«قبل دخول مواد البناء الحديثة، كان غالبية سكان ريف "الرقة" يبنون منازلهم من مادة الطين الممزوجة بالتبن، والتي يطلقون عليها تسمية "اللِّبْن"، وهي كلمة عربية فصيحة، مستخدمة بصيغة الجمع، وأساسها "لَبِنة"، فيقال على سبيل المثال: وضع فلان "اللَّبِنة" الأولى في البناء، وهذه البيوت الطينية ما تزال تبنى في الريف حتى يومنا هذا، بسبب كلفتها القليلة، ومقاومتها الجيدة لحرارة الصيف وبرد الشتاء».

هذا ما قاله السيد "عبد العلي الحسين" لموقع eRaqqa بتاريخ (17/7/2009)، في معرض حديثه عن كيفية بناء البيت الطيني في ريف "الرقة"، وهو من سكان قرية "شعيب الذكر"، ومن المهتمين بالتراث الشعبي للمنطقة، حيث تابع حديثه قائلاً: «تبدأ عملية بناء بيت الطين أو "اللِّبْن"، بأن تقوم العائلة برجالها ونسائها وأطفالها، بحفر الأرض لاستخراج التراب، والذي يطلقون عليه اسم "التراب الحر"، وهو لا يحتوي عادةً على الكثير من الشوائب، وبعد ذلك يتم إضافة مادة "التبن" إليه، ويخلط بعضه إلى بعض، ثم يفتح في كومة التراب هذه، حفرة واسعة ليصبَّ فيها الماء، وبعد أن يتشرب الترابُ الماءَ، تبدأ هنا عملية جبل التراب بواسطة "المجرفة"، ثم بواسطة الدوس بالأقدام، وتستمر هذه العملية حتى يتم الحصول على خليط متجانس، ويترك لمدة يوم أو أكثر كي يتجانس أكثر، وخلال هذه المدة يرشُّ بالماء حتى لا ينشف.

تبدأ عملية بناء بيت الطين أو "اللِّبْن"، بأن تقوم العائلة برجالها ونسائها وأطفالها، بحفر الأرض لاستخراج التراب، والذي يطلقون عليه اسم "التراب الحر"، وهو لا يحتوي عادةً على الكثير من الشوائب، وبعد ذلك يتم إضافة مادة "التبن" إليه، ويخلط بعضه إلى بعض، ثم يفتح في كومة التراب هذه، حفرة واسعة ليصبَّ فيها الماء، وبعد أن يتشرب الترابُ الماءَ، تبدأ هنا عملية جبل التراب بواسطة "المجرفة"، ثم بواسطة الدوس بالأقدام، وتستمر هذه العملية حتى يتم الحصول على خليط متجانس، ويترك لمدة يوم أو أكثر كي يتجانس أكثر، وخلال هذه المدة يرشُّ بالماء حتى لا ينشف. بعدها يتم تعبئة هذا الخليط في قوالب خشبية، وتسمى هذه العملية "قَطْعْ اللِّبْن"، وهناك قوالب تقطع لبنتين، وأخرى تقطع أربع لبِنات، ويتم نزع القوالب مباشرةً، ويترك "اللِّبْن" حتى يجف تحت أشعة الشمس، ولا يتم سقايته بالماء، كما هو الحال مع مادة "البلوك" الإسمنتية، وتكون أبعاد "اللِّبْنة" عادةً /25/سم عرض، وطول /45/سم، وارتفاع /12/سم. بعد ذلك تبدأ عملية بناء البيت، ويستخدم الطين في إلصاق "اللِّبْن" بعضه فوق بعض، وتكون أبعاد الغرف عادةً بطول /6/أمتار، وعرض /3،5/متر، وارتفاع /3،5/ متر، ويوجد فيها باب ونافذتين، ويكون اتجاه الباب، والنافذتين بشكل عام إلى الجنوب، وهناك على الأغلب شباك من جهة الغرب لكي يدخل الهواء إلى الغرفة. ويسقف البناء بواسطة الأعمدة الخشبية الغليظة، حيث توضع الأعمدة بشكل عرضاني، ثم يوضع فوقها وبشكل طولي مجموعة من الأعمدة الخشبية الرفيعة، والتي يتم تغطيتها بالقش، والذي يسمى "السفير"، ومن ثم يوضع فوقه الوحل المجبول بالتبن والملح، لضمان عدم إنتاش بذور القمح، أو الشعير التي من الممكن أنها اختلطت بالتبن، ويوضع للغرفة على الحائط الخلفي "مزاريب" لتمرير مياه المطر من سطح البناء، وأحياناً توضع طبقة رقيقة من مادة "الجص" على السطح الخارجي للسقف, وتطلى جدران تلك الأبنية، إما بواسطة الوحل المجبول والمخلوط بمادة التبن, أو بواسطة مادة كلسية بيضاء يتم شيُّها بالنار، وهي متوفرة كثيراً في منطقة "الرقة", ومن ثم تجمع بعد الشي، وتجبل بالماء، وتصقل بها جدران وأرضيات الغرف، حيث تمنح البناء لوناً أبيضَ ناصعاً، وتحفظ جدران البناء من العوامل الجوية

بعدها يتم تعبئة هذا الخليط في قوالب خشبية، وتسمى هذه العملية "قَطْعْ اللِّبْن"، وهناك قوالب تقطع لبنتين، وأخرى تقطع أربع لبِنات، ويتم نزع القوالب مباشرةً، ويترك "اللِّبْن" حتى يجف تحت أشعة الشمس، ولا يتم سقايته بالماء، كما هو الحال مع مادة "البلوك" الإسمنتية، وتكون أبعاد "اللِّبْنة" عادةً /25/سم عرض، وطول /45/سم، وارتفاع /12/سم.

بيت ريفي على ضفاف الفرات

بعد ذلك تبدأ عملية بناء البيت، ويستخدم الطين في إلصاق "اللِّبْن" بعضه فوق بعض، وتكون أبعاد الغرف عادةً بطول /6/أمتار، وعرض /3،5/متر، وارتفاع /3،5/ متر، ويوجد فيها باب ونافذتين، ويكون اتجاه الباب، والنافذتين بشكل عام إلى الجنوب، وهناك على الأغلب شباك من جهة الغرب لكي يدخل الهواء إلى الغرفة.

ويسقف البناء بواسطة الأعمدة الخشبية الغليظة، حيث توضع الأعمدة بشكل عرضاني، ثم يوضع فوقها وبشكل طولي مجموعة من الأعمدة الخشبية الرفيعة، والتي يتم تغطيتها بالقش، والذي يسمى "السفير"، ومن ثم يوضع فوقه الوحل المجبول بالتبن والملح، لضمان عدم إنتاش بذور القمح، أو الشعير التي من الممكن أنها اختلطت بالتبن، ويوضع للغرفة على الحائط الخلفي "مزاريب" لتمرير مياه المطر من سطح البناء، وأحياناً توضع طبقة رقيقة من مادة "الجص" على السطح الخارجي للسقف, وتطلى جدران تلك الأبنية، إما بواسطة الوحل المجبول والمخلوط بمادة التبن, أو بواسطة مادة كلسية بيضاء يتم شيُّها بالنار، وهي متوفرة كثيراً في منطقة "الرقة", ومن ثم تجمع بعد الشي، وتجبل بالماء، وتصقل بها جدران وأرضيات الغرف، حيث تمنح البناء لوناً أبيضَ ناصعاً، وتحفظ جدران البناء من العوامل الجوية».

السيد عبد العلي الحسين
بيت ريفي قديم مصنوع من الطين أو اللِّبْن