوم تم منح قروض صغيرة بلغت قيمتها أكثر من أربعة مليارات ليرة "سورية" في /7/ محافظات "سورية"، وبالتالي إيجاد أكثر من /60/ ألف فرصة عمل، والجدير بالذكر أنّ المؤسسة عقدت اتفاقاً مع الحكومة الألمانية للدخول في توسيع تمويل مشاريع القروض الصغيرة».
«وبالنسبة للمواطنين في محافظة "حلب" فقد تم منح /350/ مليون ليرة "سورية" لهم كقروض صغيرة توزعت كما يلي: في مدينة "حلب" /1237/ قرضاً بنسبة /37%/ ، "مسكنة" /2237/ قرضاً بنسبة /37%/، "عفرين" /880/ قرضاً بنسبة /13%/، "إعزاز" /848/ قرضاً بنسبة /13%/».
كما التقى مراسلنا بالأستاذ "محمد أدهم السيد" مسؤول الإعلام والتواصل في شبكة "الآغا خان" للتنمية وطلب منه في البداية أن يعطي قرّاءنا تعريفاً للشبكة فأجاب: «شبكة "الآغا خان" للتنمية هي مجموعة من الوكالات التنموية غير الربحية واللاطائفية واللامذهبية التي تعمل بشكل عام في المجتمعات التي تقل فيها الفرص وتكثر فيها التحديات بهدف تحسين ظروف حياة الناس من جميع النواحي الاجتماعية والاقتصادية والثقافية حيث تدخل إلى هذه الدول عندما تقتضي الحاجة لدخولها بحسب ظروف كل دولة وذلك بالتنسيق مع حكومات تلك الدول».
وأضاف: «في "سورية" يشمل عمل الشبكة اليوم سبع محافظات هي: "دمشق" -"حلب" -"حماة" -"طرطوس" -"اللاذقية" -"السويداء" -"حمص" على أمل التوسّع في وقت لاحق بحيث يشمل العمل جميع المحافظات السورية».
وعن التمويل في الشبكة قال وبه ختم حديثه لموقعنا: «يأتي التمويل لكافة مشاريع الشبكة في "سورية" من قبل سمو "الآغا خان" مباشرةً غير أنّ تمويل الشبكة بشكل عام في العالم يعتمد إضافةً للأموال التي يقدّمها سمو "الآغا خان" شخصياً على الدخل الذي تحققه مجموعة من المشاريع والاستثمارات الاقتصادية ذات البعد التنموي التي يديرها صندوق "الآغا خان" للتنمية الاقتصادية والتي تشكّل رافداً حقيقياً للمشاريع التنموية الأخرى غير الربحية».