تعتبر منطقة "المتحلق" متنفس أهل "حلب" من ساكني المناطق الشعبية والتي يقصدونها سعيا للترفيه والترويح عن أنفسهم مصطحبين معهم ما لديهم من فواكه وأطعمة وحتى "الأراكيل" ليقضوا فيها أمسية تستمر أحيانا حتى ساعات الفجر الأولى، وذلك لارتفاعها النسبي عن باقي مناطق "حلب" وللمساحات المفتوحة التي تؤمن هواء عليلا ينسي لبعض الوقت حرارة الطقس.

وبعيدا عن هذه العادات الحلبية التي تناولها موقع "eSyria" في مقال سابق، تأتي مشكلة أن المنطقة تمتلئ بشكل كبير بالمخلفات والمهملات الناتجة عن هذه الارتياد والتي تفوق قدرة عمال النظافة على تولي أمورها بشكل كامل.

قمنا بعمل عدد من التدابير الصحية الخاصة بهذه الحملة منها جعل الأطفال يرتدون "أكف" طبية خاصة أثناء عملية التقاط القمامة وذلك منعا من انتقال الجراثيم والأمراض لديهم

هذا الأمر دفع إدارة "المجمع الخيري الإسلامي" بالتعاون مع فتيات جمعية "دار الفتاة اليتيمة" إلى القيام بحملة لتنظيف المنطقة وتوعية مرتاديها بموضوع النظافة. وقد جرت هذه الحملة عصر يوم الجمعة 31/7/2009. يقول الأستاذ "خلدون سكر" عضو مجلس إدارة المجمع عن هذا النشاط:

« يهدف هذا النشاط إلى غرس روح التعاون ما بين أطفال الدار وفتيات "الفتاة اليتيمة" من جهة، مع مشاركة الأطفال الموجودون في المحلق مع عائلاتهم؛ سيؤدي ذلك إلى القيام بعملية دمج هؤلاء الأطفال مع المجتمع الخارجي بطريقة إيجابية وتنمية روح التعاون والإحساس بالمسؤولية تجاه مدينتهم ومجتمعهم».

وقد بدأ النشاط بالنشيد العربي السوري الذي عزفته فرقة الدار الموسيقية، وبعد ذلك خرج الأطفال بشكل منظم إلى الساحة وبملابس خاصة بالحملة حيث قاموا بإلقاء التحية على العائلات الموجودة في المنطقة، ومن ثم قام الأطفال بتوزيع أوراق كتب عليها (الجمعية الخيرية الإسلامية دار الأيتام بالتعاون مع مجلس إدارة مدينة "حلب" تدعو أهالي حلب الكرام لمشاركتنا مشروع "حلب نظيفة وجميلة")على العائلات الموجودة في المنطقة. كما قام الأطفال أيضا بتوزيع البالونات الملونة على الأطفال والتحدث معهم عن النظافة مع الطلب برمي القمامة بأكياس قام الأطفال بتوزيعها عليهم.

تقول السيدة الصيدلانية "إيمان سمان" عضو مجلس إدارة الدار:

«قمنا بعمل عدد من التدابير الصحية الخاصة بهذه الحملة منها جعل الأطفال يرتدون "أكف" طبية خاصة أثناء عملية التقاط القمامة وذلك منعا من انتقال الجراثيم والأمراض لديهم».

وبعد ذلك قام الأطفال بعملية تنظيف للمنطقة والبعض الآخر قام برسم زهور وأشكال جميلة على الحاويات الموجودة فيها. هذا الأمر أدى إلى تفاعل كبير من قبل عائلات المنطقة حيث قام أطفالها بمشاركة الأطفال في هذه الحملة. بعد ذلك قام أطفال الدار بأداء مسرحية عن البيئة وأهميتها وفي النهاية قام الجميع بتوزيع البالونات الملونة على جميع الأطفال.

«تعتبر هذه الخطوة خطوة مميزة وجيدة وفريدة من نوعها»؛ يقول السيد "أبو أحمد" أحد مرتادي منطقة "المتحلق" ويضيف بالقول:

«من جهتي فأنا لن ألقي أي أوساخ في المنطقة بعد اليوم وسوف أحاول وضعها في أكياس ورميها في الحاويات المخصصة لها. وأطلب من الكل القيام بهذا لكي تكون مدينة "حلب" دائما جميلة ونظيفة والسعي دائما لتوفير بيئة تسر الناظرين إليها».

كانت هذه الحملة بداية فريدة وجديدة يقوم بها أطفال المجمع الخيري الإسلامي أثارت إعجاب العديد من مرتادي المنطقة ودفعت العديد منهم إلى الانتباه وعدم رمي أي فضلات أو أوساخ في المنطقة سواء بقصد أو من دون قصد.