«يُعتبر منزل الشاعر "أبي العلاء المعري" في وسط "المعرة" بناءً تابعاً للمركز الثقافي، هو تحت تصرفنا حالياً، ومازال يحوي داخله مجموعة من الخُزن التي قدمتها "وزارة المعارف المصرية" من خلال مبعوثها الأديب "طه حسين" في /أربعينيات/ القرن الماضي وقاعة اجتماع صغيرة، والمبنى مفتوح نهاراً وداخله موظفان لاستقبال ضيوف ضريح الشاعر». والكلام للسيد "محمد صيادي" مدير المركز الثقافي العربي بـ "المعرة"، وقد تحدث لموقع eIdleb عن منزل "أبي العلاء المعري" وهو الذي يُعرف اليوم بالمركز الثقافي القديم، وأضاف السيد "محمد":

«في العام /2008/ إنتقلنا إلى المبنى الحديث للمركز الثقافي الواقع شرق مدينة "المعرة"، أما المبنى القديم فما زال وضعه غير مستقر، وبدورنا أرسلنا كتاباً لوزارة الثقافة بتسميته مكتبة "المعري"، وطبعاً كانت هناك محاولة لملئه بكتب ومجلدات "أبي العلاء"، لكن المحاولة غير ناجحة لأن المجلدات التي بحوزتنا ليست ذات عدد كبير وينقصنا العديد من الكتب لكف حاجة القراء من الإنتقال إلى المركز الجديد لطلب كتب أخرى، ولهذا أعدنا الأمور إلى نصابها».

الموضوع ينتظر قراراً من وزارة الثقافة، وهناك خطة حسب تصوري لإرسال موظفين من جهات وزارية أخرى للعمل في المركز، ويبدو أن الأمر متروك حتى يتم تغطية حاجة المركز من الموظفين، وهو ليس بيد مديرية الثقافة، ويحتاج لتنسيق عدة وزارات

في الساعة الرابعة من يوم السبت الموافق /28/ تشرين الأول عام /1939/ وُضع حجر الأساس في بناء المركز الثقافي، وأُذيع خبر قرار تأسيس مكتبة خاصة بـ "أبي العلاء" في "معرة النعمان" وتحتوي على مؤلفاته، وعن تاريخ إنشاء المركز تحدث لنا الأستاذ "عبد الحميد غريب" وهو مدير المركز الثقافي بين أعوام /1979/ و/1989/ قائلاً: «قرار إنشاء المركز يعود إلى العام /1933/ حين طُلب من المهندس المعماري الفرنسي "إيكوشار" أن يضع شكلاً للقبر والبناء الذي يحيط به، وقد شُرع في هدم المسجد والضريح في العام /1938/ تحضيراً للبناء الجديد الذي يشبه شكل المدرسة القديمة، ويضم مكتبة ومسجداً إلى جانب الضريح، وتم ذلك فعلاً ،وفي العام /1944/ أُقيم مهرجان لمرور ألف عام على ميلاد "أبي العلاء"، وخصصت الحكومة مبلغاً من المال لذلك.

السيد محمد صيادي مدير المركز الثقافي

كما دعمت ذلك العمل الحكومة المصرية من خلال إرسالها الأديب "طه حسين" لتقديم الدعم للمركز الثقافي، وكان لي دور كبير في أول مهرجان أقيم لـ "أبي العلاء" عام /1981/، وبسبب أن الضريح هو مقصد الزائرين في أيام العطلة، طالبت أن تكون عطلة المركز الثقافي يوم الثلاثاء بدلاً من يوم الجمعة».

الأستاذ "عدنان مخزوم" مديرالمركز الثقافي السابق والرئيس السابق أيضاً للجنة المنظمة لمهرجان "أبي العلاء"، تحدث للموقع عن وضع المكتبة القديمة قائلاً: «قبر الفيلسوف والشاعر "أبي العلاء" يجب أن يكون على قدر من الإحترام تقديراً لإسم هذا الشخص العظيم، بحيث لا يتم إهماله بهذا الشكل، وأن تُملأ المكتبة بمؤلفاته، فيكون مقصداً ثقافياً وأثرياً لمن يريد أن ينهل من فكر "أبي العلاء"، فوضع المكتبة بهذا الشكل غير مقبول، ويجب الإلتزام بقرار معين تجاه تطوير هذا المكان وإعادة الحياة له، وقد إقترحت على وزارة الثقافة خلال فترة رئاستي للمركز أن يُعطى المركز مهمة تنظيم شؤونه المالية، وإعفاء مجلس المدينة من هذه المهمة التي تدخل في صُلب عمل المركز».

السيد عبد الخالق سرجاوي

الأستاذ "عبد الخالق سرجاوي" عاصر المركز فترةً طويلة كمدير ورئيس مكتبة، وبدوره أضاف متحدثاً عن التطورات الأخيرة التي طرأت عليه بقوله: «أُقيمت في العام /1997/ ندوة في المركز برعاية "وزارة التعليم العالي" حضرها مفكرون وأدباء من كافة الدول العربية، هذا الأمر ساهم في الإلتفات مجدداً إلى مكانة المبنى والضريح، وساعد على عودة المهرجان بعد انقطاعٍ طويل، لذلك تطلب الأمر إعادة ترميم المكان وتأهيله لاستقبال ضيوف المهرجان، ويجب اليوم تفعيل دور هذه المكتبة، وإحضار نسخ من مجلدات "أبي العلاء" وكتبه لإغناء كل من يريد التعرف على شخصيته، ويجب أن يبقى المركز مفتوحاً خلال الدوام الرسمي لاستقبال أي زائر، ومسؤولية الحفاظ على مكانة المبنى وحماية هذا المعلم الثقافي الكبير تقع على عاتق وزارة الإدارة المحلية إلى جانب المسؤولية المباشرة لـ"وزارة الثقافة" عن الموضوع أيضاً».

وفي سؤالنا لمدير الثقافة في محافظة "إدلب" السيد "هيثم شحادة" عن تصوره لإطار يستقر به واقع المبنى القديم، أجاب قائلاً: «الموضوع ينتظر قراراً من وزارة الثقافة، وهناك خطة حسب تصوري لإرسال موظفين من جهات وزارية أخرى للعمل في المركز، ويبدو أن الأمر متروك حتى يتم تغطية حاجة المركز من الموظفين، وهو ليس بيد مديرية الثقافة، ويحتاج لتنسيق عدة وزارات».

الأستاذ هيثم شحادة مدير الثقافة بإدلب

وتبقى "دار الحكمة العلائية" صرحاً ثقافياً ومعنوياً كبيراً، لكنها بحاجة جدية إلى جهة تعلن المسؤولية عنها وتعيد الحياة إليها، وألا تبقى حبيسة قرارات وهمية لا وجود لها على أرض الواقع.