ارتبط اسم منطقة "القدموس" بالسياحة، فهي تمتلك كلّ مقوماتها من مناخها المعتدل صيفاً وهوائها النقي إلى المساحات الكبيرة من غاباتها الخضراء، كما أنها تلبس غطاءها الأبيض لأيام عديدة شتاءً لتكون محط أنظار الزوار على مدار العام.

خلال جولة "موقع طرطوس" في منطقة "القدموس" بتاريخ 6/8/2009 اختار أماكن متفرقة للتعرف على المنطقة، وكان لنا حديث مع رئيس بلديتها "مجد الدالي"، الذي اجابنا عن سؤال أهم معالم :القدموس" أجاب قائلاً: «"القدموس" هي مدينة جبلية ناشئة أحدثت كمنطقة بالمرسوم التشريعي رقم 820 بتاريخ 16/11/2008 ويتبع لها بموجبه ناحية "حمام واصل" وناحية "الطواحين" وناحية قرى المركز.

حاولنا قدر الإمكان دراسة الأسعار بما يلائم الزوار حيث تعتبر أسعار فندق نجمتين مع خدمات ثلاث نجوم، وقد تم الافتتاح بداية الشهر السابع ومنذ ذلك الحين يوجد لدينا زوار من بلدنا وخارجه بدون انقطاع تقريباً

أجمل ما فيها هواؤها العليل وجبالها المكسوة بالغابات، وتقع على ارتفاع يصل إلى 1150 م في قمة "جبل المولى حسن"، و1100 م في قمة "جبل النبي"، أما قلعتها فهي على ارتفاع 850 م، وكونها شبيهة بالمدن الصغيرة فهي تتميز بتوفر الخدمات فيها وخلوها من هموم المدن الكبيرة».

المهندس "مجد الدالي"

من الناحية الأثرية والتاريخية للمنطقة الجبلية مكانتها أيضاً، فكما أوضح: «تبعد "القدموس" 25 كم عن مدينة "بانياس" وحوالي 28 كم عن "مصياف" وتعتبر من أقدم المعابر وأهمها، حيث تربط الساحل بالداخل وتتوسط أربع محافظات وعلى مسافة متقاربة منها.

أهم الملامح السياحية هي "قلعة القدموس" وبوابتها المبنية من الحجر، السوق القديم، "جامع جلال الدين حسن" وهو من أقدم الجوامع في المنطقة، والغابات المحيطة مثل "غابة المولى حسن"، "غابة جبل النبي"، "غابة جبل الحوارة" و"غابة المشفى"، ونحن نرحب بأي مشروع سياحي بتسهيل معاملته وإضبارة ترخيصه».

مشهد من القلعة

موقعها الجغرافي والسياحي الهام شفع لها بالموافقة على قسم من المشاريع الخدمية التي تحدث عنها رئيس مجلس البلدة قائلاً: «أهم المعوقات في تنفيذ المشاريع هي الصعوبات المادية وخصوصاُ في مجال الاستملاك، لكنّ البلدة أصبحت تلقى دعماً واهتماماً من قبل السيد المحافظ، فبعد زيارته التي قام بها بتاريخ 26/3/2009 تمّت الموافقة على إجراء دراسة متكاملة للصرف الصحي والمطري على نفقة المحافظة، وتم رصد مبلغ 25 مليون و200 ألف ل. س. من الموازنة المستقلة للمحافظة لدعم مشاريع متعددة في البلدة منها مشاريع طرق وأرصفة وصرف صحي، علماً أنّ موازنة البلدة الاستثمارية هي من الباب الثالث وتبلغ بحدود 5.6 مليون ليرة سورية سنوياً».

وأضاف: «كما أكد السيد المحافظ على ضرورة الاهتمام بالبنية التحتية للطرق واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمواكبة إعلان البلدة كمدينة والإسراع في نقل كافة المراكز الإدارية الملحوظة ضمن المخطط التنظيمي إلى ملكية الجهات المعنية، والمحافظة ستحث هذه الجهات للإسراع في بناء مراكزها لمواكبة التحول الذي تم في البلدة».

فندق "عين الريس"

القوانين الجديدة بما يخص إحداث "القدموس" كمنطقة مع نهاية العام الماضي واضحة، ولكن بقية الإجراءات تبدو من التحديات الصعبة وفقاً لكلام رئيس مجلس البلدة الذي قال: «هناك بعض العوائق فيما يخص ملكية "بلدية القدموس"، فجميع المراكز الإدارية الملحوظة على التنظيم إما مشغولة من قبل دوائر الدولة الحالية وتحتاج إلى إعادة تأهيل في حال التوسع الشاقولي، أو هي مراكز تحتاج إلى استملاك قبل إعطائها للدوائر ذات العلاقة أو تحتاج إلى تعديل صفة تنظيمية وما تبقى من أراضي تخص البلدية فيها نزاع مع الجوار من أصحاب الأراضي».

كيلومترات معدودة تفصلها عن مدينة "مصياف" لكن هذا الطريق ليس على ما يرام في جزئه الواقع ضمن محافظة "حماة"، وعنه أوضح المهندس "فيصل عبود" قائلاً: «العائق الذي يقف أمام وصل البلدة بين الساحل والداخل بشكل جيد من خلال طريق "بانياس"- "القدموس"- "مصياف"، هو بسبب مقطع بمسافة حوالي 4 كم لم يتم تنفيذه بالشكل المناسب، وهو على حدود منطقة "القدموس" مع "مصياف" ويتبع لمحافظة "حماه"، أما باقي الطريق فقد تم تنفيذه بشكل جيد».

أقرب القرى التابعة لمنطقة "القدموس" أصبحت مقراً لصرحٍ علميّ هام بفضل مناخها المميز وانخفاض نسبة التلوث فيها، وعنها تقول المهندسة "أريج خزام": «تقع قرية "السعدانة" على مسافة 3 كم من "القدموس" وتوجد فيها "جامعة الأندلس"، وتتميز بوجود مدافن صخرية على شكل مغاور ولكن هناك صعوبة في الوصول إليها بسبب الأحراش والأشجار.

قرية "القديمسية" تقع أيضاً على نفس المسافة تقريباً من البلدة، وتتميز بالتنوع الجغرافي فيها من تلال وجبل بركاني يصعب الوصول إليه بالإضافة إلى التنوع الحيواني».

ومن عصور البراكين إلى عصور الاستثمار السياحي، حيث شهدت المنطقة حديثاً افتتاح أول الفنادق فيها، وفي فندق "عين الريس" حدثنا المالك "أمير دياب" عن الإنجاز قائلاً: «تعتبر "القدموس" منطقة سياحية تفتقر إلى المنشآت السياحية، فقمنا بمبادرة شخصية لإنشاء هذا الفندق بموقعه المميز والإطلالة الجميلة حيث يعد الأول والوحيد في المنطقة حتى الآن.

الموقع هو في بداية البلدة قرب "نبع عين الريس" وهو محاط بالغابات ومطل على "قلعة القدموس" مع رؤية البحر من أبعد نقطة، مؤلف من ستة طوابق تحتوي على أجنحة وغرف للإقامة العائلية إضافة إلى غرف مزدوجة للمبيت، كما يضم في الطابق الأرضي صالة استقبال ومطعم».

وأضاف: «حاولنا قدر الإمكان دراسة الأسعار بما يلائم الزوار حيث تعتبر أسعار فندق نجمتين مع خدمات ثلاث نجوم، وقد تم الافتتاح بداية الشهر السابع ومنذ ذلك الحين يوجد لدينا زوار من بلدنا وخارجه بدون انقطاع تقريباً».