«مازلت أذكر ذلك الموقف الأول لي مع الحجر عندما دخلت أمي (رحمها الله) إلى غرفتي وبيدي مطرقة وأزميل.. كنت أحاول أن أضع المعالم الأخيرة على منحوتة لجسد امرأة فنبهتني لأمر مهم في عالم التكوين لدى جسد المرأة فقالت: (تمتاز المرأة وخاصة الشرقية بالحوض العريض) مما جعلني أفكر جيداً كيف يمكن لي أن أخرج بمنحوتة بالشكل الصحيح فتحية من القلب إلى قبر أمي ملهمتي الأولى».

هكذا افتتح حديثه الفنان التشكيلي "سعد شوقي" مع موقع eDaraa في منزله في مدينة "درعا" بتاريخ 25/5/2009 حيث حدثنا عن مشوار طويل مع الفن التشكيلي داخل "سورية" وخارجها فقال: «لي الفخر أنني ابن "درعا" ولدت فيها عام 1956 والدي "رفعت شوقي" رجل عظيم أفتخر به لكونه بطلاً من الرجال الذين دافعوا عن الوطن ضد الاستعمار الفرنسي وهو الذي شجعني لدراسة الفن التشكيلي فدرست في جامعة "دمشق" قسم فنون جميلة اختصاص د يكور سنة 1976 رغم الفقر الشديد الذي كان يلم بالأسرة فأضطررت للعمل في سوق الهال بدمشق ليلاً والدراسة نهاراً،

أفكر حالياً أن أجمع كل أعمالي وهي كثيرة جداً من خلال معرض خاص بي في "درعا" ولكن للأسف هناك الكثير من القطع والمنحوتات الكبيرة الحجم التي لم أستطع إحضارها معي من الجزائر وهي أكثر من 500 منحوتة أفكر حالياً بجلبها عن طريق النقل البحري

هكذا طوال أربع سنوات من المعاناة لأتخرج بالنهاية من الجامعة كأول فنان تشكيلي جامعي في "درعا" حاولت أن أضع اللمسات الأولى في المحافظة من خلال طلابي في المدارس لم أستمر كثيراً في مهنة التعليم حيث أنهيت الخدمة الإلزامية وجاءت فرصة السفر خارج "سورية"».

رسائل من حوران

وعن تلك الفترة بالتحديد يقول: «اخترت "الجزائر" فسافرت وبرفقتي إمرأة عظيمة هي زوجتي "ماري" التي حملتني لأكثر من 25 عاماً في الغربة نعمل سوية يداً بيد فهي خريجة أدب فرنسي من جامعة "دمشق"، ولكن خلال اغترابي لم أنس أبداً أنني سوري وحوراني بالأخص فحملت هويتي وعممتها على جميع أرجاء الجزائر من خلال فني وإنجازاتي الكثيرة هناك، والمنحوتات التي كانت تحكي قصة الوطن وحوران فكثير من المنحوتات تحمل أسماء عريضة مثل "زنوبيا" و"رسائل من حوران" والكثير من الأعمال التي اعتز بها،

فكل عام أفتتح معرضاً في الجزائر يفتتحه السيد الرئيس "بوتفليقة" وكل المسؤولين في الجزائر ولسورية حصة الأسد في أعمالي، وها أنا الآن في بلدي "سورية" مستقراً وعندي الكثير من المشاريع التي تساعد في نهضة "درعا" فنياً وخاصة في مجال فن التشكيل والنحت وقد عملت على تحقيق المشروع الذي رافقني طوال 25 عاماً من الاغتراب وهو بناء قرية فنية في محافظة "درعا" كلها من الغرف الطينية غرف المنامة والمطبخ وحتى المراسم من اللبن والتبن مجهزة بكل مستلزمات الفنان من ريش وألوان ومشدات قماشية وطعام يكفي لمدة شهرين ليأتي الطالب أو الموهوب أو الضيف من كافة إرجاء سورية وليس حوران فقط ليعسكر مدة شهرين أو ثلاثة أشهر على الأقل يتعلم الفن على أيدي كبار الأساتذة، وقد طرحت المشروع على المسؤولين بـ"درعا" والكل أبدى استعداده لذلك وبذلك نرفد "درعا" وسورية بالكثير من الموهوبين فنياً وبأقل التكاليف وهذا ما يجعلني أعوض أيام الحرمان في البحث عن معلم والبحث عن أدوات تساعدني على صقل موهبتي في بداية المشوار».

بيوت دمشقية

وعاد وعرج الفنان "سعد شوقي" من خلال حديثه عن مجموعة كبيرة من الأعمال التي نحتها خلال مشواره الطويل فقال: «أفكر حالياً أن أجمع كل أعمالي وهي كثيرة جداً من خلال معرض خاص بي في "درعا" ولكن للأسف هناك الكثير من القطع والمنحوتات الكبيرة الحجم التي لم أستطع إحضارها معي من الجزائر وهي أكثر من 500 منحوتة أفكر حالياً بجلبها عن طريق النقل البحري».

ونذكر أن الفنان "سعد شوقي" من الأوائل في نقابة الفنانين التشكيلين في "سورية" وعضو في نقابة الفنانين التشكيليين العرب.

زنوبيا