أنواع كثيرة من الأسماك تعيش في مجرى نهر "الفرات"، ولكل نوع منها ميزاته الخاصة، التي تميزه عن باقي الأنواع الأخرى، فهناك الأسماك الكبيرة الحجم والأسماك الصغيرة، والأسماك ذات "الحسك" الكثير وأخرى تخلو منه، وغير ذلك الكثير من الفروق، ومن أسماك "الفرات" الأصيلة، هناك "المشط الفراتي"، الذي يتميز بصغر حجمه وطيب مذاقه.
وللحديث عن هذا النوع من الأسماك الفراتية، زار موقع eRaqqa بتاريخ (3/7/2009)، سوق الأسماك في مدينة "الرقة"، الذي يقع في شارع "الكورنيش"، والتقى تاجر الأسماك السيد "ياسين الحمود" صاحب مسمكة "الصالح"، وبسؤاله عن سمك "المشط الفراتي"، وعن مواصفاته التي تميزه عن باقي الأسماك، أجاب قائلاً: «يعتبر سمك "المشط" من أسماك الفرات الأصيلة، والتي لم يتم استزراعها، أو جلبها من مناطق ثانية، كبعض الأنواع الأخرى مثل سمك "الكارب"، أو"المشط البحري"، وهو يعيش في مجرى نهر "الفرات"، وفي المسطحات المائية المتفرعة عنه، وهو من فصيلة الأسماك الصغيرة، حيث لا يتجاوز وزنه الـ/250/ غراماً. وأنا شخصياً لم أرَ أو أسمع خلال فترة عملي بالصيد، أو من خلال تجارتي ببيع الأسماك، سمكة "مشط فراتي" تجاوزت هذا الوزن.
أعتقد أن تسمية "المشط الفراتي" التي يتداولها الناس في محافظة "الرقة"، وفي المنطقة الشرقية عموماً، ليست دقيقة، فهذه التسمية وغيرها من التسميات الأخرى، التي تطلق على أنواع عديدة من الأسماك، ما هي إلا تسميات أطلقها الصيادون منذ سنوات عديدة، على الأسماك التي يصطادونها، وهي في الغالب تسميات شعبية ومحلية وغير علمية، وبالنسبة لي فإنني أعتقد أن هناك شبهاً بين هذا النوع من السمك وبين "المشط البحري"، الذي كما ذكرت سابقاً تمت زراعته في نهر "الفرات"، وقد سمي بـ"المشط الفراتي" تيمُّناً بـ"المشط البحري"
وهذا النوع من الأسماك له طقس خاص به يتشابه فيه مع سمك "المشط البحري" الذي تم زرعه في نهر "الفرات"، والذي يتمثل بتجمعه في فصل الشتاء حول ينابيع المياه الدافئة التي تظهر في بعض المناطق من مجرى النهر، كما هو الحال في منطقتي "العكيرشي" و"الكرامة"، لذلك فهذا النوع من الأسماك يتوفر بكثرة في فصل الصيف على عكس الشتاء، كونه لا يتحمل البرد أبداً.
وسمك "المشط الفراتي" على الرغم من مذاقه اللذيذ، إلا أنه لا يعتبر من الأسماك المحببة لدى أهل "الرقة" لاحتوائه على الحسك من ناحية، ولصغر حجمه من ناحية ثانية، لذلك فغالباً ما يتم تصديره للمحافظات الأخرى، مثل "حماة" و"حلب" و"حمص"، ويعتبر الشوي هو الطريقة المثالية لتناول "المشط الفراتي"، وذلك لوفرة الدهون فيه، وقد سمعت من أحد الأطباء على شاشة التلفزيون، أن هذا السمك له فوائد صحية كبيرة أهمها، هو أن تناوله يقي من مرض "الصرع"، وذلك لاحتوائه على كميات عالية من مادة "الفوسفور"».
وعن سبب تسميته بالمشط، يتحدث "الحمود" قائلاً: «أعتقد أن تسمية "المشط الفراتي" التي يتداولها الناس في محافظة "الرقة"، وفي المنطقة الشرقية عموماً، ليست دقيقة، فهذه التسمية وغيرها من التسميات الأخرى، التي تطلق على أنواع عديدة من الأسماك، ما هي إلا تسميات أطلقها الصيادون منذ سنوات عديدة، على الأسماك التي يصطادونها، وهي في الغالب تسميات شعبية ومحلية وغير علمية، وبالنسبة لي فإنني أعتقد أن هناك شبهاً بين هذا النوع من السمك وبين "المشط البحري"، الذي كما ذكرت سابقاً تمت زراعته في نهر "الفرات"، وقد سمي بـ"المشط الفراتي" تيمُّناً بـ"المشط البحري"».